الاحتلال يواصل عدوانه.. عشرات الشهداء بمجازر وحشية في القطاع

محادثات باريس.. جولة جديدة من العبث الصهيوني

كادر طبي يعالج عائلة مصابة جراء غارات الاحتلال على غزة-(وكالات)
كادر طبي يعالج عائلة مصابة جراء غارات الاحتلال على غزة-(وكالات)

رفض الوفد الصهيوني إلى محادثات باريس أمس، الموافقة على وقف نهائي للعدوان على قطاع غزة.


وكشفت مصادر عبرية عن آخر مجريات ومباحثات المفاوضات بشأن صفقة الهدنة في قطاع غزة ما بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

اضافة اعلان


وقالت وسائل إعلام عبرية إن المفاوضين اتفقوا على  إطلاق سراح حوالي 40 إسرائيليا من النساء والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من نفس الفئات. 


وقالت وسائل إعلام عبرية، أمس، نقلا عن عن مسؤول صهيوني كبير قوله "ما زلنا بعيدين عن التوصل لاتفاق".


وقبيل ذلك أكد مسؤولون صهاينة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن محادثات باريس بشأن قطاع غزة كانت جيدة واستمرت أكثر من المتوقع، مشيرين إلى التوصل لاتفاق على إطار محدث لصفقة تبادل المحتجزين.


وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الوفد الصهيوني عاد صباح أمس من العاصمة الفرنسية باريس، حيث شارك في الاجتماعات برفقة ممثلين عن مصر وقطر والولايات المتحدة.


من جهتها كانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قد ذكرت أن الفريق الصهيوني في مفاوضات باريس بشأن المحتجزين، برئاسة رئيس الموساد، دافيد بارنياع، حصل على الضوء الأخضر من مجلس الحرب لتخفيف موقفه، فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز في غزة.


ويكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على أمل درء هجوم صهيوني على مدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح على الطرف الجنوبي من القطاع.


وقال المسؤول في حماس "إن الحركة لم تقدم أي اقتراح جديد في المحادثات مع المصريين، لكنها تنتظر لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثاتهم مع الصهاينة. وأضاف "لا لم نقدم ورقة أخرى، فقط ناقشناهم (المصريين) في ورقتنا وننتظر عودتهم من باريس".


وفي أحدث جولة من المحادثات المماثلة التي عقدت في باريس في بداية شباط (فبراير)، جرى التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف طويل لإطلاق النار في الحرب وافق عليه الاحتلال والولايات المتحدة. وردت حماس باقتراح مقابل رفضه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه "مخادع".


وتجري المحادثات على أمل التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، وذلك بعدما تعثرت الأسبوع الماضي اجتماعات استضافتها القاهرة وسط رفض الاحتلال مطلب "حماس" بإنهاء العدوان على قطاع غزة.


وقد وصفت حركة "حماس" مواقف الاحتلال من المفاوضات وردوده على الوسطاء "بالسلبية، وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق"، معتبرة أن "نتنياهو" يحمل وفده بأربعة لاءات: لا وقف للعدوان، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية".


وأكدت الحركة "مواقفها الواضحة بوقف العدوان على أهالي قطاع غزة، وإنهاء معاناتهم الإنسانية، التي سببتها آلة القتل والدمار الصهيونية، وحرية حركتهم وعودتهم إلى بيوتهم ومناطقهم في شمال القطاع، وفي كل مناطقه، وضرورة الإغاثة العاجلة والإيواء وبدء الإعمار".


وطبقاً لوسائل إعلام الاحتلال؛ فإن حكومة الاحتلال تعارض عددًا من بنود الاتفاق، المتمثّلة بشكل أساسي في قضية عودة النازحين إلى محافظتي غزة وشمال القطاع، في ظل مخاوفها من إعادة فرض "حماس" سيطرتها على المناطق.


وأشارت إلى ثلاث قضايا أخرى محل خلاف، وهي: زيادة المساعدات الإنسانية، ومدة وقف إطلاق النار، وعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.


وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، بارتكاب المزيد من المجازر الوحشية والقصف الجوي والمدفعي الكثيف واستهداف ما تبقى من الأبنية السكنية المستشفيات الميدانية التابعة للمنظمات الدولية في رفح والتي لم تعد قادرة على استيعاب النازحين والأهالي.


