إضراب المعلمين يدخل يومه الثالث.. واجتماعات "البحث عن حل" مستمرة

طالب يقف وسط ساحة تبدو شبه خالية في إحدى المدارس الحكومية خلال إضراب المعلمين - (تصوير: أسامة الرفاعي)
طالب يقف وسط ساحة تبدو شبه خالية في إحدى المدارس الحكومية خلال إضراب المعلمين - (تصوير: أسامة الرفاعي)
آلاء مظهر عمان - فشلت جولة جديدة من المحادثات التي جرت مساء أمس، بين الحكومة ممثلة بوزارة التربية ولتعليم، ونقابة المعلمين، فيما أكدت الأخيرة أن إضرابها المفتوح عن العمل، مستمر هذا اليوم. فقد دخل إضراب المعلمين في القطاع الحكومي يومه الثالث، وسط تعويل على دور نيابي عقب لقاء؛ جمع رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، ونائب نقيب المعلمين القائم بأعمال النقيب، ناصر النواصرة، بينما كان لافتا أمس، تصاعد المواقف التي تطالب المعلمين بوقف الإضراب، برغم حالة التعاطف مع مطلبهم، المتمثل برفع علاوة التعليم 50 % على رواتبهم الأساسية، أو تأييده. ومساء أمس، أكد النواصرة لـ"الغد"، بعد اجتماع استمر نحو 3 ساعات مع وزير التربية والتعليم، وليد المعاني، بوساطة رئيس لجنة التربية النيابية، إبراهيم البدور، أن الإضراب مستمر اليوم لعدم التوصل إلى أي نتيجة خلال الاجتماع، موضحا أن ما تطرحه الحكومة ممثلة بالمعاني، "عبارة عن نظام رتب وليس علاوة المهنة". وأشار إلى أن "الأرقام التي جاءت في مقترح الحكومة وفقا لنظام الراتب هي أرقام زهيدة لا تشمل كافه المعلمين"، مبينا في الوقت ذاته، أن "المقترح الحكومي لم يتحدث عن رفع علاوة التعليم 50 % على رواتب المعلمين الأساسية، إلا أن باب الحوار ما زال مفتوحا ومستمرا للوصول إلى اتفاق". وشهدت محافظات عدة؛ وقفات احتجاجية نفذها أولياء أمور طلبة، لحث المعلمين على العدول عن الإضراب، معتبرين بأن أبناءهم "ضحية" لهذه الخطوة. وقالوا إن ذلك أيضا سيؤثر سلبا على تحصيل أبنائهم الدراسي وسير العملية التربوية، خصوصا بالنسبة لطلبة الثانوية العامة "التوجيهي"، مشددين على ضرورة تدخل الجهات المعنية والمختصة لإيجاد حل نهائي، مع وجود عدد كبير من العائلات التي أحجمت عن إرسال أبنائها إلى المدارس بسبب الإضراب. وبهذا الصدد؛ أكدت ولية أمر طالبين في المرحلة الأساسية بمدرسة حكومية في عمان الشرقية، أن الإضراب "ألحق ضررا كبيرا بالعملية التعليمية والتربوية، بحيث أن الطلبة لم ينتظموا فيها بعد، حتى بدأ الإضراب، لذلك سنجد الآن صعوبة بإعادة تأهيل أبنائنا للانتظام في الدراسة". وبينت أن "الإضراب حرم الطالب من موقعه الطبيعي؛ وهو الغرفة الصفية والمدرسة"، لافتة إلى أن "الإضراب ألحق ضررا بذوي الطلبة الذين ليس لهم ذنب؛ لكنهم دفعوا ثمن إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية، وبالتالي حرمانهم من التدريس في بداية العام الدراسي، أسوة بنظرائهم في القطاع الخاص، بالإضافة لما يحدثه الطلاب من إرباكات بيتية، بسبب وجودهم في المنازل بعيدا عن المدرسة". لكن ولي أمر الطالبة ديانا حسام، أعرب عن تضامنه مع مطالب المعلمين، والتي وصفها بـ"العادلة والمشروعة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة"، منوها بالقول "نحن ندرك ما يعانيه الموظف العام بشكل عام والمعلم بشكل خاص، فهو رب أسرة ومسؤول عن عائلة، لذلك علينا أن نساندهم وندعمهم لحين إقرار علاوتهم". وأكد أنه منذ يوم الأول للاعتصام الأحد الماضي، امتنع عن إرسال ابنائه الثلاثة للمدرسة كـ"نوع من التعبير عن التضامن مع المعلمين". وأكدت ولية أمر طالبة "أن من حق المعلمين الحصول على