الاختناقات المرورية بعين الباشا.. الأسباب تحت المجهر والحلول غائبة

بسطات خضار عند دوار عين الباشا إحدى بؤر الازدحام المروري-(الغد)
بسطات خضار عند دوار عين الباشا إحدى بؤر الازدحام المروري-(الغد)

محمد سمور

البلقاء - تتعالى الأصوات المطالبة بإيجاد حلول تحد من أزمات السير في لواء عين الباشا، التي يؤكد السكان أنها تتفاقم أكثر فأكثر، وتحديدا في أوقات الذورة المرتبطة بدوام الموظفين وطلبة المدارس والجامعات.اضافة اعلان
وقال سكان لـ"الغد"، إنه وبالإضافة إلى تلك الأوقات، تشهد شوارع اللواء اختناقات مروية قبيل موعد الإفطار خلال شهر رمضان، مشيرين إلى أن ملف أزمة السير بشكل عام، أصبح بحاجة ماسة إلى خطة وإجراءات تحدد أسباب الأزمات للعمل على حلها بشكل علمي وعملي، لا سيما أن الأسباب معروفة للجميع، لكن الحلول غائبة.
المواطن ياسر الوحيدي، يقول إن أحد أبرز أسباب أزمات السير في اللواء، هو اصطفاف السائقين في أماكن مخالفة بما يعيق حركة السير، فضلا عمن يقومون بالاصطفاف المزدوج، لافتا إلى أن "غالبية الشوارع ليست واسعة وبعضها يمكن وصفه بالضيق".
وأضاف الوحيدي، أن "الازدحامات المرورية بشكل عام وليس في عين الباشا وحسب، تفاقمت مع تزايد أعداد المركبات في المملكة بشكل لافت في سياق التخلي عن التنقل في وسائل النقل العام كونه قطاعا غير منظم".
ومن وجهة نظر المواطن ليث العواملة، فإن السبب الأبرز لأزمات السير في عين الباشا، هو انتشار البسطات على جوانب الطرق وتعديها على الشوارع، لا سيما في منطقة دوار عين الباشا الذي تحيط به بسطات الخضار والفواكه الممتدة إلى الشارع، وعادة ما تصطف عنده المركبات بشكل مزدوج بهدف الشراء من تلك البسطات، ما يؤدي لحدوث اختناقات مرورية.
وقال العواملة، إن تلك المنطقة تعد أكثر مكان حيوي في اللواء، ويجب أن يكون خاليا من أي معيقات لحركة السير، معتبرا في الوقت نفسه أن البسطات تعكس مظهرا عشوائيا غير حضاري، ويجب تخصيص ساحة أو مكان بديل لأصحاب البسطات.
وقال المواطن فؤاد الفاعوري، إن غياب المواقف العامة المجانية وساحات الاصطفاف، هو من وجهة نظره ما يدفع السائقين إلى الاصطفاف بشكل مخالف قد يعيق حركة سير المركبات وتسبب بأزمات سير.
وأشار الفاعوري، إلى أن الكثير من السائقين يتجنبون الاصطفاف مقابل أجر ضمن ما تعرف بـ"خدمة الفاليت"، مطالبا بلدية عين الباشا بالعمل على تخصيص وتهيئة ساحات عامة لتكون مواقف سيارات.
من جهته، يقول أحد أصحاب البسطات إنه كان قد استجاب لطلب كوادر البلدية بنقل بسطته إلى مكان آخر منعا لحدوث أزمة سير، لكنه تفاجأ بشغل المكان من بسطات اخرى، ما دفعه الى العودة لنفس المكان.
وأضاف، أن منطقة الدوار أفضل من غيرها بكثير من حيث حركة الشراء، مشيرا إلى أن هذا الأمر يدفعه للتمسك بالمكان، برغم الجولات التي تقوم بها البلدية وغيرها من الجهات المعنية.
وأكد، أنه يعيل أسرته، المكونة من زوجته و4 أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما، جراء العمل على بسطة، لافتا إلى عدم وجود مصدر دخل آخر للعائلة.
صاحب بسطة آخر، يقول إن اعتماده منذ سنوات في تحقيق مصدر دخل، يقتصر على بيع الخضراوات والفواكه في منطقة الدوار، مشيرا إلى أنه يلتزم بعدم التعدي على الشارع العام، فيما أقر بأن اصطفاف المركبات للشراء منه، يتسبب أحيانا بإعاقة حركة السير.
وحول عدم لجوئه للأماكن والساحات المخصصة لأصحاب البسطات، قال إنها لا تحقق له الدخل الذي يسعى اليه، بالإضافة إلى أن الحركة في منطقة الدوار تستمر طيلة ساعات اليوم، وأصبح له زبائنه فيها، ممن اعتادوا على القدوم إليه في منطقة الدوار وليس في أي مكان آخر.
مصدر أمني قال ردا على استفسارات "الغد"، إن رجال السير ينتشرون بشكل مستمر ومنهجي في شوارع اللواء، وتحديدا تلك التي تشهد كثافة مرورية، وتقوم بالعمل على ضمان انسيابية حركة السير.
وأكد المصدر، أنه لا تهاون بحق السائقين الذي يعيقون حركة المرور من خلال الاصطفاف المخالف أو المزدوج، أو يرتكبون أي مخالفة سير.
من جهته، أكد مصدر مسؤول في بلدية عين الباشا، أن أزمة السير في عين الباشا هي انعكاس لأزمات السير في مختلف مناطق المملكة، لافتا إلى أن البلدية لا تتحمل المسؤولية وحدها، وأن هناك جهات معنية أخرى لها دور في إيجاد الحلول، بالإضافة إلى دور السائقين أنفسهم من خلال الالتزام بقواعد السير.
وأشار إلى أن اللواء مكتظ بالسكان بما يزيد على 100 ألف نسمة، وأن اللواء يعد ممرا يربط العاصمة بمحافظات الشمال، ما يفاقم أزمات السير في العديد من الأوقات.
وقال إن كوادر البلدية تعمل باستمرار على إخلاء البسطات من منطقة الدوار ونقلتها إلى ساحات مخصصة، لكن أصحاب البسطات يعودون من جديد ويصرون على البقاء بمحيط الدوار.
ووفق المصدر، تواجه البلديات انتقادات عندما تزيل البسطات، فتتهم بقطع الأرزاق، مشددا على أن تلك البسطات تخالف القانون، وتعتدي على الشارع وتعيق حركة المرور.
وقال، إن هناك أكثر من مكان يمكن لأصحاب البسطات الانتشار فيه، لكنهم يتذرعون بأن حركة البيع في تلك الأماكن محدودة، وأن منطقة الدوار تحقق لهم الدخل الذي يسعون إليه بوصفها منطقة حيوية وتشهد حركة كثيفة على مدار الساعة.