في عيد الفطر السعيد.. مساحة من الفرح تتوق إليها العائلات

0
0
منى أبو حمور عمان- ربما هي “فسحة للذات” بعيدا عن ضغوطات العمل وصعوبات ومتاعب الحياة؛ مساحة يحتاجها الصغير قبل الكبير، للترويح عن النفس في عطلة عيد الفطر السعيد التي ينتظرها الجميع للاستمتاع والترفيه وكي تطرق البهجة أبواب العائلات من جديد. ما يقارب الـ 9 أيام؛ لعطلة العيد متزامنة مع عطلة عيد العمال، حيث تستعد العائلات لأن تقضيها بأجواء من الفرح والمرح، خصوصا وأن الأجواء الربيعية ما تزال حاضرة وهو ما يشجع على القيام بنشاطات مبهجة، سواء في المحافظات والمناطق التي تتمتع بالطبيعة الخلابة. في اليوم الأول والثاني من العيد؛ ستقضيه عائلة أبو مسعود برفقة الأقارب والأصدقاء، لتلقي التهاني والقيام بالواجبات المرتبطة بالعيد، غير أن الأيام الباقية خططت لها الأسرة لكي تكون مختلفة نوعا ما. حيث السياحة الداخلية والمناطق الجميلة التي ستضفي الفرح على قلوب الصغار. وقررت عائلة أبو مسعود الذهاب إلى منطقة أم قيس، تلك المنطقة الأثرية التاريخية المهمة لكي يتعرف الصغار على تلك الحضارة، والتمتع بمشاهد خلابة، بعد ذلك تناول وجبة الغداء في منطقة قريبة هناك. ويبين أبو مسعود أنه يسعى في الأيام الباقية من عطلة العيد أن يزور برفقة زوجته وأطفاله مناطق أثرية في المحافظات، للتعرف على تاريخ الأمكنة، وقضاء أوقات جميلة مختلفة. في حين أن سعاد عبدالرحمن وشقيقاتها، قررن الذهاب في اليوم الثاني من العيد إلى منتجع مطل في مدينة السلط، للتمتع بأجواء خلابة حيث تعتبر فرصة للتجمع معا برفقة أطفالهن، خصوصا مع غلاء أسعار التذاكر والإقامة بالسفر للخارج، لذا كان الخيار تقاسم مبلغ الإقامة بينهن في المنتجع والترويح عن النفس بأيام الإجازة كنوع من أنواع السياحة الداخلية. ومع انتشار المزارع التي يتم تأجيرها للاستخدام اليومي أو المبيت، قررت عائلة أبو أمجد استئجار واحدة بمبلغ جيد في منطقة الأغوار، حيث ستذهب إليها العائلة الممتدة من أبناء وأحفاد وأشقاء وشقيقات، فهي فرصة للتجمع والفرح بوجود الصغار والكبار للسباحة في أجواء صيفية وكذلك سيأخذون معهم كافة المستلزمات للشواء في فترة المساء. يقول أبو أمجد أن الجميع بحاجة لمساحة من الفرح في عطلة العيد بعد عامين من كورونا وإجراءات التقييد والإغلاقات، والآن باتت الأمور أكثر سهولة، في محاولة لكي تعوض العائلات ما فاتها وتأكيدا على التواصل الإنساني والاجتماعي. ووفق موقع “طقس العرب” تسود أجواء دافئة إلى مائلة للحرارة في مُختلف مناطق المملكة خلال ساعات الظهيرة والعصر مع أول أيام عيد الفطر السعيد والذي من المرجح أن يكون يوم الاثنين المُقبل، تزامناً مع ظهور كميات من السُحب على ارتفاعات مُتوسطة وعالية، بحسب آخر مُخرجات الخرائط الجوية المُستلمة لدى مركز “طقس العرب” الإقليمي. وبحسب المؤشرات ذاتها، فلا يُستبعد أن تتأثر المملكة في ثاني أيام عيد الفطر السعيد بمنخفض جوي وكتلة هوائية حارة، حيث تسود أحوال جوية خماسينية حارة وجافة ومُغبرة وتشتد الرياح الجنوبية الغربية، خصوصا في جنوب وشرق المملكة. لكن بحسب المؤشرات الأولية، يتوقع أن تنتهي الأحوال الجوية الخماسينية مع آخر أيام عيد الفطر، حيث تعود درجات الحرارة للانخفاض في مختلف المناطق. وأشار “طقس العرب” إلى أنه ما تزال هناك مدة زمنية كافية لإحداث تغييرات جذرية على الخرائط الجوية، وسيتم إصدار المزيد من التفاصيل حول الأجواء المتوقعة فترة العيد عند اقتراب المدة الزمنية. اختصاصي علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان يشير لـ “الغد” إلى أن إجازة العيد ستكون فرصة كبيرة للاجتماع والالتقاء خصوصا أنها عطلة طويلة نسبيا ومثل هذا الظرف لم يتهيأ للأسر بشكله المعتاد منذ فترة. ومن المهم بحسب سرحان استثمار هذه الأيام بالخروج عن الروتين اليومي والترفيه واللقاء لما لذلك من آثار اجتماعية كبيرة على العلاقات الأسرية من حيث الألفة والمحبة والانسجام وتوثيق العلاقات. وبحسب سرحان مثل هذه الأمور الترفيهية بحاجة أحيانا إلى تكاليف كبيرة، والأصل أن يحرص الجميع عن البحث والتفكير في وسائل ترفيهية ضمن الإمكانيات المادية المتاحة، فمجرد خروج أفراد العائلة من المنزل لحديقة عامة أو متنزه هو نوع من أنواع كسر الروتين والترفيه. ويمكن من خلال هذه اللقاءات وفق سرحان إعداد الطعام حتى لو كان بسيطا خارج المنزل بحيث يشارك في ذلك جميع أفراد الأسرة مما يضفي بهجة على اللقاء، كما يمكن للأسرة أن تجلس معا في حديقة المنزل وأن تمارس بعض الألعاب المسلية والنشاطات المشتركة وهي وسيلة مناسبة وقليلة التكاليف. من جهة أخرى، يمكن للأسرة الممتدة من الأجداد الأشقاء والشقيقات والأبناء تنظيم رحلة جماعية تساعد بتوثيق أواصر المحبة بين الجميع، وعيش لحظات حقيقية. ووفق سرحان “نحن بحاجة لاستثمار كل الظروف لتمتين العلاقات الأسرية”، لافتا إلى أن الترفيه بأشكاله المتعددة مع صلة الرحم والأقارب والأصدقاء، حاجة أساسية للإنسان خصوصا بعد الخروج والتعافي من آثار جائحة كورونا. ويبقى البحث عن السعادة وابتسامة تخرج من القلب وترفيه عن الذات مهما كانت الظروف والمتاعب؛ مطلبا أساسيا لكل إنسان، يتحايل فيها على الآلام، ويقاوم عبرها كل الاحباطات. يستحق الجميع البحث عن فسحة أمل تجدد الشغف وتعيد الحياة للروح. اقرأ المزيد: اضافة اعلان