واستشهد أمس عشرات الفلسطينيين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال المكثف والمتواصل على قطاع غزة، جوا، وبرا، وبحرا، الذي يدخل يومه الواحد والأربعين بعد المئة.


واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بجروح مختلفة، في سلسلة غارات لطائرات الاحتلال، استهدفت منازل في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث تواجه سيارات الإسعاف صعوبة بالغة في نقل الجرحى، وجثامين الشهداء، بسبب استمرار القصف.


كما تعرضت أحياء الصبرة، وتل الهوى، والدرج بمدنية غزة إلى قصف مدفعي مكثف، مخلّفا عشرات الإصابات.


واستشهد ستة أشخاص، وأصيب آخرون، في استهداف طائرات الاحتلال عددا من المنازل في النصيرات، والبريج، ودير البلح وسط قطاع غزة.


وأسفر القصف المدفعي على المناطق الشرقية والغربية من مدينة خان يونس جنوب القطاع، عن ارتقاء شهيدين، وإصابة آخرين بجروح.


كما نفذ طيران الاحتلال أحزمة نارية على بلدة خزاعة شرق خان يونس، التي دمر الاحتلال كافة المنازل فيها، بحجة إقامة منطقة عازلة، حسب ما أعلنته منظمة "بتسليم" الصهيونية.


وشرق مدينة رفح، قصفت طائرات الاحتلال منزلين، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح.
كما أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف قرب مراكز ايواء وخيام النازحين، في المواصي غرب مدينة رفح.


وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن مجمع ناصر الطبي ما يزال محاصرا، موضحة أن الاحتلال لا يسهل عملية إجلاء المرضى لعلاجهم بالمستشفى الميداني التابع لها.


وأشارت المنظمة إلى أن قوات الاحتلال منتشرة في محيط مستشفيات قطاع غزة، وتمنع الوصول إليها، معربة عن قلقها من استمرار احتجاز الطواقم الطبية.


كما أكدت أن الأهالي والنازحين في مناطق شمال قطاع غزة يعانون مجاعة حادة، ووضعا صحيا كارثيا، في ظل منع وصول المساعدات.


ولم تعد المستشفيات الميدانية التابعة للمنظمات الدولية في رفح قادرة على استيعاب النازحين والأهالي.


وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فقد ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29514 شهيداً، ونحو 69616 جريحاً، إلى جانب آلاف المفقودين الفلسطينيين.


في سياق متصل، يسعى الفلسطينيون لإفشال ما وصفوه بخطة "نتنياهو" الفارغة والضبابية حيال "مستقبل غزة ما بعد الحرب"، من خلال تفاهمات تشكيل حكومة بمهام إغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار القطاع والإعداد للانتخابات العامة، بما يقطع الطريق أمام محاولات الاحتلال لفصل القطاع عن الضفة الغربية ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.


وعلى وقع الرفض الفلسطيني القاطع؛ يُعبر رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو"، في خطته عن رؤيته التي لم تتغير بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني المحدود والمنزوع السلاح والسيادة، بينما أراد من طرحها بالتزامن مع مفاوضات باريس لتبادل الأسرى إما عرقلة التوصل لصفقة أو الضغط على حركة "حماس" لقبولها بدون شروط مسبقة، وفي كلا الحالتين جاءت الخطة معاكسة للسلام الذي زعمته.


وقد أراد "نتنياهو"، من خطته لمرحلة ما بعد الحرب في غزة استهداف إرضاء واشنطن التي كانت تحثه على وضعها، واستقطاب تأييد المتطرفين في حكومته بعد سخطهم من فشله في تحقيق أهداف العدوان، إلى جانب قطع الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود العام 1967.


ومن شأن مقترح "نتنياهو"، الذي رفضته الفصائل الفلسطينية، أن يؤثر على سير مفاوضات تبادل الأسرى الجارية حالياً في باريس، وذلك عند تأكيد احتفاظه بالسيطرة الأمنية داخل قطاع غزة مع تولي الشؤون المدنية "مسؤولون محليون" بعد "تفكيك" حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وفق مزاعمه.-(وكالات)

 

اقرأ المزيد : 

مفاوضون إسرائيليون سينضمون لمحادثات باريس