فيلم "ليس هذا بسلاح" يروي قصة الفلسطيني مع الموسيقى

فيلم "ليس هذا بسلاح" يروي قصة الفلسطيني مع الموسيقى
فيلم "ليس هذا بسلاح" يروي قصة الفلسطيني مع الموسيقى

عرض في جاليري مكان ويعرض على مسرح البلد الأحد المقبل

 

نوال العلي

  عمّان- "الموسيقى بعيدة عن المخيم، وإللي بعملوا موسيقى أنا ما بعرف وينهم"، هكذا تصف إيناس علاقتها العذراء بالموسيقى في الفيلم الوثائقي الفرنسي "هذا ليس بسلاح" الذي عرض أول من أمس في جاليري مكان باللويبدة.

اضافة اعلان

عبر تسعة أعوام، تعبّر إيناس الطفلة من مخيم شعفاط القريب من رام الله عن معاناة الفلسطينيين عبر زاوية مغايرة هذه المرة: الموسيقى. فالفيلم يعرض بواسطة كاميرا راجلة غير متملقة قصة رمزي أبو رضوان، موسيقي فلسطيني يحلم بإنشاء مدرسة لتعليم الموسيقى للأطفال الفلسطينيين تحت اسم "الكمنجاتي".

  ويتابع مخرجا الفلم بيار- نيكولا دوران وهيلينا كوتينييه بداية من العام 2003 زيارات رمزي مع عدد من الموسيقيين الأوربيين إلى المخيمات والقرى الفلسطينية، في سياق استمزاج قابلية الأطفال لمشروع من هذا النوع، وللبحث عن مواهب موسيقية مخبوءة.

وفي الطرقات المشحونة بالحواجز العسكرية والانتظارات، يسجّل الفيلم إحباطات الموسيقيين الأوربيين بأبلغ من مشهدين اصطدم في أحدهما موسيقي ألماني بالجدار العازل في الطريق إلى قلقيلية في مشهد (بالعكس) لجدار برلين باللون الرمادي، ويتكئ على طرف الجدار العازل ويقول بعد تفكير: "أريد أن أرى كيف يبدو المكان من الجانب الآخر (الإسرائيلي).. أنا متأكد أنه مزروع بالورود"، ويردد الموسيقيون الآخرون بأن "الموسيقى لا تستطيع أن تفعل شيئاً أمام شيء كهذا".

وكان المشهد الثاني نموذجياً في حياة الفلسطينيين، إذ تأخر الفريق 4 ساعات عن موعد ورشة للموسيقى مع 250 طفلاً في أحد المخيمات، فمن الساعة العاشرة صباحاً إلى الثانية ظهراً توقف الفريق عند حاجز عسكري بانتظار الإذن للمرور، وعندما سُمح لهم بالعبور اكتشفوا بأن جميع الأطفال قد غادروا الموقع.

  وفي الجانب الآخر، يكتشف رمزي والفريق أثناء تجوالهم صبياً اسمه عدي من مخيم الفوّار، فيغني أمامهم ويقررون أن يضموه إلى الفريق في جولاته في المخيمات والقرى، وإحياء حفلات في فرنسا. ولم يكن لوالدي عدي إلا أن يشعروا بالزهو لأن (عدي) سيسافر إلى فرنسا، "باريس؟ يعني بدكم تاخذوه على باريس؟" تسأل أم عدي التي ستباهي به جاراتها وأقاربها.

وتتكرر الزيارات ليرجع الفريق في العام 2004 و2005 باحثاً عن الأسباب الحقيقية للمشروع في عيون الأطفال الذين لم يلمسوا أو يشاهدوا آلة موسيقية عن قرب، ولا شاهدوا عرضاً موسيقياً فعلياً وكانوا جزءاً منه.

  ويقترب رمزي من حلمه عبر ترميم بناء قديم لعائلتي خلف وغانم في رام الله بدعم من مركز المعمار الشعبي، وتجميع الآلات الموسيقية عبر تبرعات من أشخاص ومؤسسات من شتى أنحاء العالم ليبدأ التدريس في (مركز الكمنجاتي الموسيقي)، في رسالة حضارية تتضمنها الموسيقى لزحزحة الوضع النفسي للأطفال الفلسطينيين، مع إيمانهم بأن "الموسيقى لا تغير شيئاً من الوضع" بل لتحرك أفكار الأطفال نحو مناطق جديدة لا دبابات فيها ولا هيلوكبتر ولا كلاشينكوف.

  ففي بداية الزيارات، وبعد عرض موسيقي في أحد المخيمات، طُلب من الأطفال الذين حضروا العرض أن يعبروا عن مشاعرهم تجاه ما سمعوه وشاهدوه، حتى لفت الموسيقيين لوحةً لطفل رسم فيها كماناً وكلارنيت إلى جانب دبابة وكلاشينكوف وبقع دماء. الأمر الذي عده الفريق إنجازاً لهم.