مع الصعوبات الاقتصادية.. هل شراء الذهب بـ"التقسيط" حل يخفف عن الأسر؟

الذهب
الذهب

عمان- الظروف الاقتصادية الصعبة وتوالي ارتفاع أسعار، دفعا العديد من الأسر إلى البحث عن حلول وبدائل لتأمين احتياجاتهم من خلال اللجوء لمؤسسات وأفراد لديهم عروض للتقسيط. 

اضافة اعلان


منشور شاركته إحدى الأمهات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تبحث من خلاله عن محل مجوهرات يبيع الذهب بالتقسيط، معلقة في منشورها "نريد محل ذهب يقسط لنا ويعطينا الذهب خلال يومين عشان خطبة ابني".


المنشور لاقى تفاعلا كبيرا جدا، فهنالك من نصحها بشراء قطعة بسيطة أو الاكتفاء بخاتم الخطوبة، في حين أن النسبة الكبيرة من التعليقات كانت تشارك أسماء محلات تنتهج التقسيط في بيعها.


اللافت للنظر أن هناك عددا كبيرا من محلات الذهب تلجأ لتقسيط الذهب تحت شروط ضمان تكفل حقهم، وفي الوقت نفسه تمكن الناس من شراء الذهب من دون الحاجة إلى دفع نقدي.


لم يعد أمر تقسيط الذهب مستهجنا لدى الكثيرين ممن تجبرهم الظروف على شراء الذهب لإتمام مراسم الخطبة والزواج؛ فخالد واحد من الشباب الذين لجأوا لشراء ذهب بقيمة 2500 دينار أردني بالتقسيط، يترتب عليها فوائد وتوقيع كمبيالات، لافتا إلى أنه لجأ لذلك مضطرا ليتمكن من الزواج ودفع مستحقات أخرى.


ويقول خالد "صحيح أن الظروف الاقتصادية أصبحت صعبة وكثير من تفاصيل الحياة تغيرت بعد كورونا، إلا أن هنالك عادات لم تتغير، وكثير منها يرهق ميزانية الشخص".


رحلة البحث عن محل بيع ذهب بالتقسيط استغرقت شهرا كاملا مع أم حاتم، التي علقت بأنها مضطرة لذلك لتكمل مراسم زواج ابنتها.


وتقول أم حاتم "جرت العادة أن يقوم أهل العروس بتقديم الذهب لابنتهم بغض النظر عن سعر الذهب أو حتى الوضع المادي".


وتشير إلى أن عبء الدين أخف بكثير من النظرة المجتمعية للأسرة التي تعجز عن تقديم هدية لابنتها أو حتى أمام أهل زوجها.


العادات الاجتماعية، دفعت الكثيرين للاستدانة من أجل شراء الذهب أو حتى الشراء بالأقساط  مع الفوائد، فقط من أجل النظرة الاجتماعية، وفق كمال حداد صاحب أحد محلات الذهب.


ويلفت حداد إلى أن كثيرا من الزبائن يضطرون لشراء الذهب بكامل قيمته المكتوبة، وبالتالي يشكل ذلك عبئا عليهم، خصوصا وأن الظروف الاقتصادية تغيرت مع ارتفاع تكاليف الزواج والحياة باتت أكثر صعوبة.


وزاد ارتفاع أسعار الذهب، بحسب حداد، من صعوبة حصول الناس عليه، وأصبح يشكل عبئا جديدا يزيد من مشاكل الزواج، فكان التقسيط أحد حلول التيسير على الناس حتى لو أضيفت له زيادة قليلة في السعر.


بدوره، يشير اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، إلى أن هذه الظواهر المختلفة المتعلقة بالتقسيط للمقبلين على الزواج أو من يرغبون باقتناء الذهب بالتقسيط، تعكس ارتفاع الكلف، وأن قدرة الناس على دفع هذه المبالغ مرة واحدة أصبحت مستحيلة.


ومن جهة أخرى، يشير عايش إلى أن ارتفاع أسعار الذهب يزيد من تكاليف إتمام الزواج، بالتالي يتم اللجوء للتقسيط للحفاظ على السيولة لهؤلاء الأشخاص والإنفاق على أمور أخرى تحتاج إلى الدفع النقدي.


هذا التقسيط، بحسب عايش، يحمل أعباء مستقبلية على المتزوجين، حيث يبدأ هذا الزواج وسط تكاليف مستقبلية ناجمة عنه.


وفي بعض الحالات، ينتج عن ذلك مشكلات داخل الأسرة، خصوصا إذا كان الدخل لا يكفي لمتطلبات المعيشة، يضاف إلى ذلك احتياجات أطفال في سن الطفولة المبكرة بالمدارس، فينجم عن ذلك مشكلات أسرية، وفق عايش.


تلك الظواهر المتعلقة بالإنفاق والدخل، تستدعي نظاما اجتماعيا اقتصاديا جديدا يأخذ بعين الاعتبار دخل الناس وقدراتهم الإنفاقية ونوعية الوظائف التي يعملون بها وأن يكون هناك نوع من الترتيبات المالية.


آن الأوان، بحسب عايش، لأفكار جديدة فيما يتعلق بإدارة الحياة اليومية والأسرية، ولا بأس أن يكون هناك صندوق للأسرة يعين على قضاء حوائجها وتأمين متطلبات الحياة، وعلى الجهات المختصة مساعدة الناس على أخذ قروض من دون فوائد، مما يقلل من الأعباء ويطور المشاريع التي يقبل عليها الناس سواء مشاريع اقتصادية أو دراسية أو حتى زواج.


وسجل سعر غرام الذهب عيار 24 في الأردن نحو 45.05 دينار أردني أول من أمس، وفقا لمنصة غولد برايس توداي التي ترصد أسعار المعدن النفيس للدول العربية.
وبلغ سعر الذهب في الأردن عيار 18 نحو 33.79 دينار أردني، وسجل سعر غرام الذهب عيار 14 نحو 26.28 دينار أردني.