هل تريد التخلص من إدمان الهاتف الذكي؟.. جرب هاتفا بدائيا

1706525592959843300
هل تريد التخلص من إدمان الهاتف الذكي؟.. جرب هاتفا بدائيا

تحدثت كاتبة أميركية في صحيفة "نيويورك تايمز" تُدعى كشمير هيل عن تجربتها مع تغيير هاتفها الذكي إلى هاتف بدائي لمدة شهر بهدف الحد من إدمانها على الهاتف الذي كانت تقضي في استخدامه أكثر من خمس ساعات في اليوم.

اضافة اعلان

 

وذكرت الكاتبة أن ندمها الأكبر في عام 2023 كان علاقتها بهاتفها الذكي الذي كان يسجل بانتظام وقت شاشة يفوق خمس ساعات يوميا، وهو وقت تقضيه في العديد من الأنشطة المهمة مثل: العمل، والرسائل النصية العائلية، وقراءة الأخبار ومراسلة الأصدقاء البعيدين.. لكن هذا النشاط كان مصحوبا بشكل متزايد بنوع من الندم المزعج الذي يرتبط بالسلوك غير الصحي.


وقالت الكاتبة: إنها قررت أن تُحدث تغييرا كليا في شهركانون الأول (ديسمبر) 2023، وذلك بالتخلي عن هاتف آيفون 15 الذي تبلغ قيمته 1300 دولار مقابل هاتف أوربيك الذي تبلغ قيمته 108 دولارات، وهو هاتف قابل للطي لا يمكنه سوى إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصية، وفق ما نشر على موقع "الجزيرة نت".


وأشارت الكاتبة إلى أن الأبحاث تؤكد ذلك، إذ أظهرت إحدى الدراسات أن مجرد تحويل الهاتف الذكي إلى وضع الشاشة الرمادي ساعد الأشخاص على تقليل الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة بنسبة 18 %.


وأضافت أن مستوى الملل في هاتفها البدائي القابل للطي كان مطمئنا، فقد كانت شاشته الرئيسية صغيرة ومملة، وكتابة أي شيء أطول من جملتين يتطلب قدرا هائلا من الضغط على الأزرار؛ لذلك استبدلت الرسائل بالاتصال، وكانت هذه مشكلة لأن معظم الناس لا يريدون أن يعمل هاتفهم كهاتف مكالمات. وعندما قام الأصدقاء والعائلة بالرد على الهاتف، كانت المحادثات أعمق بكثير من مجرد تبادل الرسائل النصية، وتكون العواطف كلها واضحة ومباشرة فلا يوجد رمز تعبيري معقد تحتاج لفك شفرته.


أظهر استطلاع أجرته مؤسسة بيو للأبحاث عام 2021 أن 31 % من البالغين أفادوا بأنهم "متصلون بالإنترنت بشكل شبه دائم"، وهو أمر لم يكن ممكنا إلا بسبب وجود الهاتف الذكي.


وردت الكاتبة على سؤال من أحد الزملاء "هل تشعرين بأنك أقل اطلاعا؟"، بالقول: إن ذلك ليس حقيقيا حيث وصلت المعلومات إليها، ولكن بشكل أقل سرعة، وذلك من خلال جهاز الحاسوب الخاص بها الذي يعرض المواقع الإخبارية والنشرات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي.


ورغم كل التحديات، تمكنت من التخلي عن الهاتف الذكي خلال الشهر. لقد كان من المريح أن تفصل عقلها عن الإنترنت بشكل منتظم ولساعات في المرة الواحدة، الأمر الذي مكنها من قراءة أربعة كتب والقيام برحلات طويلة مع زوجها، والتحدث خلالها بدلا من الاستمرار في عوالم صوتية منفصلة مع الإيربودز. لقد شعرتْ أن لديها المزيد من الوقت والمزيد من السيطرة على ما يجب فعله به.


وبعد نحو أسبوعين، لاحظتْ أنها فقدت "رعشة الإبهام"؛ وهي رغبة جسدية في التحقق من الهاتف في الصباح، أو عند الوقوف في إشارات المرور، أو انتظار المصعد، أو في أي لحظة فراغ أخرى.


وقالت الكاتبة إن زوجها لاحظ أن "وجهها أصبح أقل إرهاقا"؛ حيث كانت تعاني من الاستيقاظ في منتصف الليل، بينما لم يكن يحمل هاتفها القابل للطي أي إغراءات في منتصف الليل؛ لذلك تحسن نومها بشكل كبير.


وأضافت الكاتبة أن رغبتها في مشاركة كل لحظة لطيفة مع بناتها على إنستغرام تلاشى على مدار الشهر؛ حيث يمكنها فقط الاستمتاع بتلك اللحظات بدلا من محاولة التقاط صور من أجل الآخرين، كما أن دائرتها الاجتماعية تقلصت لهذا الشهر، حيث لم ترسل مجموعة كبيرة من الرسائل النصية "سنة جديدة سعيدة"، إذ كان من الصعب جدا القيام بذلك باستخدام هاتفها البدائي القابل للطي.


وبينت الكاتبة أنها بقدر ما أحبت حياتها في استخدام الهاتف البدائي القابل للطي وإعادة الضبط الذهني التي يوفرها، اعتقدت أنها قد تطرد من العمل إذا فشلت في الرد في الوقت المناسب على رسائل سلاك ورسائل البريد الإلكتروني بنفس القدر الذي كانت تفعله خلال الشهر.


ونقلت الكاتبة تصريحات كاميل كارلتون مديرة السياسات في مركز التكنولوجيا الإنسانية، وهي منظمة غير ربحية في كاليفورنيا أسسها موظفون سابقون في مجال التكنولوجيا لرفع مستوى الوعي بشأن الآثار السلبية لأنواع المنتجات التي يعملون عليها: "لقد بدأ المزيد والمزيد من الناس يرون أن هذه المنصات، وهذه المنتجات مصممة عمدا للإدمان". وقارنت كاميل كارلتون الهواتف الذكية وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بالوجبات السريعة والتبغ، واقترحت أن يقوم المشرعون بتنظيم تصميم هذه المنتجات لحماية صحتنا.

 

اقرأ أيضاً: 

"جلسات بلا روح".. إدمان الهواتف يطال كل شيء