حقوقهم، وأنه لا يمكن تحقيق النهضة والتقدم للوطن بدون تحسين أوضاع المعلمين الذين يربون جيل المستقبل". وأعربت في المقابل عن ثقتها بحرص المعلمين على مصلحة الطلبة، وأنهم سيعوضونهم عن الدروس التي تفوتهم. وقال ولي أمر الطالبة أريج حمد، إن هناك طلبة في (التوجيهي) يحتاجون للبدء بتدريسهم، كون المناهج زخمة، ويلزمها الكثير من الوقت للانتهاء منها، مشيرا إلى أن التأخير ببدء التدريس ينعكس سلبا على الطلبة، بخاصة من يدرسون بالمرحلة الثانوية. وطالب المعلمين بفك إضرابهم في المدارس والعودة للغرف الصفية وممارسة أعمالهم، مع الإبقاء على المطالبة بحقوقهم، ولكن دون المساس بحقوق الطلبة، مبينا أن المعلمين يعتبرون أولياء أمور طلبة قبل أن يكونوا معلمين، مما يتطلب منهم الحفاظ على مصلحة أبنائهم. إلى ذلك؛ اعتبر مراقبون أن لقاء أمس، بين الطراونة والنواصرة، قد يكون بداية لانفراج الأزمة، عبر ما سموه "مبادرة أو وساطة نيابية"؛ قد يرأسها الطراونة، برغم تصريحات مصدر نيابي؛ أفادت بأن لقاءهما بدار مجلس النواب، لم يحمل أي دور وساطة، بقدر ما كان يسعى لتقريب وجهات النظر، والتعامل مع الملف من جوانبه كافة، بخاصة المالية منها، موضحا أن موازنة السنة المالية الحالية مُقرة، والمجلس تنتظره استحقاقات موازنة بعد أشهر. ووصف المصدر اللقاء بـ"الإيجابي"، وأن هناك رغبة في التوصل لحلول، اذ أكد الطراونة خلال اللقاء وفقا للمصدر، أهمية تغليب لغة الحوار، مشيرا إلى أن "تجاربنا الوطنية على اختلافها، أثبتت بأن الحوار؛ السبيل لحل مختلف التحديات". وأشار الطراونة كذلك، لـ"أهمية ما جاء في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني أمس، مع شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية، بأن يكون هدفنا دائما الحفاظ على مصلحة الطلبة عبر الحوار المسؤول، وهو هدف يتوجب أن يكون حاضراً لدى الجميع". من جانبه؛ أكد الناطق الإعلامي باسم النقابة نور الدين نديم، لـ"الغد"، أن نسبة الإضراب العامة في المملكة شبه كاملة أمس، معربا في الوقت نفسه؛ عن أمله بأن يجري التوصل إلى حل يلبي مطلب المعلمين. وأكد نديم أن النقابة لم تتلق أي حلول أو مبادرات، بينما أشار إلى أن "أبواب النقابة مفتوحة، وان المعلمين مستعدون للجلوس حول طاولة الحوار في أي زمان ومكان، وأنهم يرحبون بأي طرح يحقق العدالة للمعلمين. كما أعرب عن أمله بأن تقوم الحكومة بخطوات إجرائية وعملية عن طريق حوار يرتقي الى درجة الحل حول طاولة الحوار بحضور رئيس الوزراء عمر الرزاز ووزير المالية عز الدين كناكرية والوزراء الآخرين المعنيين بهذا الملف. وكان الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم وليد الجلاد، أكد في تصريحات سابقة لـ"الغد"، أن الوزارة حريصة ومتمسكة ومستمرة بالحوار مع النقابة، وأن أبواب الحوار مفتوحة. وأشار الجلاد إلى أن طاولة الحوار، أساس التفاهم والتوافق مع النقابة، فالوزارة حريصة على التفاعل مع مطالب المعلمين، لكنها أيضا تضع في مقدمة اعتباراتها، مصلحة الطلبة وحقهم في رفع سوية التعليم، داعيا في الوقت ذاته لتغليب مصلحة الطلبة، باعتبارها "البوصلة التي نعمل باتجاهها جميعا". وأوضح الجلاد، بأن المسار المهني للمعلمين، سيكون مرتبطا بالأداء، فالوزارة مستعدة لتطوير وتحسين المسار المهني، بناء على ملاحظات ومقترحات النقابة. يذكر أن عدد طلبة المدارس الحكومية وصل إلى نحو 1.5 مليون طالب وطالبة، بينما يصل عدد المعلمين إلى نحو 80 ألف معلم ومعلمة وعدد المدارس الحكومية 3870 مدرسة.اضافة اعلان