الغور الشمالي: مزارعون يستعينون بالصهاريج لإبعاد الجفاف

علا عبداللطيف

الغور الشمالي- على الرغم من تأكيد سلطة وادي الاردن بان كمية المياة المسالة الى مزارع في لواء الغور الشمالي كافية لري المحاصيل، الا ان مزارعين يرون غير ذلك، ويؤكدون أن نقص مياه الري، كبدهم شراء صهاريج مياه لاستكمال ري مزارعهم، وتزويد بركها بالمياه، ما اثقل كاهلهم وخصوصا صغارهم.

اضافة اعلان


وبسب ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت ذروتها 45 درجة مئوية، يضطر مزارعون الى شراء مياه الصهاريج لتعبئة برك مزارعهم، لمواجهة تأثير موجة الحر الحالية على مزروعاتهم الخضرية والحمضيات، سيما وان مزروعات لديهم تعرضت للجفاف، ما ينذر بوقوع خسائر في وقت مبكر جدا.


ويقول هؤلاء المزارعون، إن شراء المياه أصبح يثقل كاهلهم، مطالبين سلطة وادي الأردن بزيادة ساعات الضخ، خصوصا في الوقت الحالي الذي يشهد ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة في وادي الأردن.


وأكدوا ان كميات المياه المسالة من السلطة غير كافية، لتمكينهم من مواجهة موجة الحر الحالية، ما سيلحق ضررا كبيرا بالمزروعات، وخصوصا الموز والحمضيات.


المزارع محمد العربي من سكان منطقة قليعات، يضطر للتأخر في مزرعته لما بعد منتصف الليل، لإسالة المياه الى مزرعته، تخوفا من تأثير موجة الحر عليها، خصوصا وان الموجة السابقة أثرت على بعض المحاصيل الزراعية، وكبدت مزارعين خسائر مالية هم بغنى عنها، لا سيما في ظل ما تكبدوه من خسائر في جائحة كورونا، الى جانب ما ألقته العواصف من أبعاء عليهم، وكذلك الصقيع والامراض الفطرية.


وطالب السلطة بإسالة المياه الى المزارع خلال موجة الحر الحالية، وزيادة ساعات الدور الرئيسي، وخصوصا إلى مزارع الحمضيات التي تعد الأكثر حاجة لكميات كبيرة من المياه، لا سيما وان معظم مزارعي الغور الشمالي، يعتمدون على موسم الحمضيات في تسديد التزاماتهم المالية.


وبين المزارع خالد الدبيس، ان شراء صهاريج المياه يثقل كاهل المزارعين، لا سيما وان ظروفهم باتت لا تسمح لهم بدفع تكاليف إضافية اخرى، مؤكدا ان الحاجة والخوف يدفعان المزارعين لشراء الصهاريج، خشية ان تجف أشجارهم، وسط توقعات بان ترتفع الحرارة أكثر من ذلك، بالاضافة الى مقدم عيد الأضحى والعطل الموسمية، ما سيحدث خللا في دورات المياه بسبب انشغال الجهات المعنية، الى جانب الاعتداءت على الخطوط المائية، في ظل غياب للمراقبة، ما سيوثر ذلك سلبا على المزروعات.


وطالب المزارع صبري ابو عبطة من السلطة، زيادة ساعات الضخ، لا سيما وان شراء الصهاريج أرهق جيوب المزارعين، إذ يراوح سعر متر المياه الواحد الواصل إلى المزرعة بين 10 الى 20 دينارا، بينما بعض الصهاريج ترفض الدخول للمزارع لوعورة الطرق إليها وانعدام وصول الكهرباء لمزراعهم وقلة الطرق المعبدة اليها.


ولفت الى أن الجفاف، أصبح ظاهرا على أشجار الحمضيات، كون كمية المياه المسالة الى غالبية المزارع غير كافية.
ويعتمد أهالي الغور الشمالي على الموسم الزراعي للحمضيات بتوفير احتياجاتهم وتمويل مشاريعهم الصغيرة، إذ تبلغ نسبة زراعة الحمضيات من المساحة الكلية للزراعة في اللواء 90 % تقريبا.


وفوجئ كايد الواكد، باحتراق أوراق شجر الحمضيات في مزرعته، برغم التزامه بالإرشادات الزراعية، مبديا تخوفه مما سيلحق محصوله من تأثيرات تحد من جودته، خصوصا وان موسم الحمضيات من أهم المواسم الزراعية في الغور الشمالي.


وقلل مدير قسم الارشاد الزراعي المهندس معاوية الراديدة من تخوفات المزارعين، موضحا بان موجة الحر لن تؤثر على أشجار الحمضيات والموز في ظل عمليات ري مستمرة، مبينا ان هذه المزروعات إذا ما تعرضت للعطش بشكل متواصل، فستتضرر، بخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.


ودعا مزارعي الوادي للالتزام بالتعليمات والإرشادات الزراعية، خوفا من خسائر مالية غير متوقعة، ومنها تكثيف عمليات الري في هذه المرحلة، لتلافي أي أضرار، موضحا انه يتوجب زيادة رطوبة التربة حول المزروعات لحماية جذورها من الجفاف، وذلك بتكثيف استخدام الرشاشات المائية.


كما شدد على مربي الثروة الحيوانية، بتوفير الكميات اللازمة من المياه، لسقاية قطعانهم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، وذلك لسلامتها، والتقليل من تنقل القطعان في ساعات الذروة، والإبقاء عليها في مناطق الظل، لتجنب تعرضها لأشعة الشمس.


وطلب الردايدة، من المزارعين الاستمرار باتخاذ إجراءات مناسبة لحماية محاصيلهم، وبالذات مزارع الموز، من أضرار ارتفاع درجات الحرارة، كالري المستمر وتغطية قطوف الموز المواجهة لأشعة الشمس المباشرة التي توجد على أطراف المزارع.


وأشار إلى أن قطوف الموز والخضراوات التي لم تنضج بعد، معرضة أكثر للتأثر سلبياً بموجة الحر، لكنه أكد أن الموسم الزراعي الخضري في المنطقة على وشك الانتهاء، ولم تعد هناك مساحات كبيرة من المزروعات، يحتمل تضررها باستثناء محصول الموز والحمضيات. وأكد مزارعون في الغور الشمالي استياءهم، جراء ظهور علامات الاحتراق على مزروعاتهم، وخصوصا أشجار الحمضيات والموز، في ظل غياب الجهات المعنية عن التواصل معهم، برغم شكاواهم المتعددة.


وقالت الأمينة العامة للسلطة منار محاسنة، ان السلطة زادت ضخ المياه للمزارع ساعتين يوميا في: الأغوار الشمالية، دير علا، والكرامة، لتمكينها من مواجهة الحر حاليا.


وأضافت إن السلطة، ستعزز من جهودها بتطوير الواقع الزراعي في مناطق الأغوار لدعم المزارعين وتمكينهم من القيام بواجباتهم، بما يحقق الأهداف في تنمية الزراعة الوطنية، وتعزيز جودة المنتج الأردني والتخفيف من الأعباء على المزارع في مناطق الأغوار.

اقرأ المزيد :