"القلول".. لعبة تراثية تعيد الأطفال لأجواء الحماسة والترفيه وسط الطبيعة - فيديو

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان - في أجواء اتسمت بالبساطة والعفوية والذكريات الجميلة، والعودة لروح الطبيعة التي تحتضن للألعاب التراثية؛ أقيمت فعالية "إحياء لعبة القلول أو الدواحل" في بلدة بيرين في الزرقاء، وشارك فيها العديد من الأطفال وحتى الكبار.
وتسابق العشرات من الأطفال للحصول على "القلول" اللعبة الشعبية التي تلاشى حضورها في ظل تزايد متسارع للتكنولوجيا الحديثة، وقضاء الصغار ساعات طويلة على شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية، غير مدركين لأهمية اللعب بالطبيعة الخضراء، خصوصا في فصلي الربيع والصيف.
ونظمت مبادرة مسار الخير مؤخرا فعالية "إحياء لعبة القلول أو الدواحل" كما يسميها البعض، وجاءت تزامنا مع إنشاء مطبخ إنتاجي في جمعية "نور النبي" الخيرية، في بلدة بيرين في الزرقاء، إذ تبرعت به عائلة المرحوم اسماعيل نزال الحموري.
واستضافت جمعية نور النبي الخيرية فعاليات إحياء لعبة "القلول" في المنطقة، وقامت بتخصيص مكان لفريق مسار الخير، وللأطفال الذين حضروا متحمسين للموقع كي يشاركوا في هذه البطولة، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، إذ كانت اللعبة في السابق لها حضورها بين الأطفال، إلا أنها تلاشت مع مرور الزمن ووجود البدائل التي استخوذت على اهتمامهم.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


الأطفال أبدوا رغبتهم واستعدادهم الكبير للمشاركة في اللعب، كما يبين الطفل رعد عاطف (11 سنة) الذي كان يلعب بالقلول قبل 4 سنوات، ولكنه ابتعد عنها كون باقي أصدقائه لا يمارسونها في الغالب، بل يتوجهون للألعاب الجديدة على الهواتف الذكية، على حد تعبيره.
ويقول رعد، الذي حضر بصحبة ابناء عمومته وأصدقائه، إنه متحمس للعب "القلول" ويتمنى أن يستمر فيها خلال الفترة القادمة، لكي يتعلم منها التركيز والحركة، والمشاركة في ذات الوقت، خاصة وأنها تنافسية ويمكن أن "يكسب عددا كبيرا من القلول من أصدقائه".
أما راشد عارف، الذي شارك رعد بذات "الحفرة" في اللعب، يقول أنه لعبها لفترة قصيرة قبل عدة سنوات، حيث علمه أحد أعمامه هذه اللعبة الشهيرة في السابق، ولكنه لنفس السبب، توقف عن اللعب لعدم مشاركة الآخرين له، وتوجه جميع الأطفال لألعاب الهواتف الذكية التي تتوفر معهم ومع الأهل.
وعبر التعاون مع جمعية نور النبي الخيرية التي استضافت الفعالية، سيتم تخصيص أوقات معينة لممارسة هذه اللعبة في المنطقة، لذا يتمنى راشد أن يستمر بها بين الحين والآخر، كونها وسيلة تسلية، وتعلم التركيز والدقة، كذلك تقوية صلته بالأطفال الذين يلعب معهم، عندما يلتقون دائما ويتشاركون اللعب.
ومن خلال دعم مبادرة مسار الخير لـ "بطولة القلول" قام الزميل محمد القرالة، القائم على تنظيم الفعالية، بتوزيع ما يزيد على 12 ألف حبة "من القلول" على الأطفال، حتى يُتاح لهم اللعب بها في المنطقة التي خصصتها الجمعية، بعد أن قام القرالة ومجموعة من المتطوعين بتعليم الأطفال قواعد هذه اللعبة التراثية.
وشارك في فعاليات هذا اليوم مجموعة من المتطوعين في مسار الخير وهي المبادرة التي تسعى لإنشاء مشاريع إنتاجية تتوزع على مختلف محافظات المملكة، وبخاصة في القرى النائية لمساعدة العائلات على العمل وايجاد مصدر دخل لهم، وتخصيص تبرعات خاصة.
ويبين القرالة أن رغبته في أن يتعلم الأطفال أصول لعبة "القلول" والتعود على ممارستها في أوقات فراغهم جزء من الأعمال الترفيهية التي تطمح المبادرة لترسيخها ضمن فعالياتها التوعوية والثقافية من خلال افتتاح المكتبات.
ولعبة القلول التراثية تلاشت بشكل كبير بين الأطفال، رغم أنها كانت سائدة خلال فترة زمنية طويلة ومنذ العصور القديمة، وتم ذكرها في العديد من المراجع التاريخية بمسميات مختلفة.
ويسعى القرالة أن يقوم خلال الفترات القادمة بتنظيم بطولات بهذه اللعبة بالتعاون مع المجتمعات المحلية في القرى، بل وإدماج المدارس في مثل هذه الألعاب والبطولات، كنشاط غير منهجي يعيد للأطفال التفاعل في الألعاب الخارجية والمشاركات مع الآخرين بعيداً عن "التكنولوجيا في اللعب".
ولعبة القلول لها قواعد وأساليب وتحتكم لقوانين وشروط خاصة، ويوجد أشكال وأحجام مختلفة للكرات الزجاجية المستخدمة في اللعبة، مصنوعة من الزجاج الملون جميل الشكل، وهي منتشرة في مختلف دول العالم وفي المنطقة العربية بشكل واضح، بيد أنها تختلف في المسميات. وتختلف في قواعدها وشروط اللعب، إلا أنها كانت عبر عقود هي طريقة التسلية الأكثر شعبية لدى الأطفال في زمن اقتصر فيه اللعب على الحارات والشوارع والأزقة.
وهناك عدة أنواع وأشكال متوفرة من "الدواحل" أغلاها ثمنا الحلبي نسبة إلى اللون وهو بمثابة الجوكر أي ما يخصصه اللاعب للتهديف والرمي، وأبو شعرة والملون والشفاف واللؤلؤي والبطيخي والمائي والحليبي الابيض المخطط بخطوط ملونة مموجة ويسمى الحجم الصغير منها "فسفس" والحجم الكبير"الرأس أو دبش والكنج والدبل كينج والكوين".