الصفدي: العدوان على غزة انعكاس لغياب حل الدولتين

وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره اليمني خلال اجتماعهما أمس-(من المصدر)
وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره اليمني خلال اجتماعهما أمس-(من المصدر)

زايد الدخيل

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن العدوان الاسرائيلي على غزة، جاء انعكاسا لوضع لا يمكن أن يستمر، مضيفا "نجد في كل عام او كل شهر انفسنا أمام تفجر جديد للعنف، مرده غياب الحل الأساس، وهو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط حزيران (يونيو) 1967، سبيلا وحيدا لحل الصراع".

اضافة اعلان


وحذر الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك عقده امس، مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، من استمرار غياب الأفق السياسي، داعيا إلى وقف الخطوات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، فيما يدين الأردن تكرارا استمرار الانتهاكات في المسجد الاقصى المبارك.


وأكد الصفدي، ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم، وان الحرم بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وفق قرارات الشرعية الدولية، قائلا إن ما رأيناه الايام الماضية كان رسالة إلى المجتمع الدولي برمته، أنه لا يمكن الاستمرار في ظل غياب الأفق السياسي، مجددا الدعوة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.


وأضاف أن الأردن مستمر بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية واشقائه، ومع الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي، لايجاد أفق سياسي حقيقي يحول دون تفجر الصراع مرة بعد مرة، وهذا نتيجة حتمية للوضع القائم الذي تغيب معه آفاق التوصل لسلام عادل وشامل.


وأعلن الصفدي ترحيب الأردن بإعلان الهدنة في قطاع غزة، والتي بموجبها اوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، مثمنا الدور المصري والقطري والأميركي في التوصل للهدنة وإعادة الهدوء.


وفي الشأن اليمني، اكد ضرورة الالتزام بالهدنة في اليمن، بخاصة ما يتعلق بفتح الطرق إلى محافظة تعز، موضحا ان الأردن مستمر بدعم الشرعية في اليمن، بما يخدم المصلحة المشتركة للأردن واليمن ويسهم بتعزيز أمن واستقرار المنطقة.


وأضاف الصفدي "بحثنا بشكل موسع الأوضاع في اليمن، وخصوصا بعد تجديد الهدنة، ونأمل بأن تكون هذه الهدنة خطوة باتجاه التوصل لاتفاق سياسي كامل، يستند على القرار 2216 والمرجعيات المعتمدة، بما فيها المبادرة الخليجية والآليات التنفيذية والحوار اليمني - اليمني".


وأشار إلى استضافة المملكة للبعثة الأممية لليمن، بحيث يوفر الأردن مكانا للقاءات الأشقاء اليمنيين بهدف معالجة كثير من القضايا، منها الأسرى وفتح الطرق وغيرها، وتعزيز الهدنة والبحث عن حل سياسي للأزمة.


واضاف إن الكارثة اليمنية، سببت الكثير من المعاناة، ونعتقد بألا بديل عن الحل السياسي وفق المرجعيات التي ذكرت سبيلا لحل هذه الأزمة، ليستعيد اليمن أمنه واستقراره، وليضع خطواته باتجاه طريق إعادة البناء.


وأوضح الصفدي، أن انتخاب مجلس رئاسي يعتبر خطوة مهمة، مشيراً لاستمرار الأردن بالتعامل مع الشرعية اليمنية ودعمها للوصول للأهداف التي يريدونها بشأن إنهاء الأزمة، وبخصوص الهجمات الإرهابية على الخليج العربي، لفت النظر لضرورة وقفها، مؤكدا أن أمن واستقرار الخليج، جزء من أمن الأردن، مؤكدا أننا "نقف مع أشقائنا في أي خطوة يتخذونها لحماية مصالحهم".


واشار الى انه بحث مع نظيره اليمني، كيفية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ووقعت مذكرة تفاهم للتشاور السياسي، كاشفا عن عقد اجتماعات للجان الفنية قريبا، لتحديد آفاق التعاون والتوأفق على خطوات عملية باتجاه زيادة التعاون، مبينا أن الأردن وفر في الفترة الأخيرة محطة لسفر اليمنيين، بحيث بلغ عددهم نحو 7 آلاف يمني منذ التوقيع على الهدنة.


وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، قال إن العلاقات الأردنية اليمنية تاريخية، وبين البلدين مصالح مشتركة، معربا عن شكره للأردن لدعمه اليمن، مؤكدا أن الأردن وقف دائما إلى جانب اليمن ولعب دورا مهما باستضافة حوارات داخلية يمنية، أكان بشأن فتح الطرق او التنمية أو الأسرى.


وأضاف "نحن على تنسيق دائم مع الأردن الذي يدعم الحل السياسي في اليمن، وهذا ما نريده لأن الحرب فرضت علينا"، معلنا عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني للأردن، مشيرا الى توقيع بروتوكول للتعاون والتنسيق السياسي مع الأردن.


وشدد بن مبارك على دعم أي حوار لتمديد الهدنة، ما دامت ستقود لسلام مستدام، مشيرا إلى أن هجمات الحوثيين لم تتوقف خلال الهدنة على القوات الحكومية، مؤكدا أن الحكومة الشرعية لم تدخر جهدا منذ بدء الحرب لأي فرصة ولأي هدنة، إلا وتعاملنا معها إيجابيا في كل محطات المبادرات.


وأوضح أنه قبل سنتين كان هناك مبادرة سعودية على الطاولة، كانت ستجنب اليمنيين إراقة الدماء وتعالج كثيرا من القضايا التي نحن اليوم فيها، وظلت هذه المليشيات تتهرب من استحقاقاتها لأكثر من عامين، ثم أتت هذه الهدنة وتعاطينا معها بمسؤولية كاملة، وكحكومة يمنية طبقنا كل عناصرها وما يجب علينا تطبيقه، لكن هذه المليشيات كانت دائما تتهرب من هذه الالتزامات في الهدنة.


وبشأن مطار صنعاء، قال بن مبارك، طرحنا قضية فتحه بإلحاح في كل مفاوضات السلام بفيينا وستوكهولم وفي أكثر من محطة، وكانت المليشيات تتاجر بمعاناة أبناء شعبنا في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي، وتتهرب لاستخدام هذه الورقة لمزيد من التجييش والتحشيد.


واضاف إن "المليشيا تسيطر على عدد كبير من الموارد، ليس فقط المحصلة من ميناء الحديدة، لكن موارد كثيرة أخرى، تصل لأكثر من مليار و350 مليون دولار، وفي المقابل لا تدفع أي التزامات، لا في النفقات التشغيلية للمستشفيات والمؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها، ولا في دفع الرواتب".


وقال بن مبارك، إن أي إجراءات أو نقاشات ستؤدي للتخفيف عن اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، سنكون معها، لكن يجب أن تكون على أسس متفق عليها، مشيرا الى أن الحرب "المفروضة" على بلاده، تسببت بحدوث كارثة إنسانية "ومزقت المجتمع اليمني، وتسببت بموجات نزوح وتهجير جماعي وقمع وإخفاء قسري، وحالات فقر لم يشهدها شعبنا منذ عقود طويلة".


وأشار إلى أن حكومته مدت يدها للسلام "مرات عديدة"، وبذلت ما بوسعها لدعم وتسهيل جهود الأمم المتحدة لإنقاذ البلاد والتوصل لـ"سلام دائم وشامل ينهي الانقلاب والحرب".


وأشار إلى تقديم تنازلات من أجل السلام في الاعوام الستة الماضية، وقبول المبادرات والمقترحات الهادفة لإنهاء الانقلاب، بخاصة مبادرتي المبعوث السابق مارتن غريفيثس، والمقدمة من السعودية "والتي تقوم على وقف إطلاق النار الشامل، كأهم خطوة إنسانية تسهم بمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية"، لافتا إلى الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة التي تعيشها بلاده "منذ انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية الدستورية".


ودعا وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي للعمل الجاد والعاجل لإنهاء الكارثة المحتملة التي قد يتسبب بها خزان النفط صافر "والذي ترفض مليشيا الحوثي السماح للفرق الأممية المختصة بصيانته وإصلاحه، برغم عقد مجلس الأمن جلستين خاصتين لمناقشة موضوعه".

اقرأ المزيد :