مدربون لـ"الغد": لقب بطولة الدرع هدف أساسي يتوارى خلف تصريحات الاستعداد

المدرب أسامة قاسم - ( أرشيفية)
المدرب أسامة قاسم - ( أرشيفية)

مصطفى بالو

عمان- أجمع مدربون وطنيون، أن جميع أندية المحترفين تستهدف لقب درع اتحاد الكرة - مدارس التربية الريادية- لكنها في الوقت ذاته تدعي بأن مبارياته استعدادية لبطولة الدوري.

اضافة اعلان


وأشار المدربون إلى أن الهدف يتباين من ناد إلى آخر، وفسروا ذلك أن اللقب اذا تحقق يعطي الفريق دفعة معنوية قوية في المسابقات اللاحقة، فيما التلويح بالاستعداد يخفف من ضغط الجماهير، واسلوب وقائي ايضا امام إدارات الأندية والجماهير في آن واحد، واعتبروا أن إقامة مباريات درع اتحاد الكرة على ملعب الأمير محمد بالزرقاء فكرة ليست في محلها، بسبب أرضيته - العشب الاصطناعي- الترتان- العدو الأكبر لأندية المحترفين.


وجاءت هذه الأحاديث في معرض رد المدربين على سؤال "الغد": كيف تنظر أندية المحترفين إلى مسابقة درع اتحاد الكرة.. تنافسية أم استعدادية؟، قبل يومين من انطلاقة الدرع.


عساف: الواقع يخالف الطموح

وقال المدرب الوطني رائد عساف:" الواقع في البطولة يخالف الهدف، وبالأصل أن تكون مباريات البطولة استعدادية بالمقام الأول، ومن المفترض أن تتعامل معها الأجهزة الفنية بشكل تقييمي، ودراسة واقعية من حيث فكر المدير الفني، ومدى قدرة اللاعبين على تطبيقه، ودراسة الاخطاء الفردية والجماعية ومعالجتها.


وأضاف:" الأندية تشترك بهدف إحراز اللقب، حتى لو كانت البطولة غير رسمية، والدليل أن فريق الجليل فاز بلقب المسابقة الأخير، مما يعطي مؤشرا أن الاندية توجه بوصلتها إلى لقب البطولة، وهذا يتعارض بالأصل مع جاهزية الفرق، ويشكل ضغطا على اللاعبين الذين لا يفكرون سوى بالتتويج، مما يجعلهم يبذلون جهدا يتعارض مع فترة الاستعداد، ويؤدي إلى ظهور الاصابات التي قد تحرم الفرق من لاعبين مميزين خلال المنافسات اللاحقة، وأستطيع وصف منافسات الدرع بأنها بطولة استعدادية بطابع رسمي وتنافسي".


وحول توقعه للمستوى الفني لمنافسات "الدرع" مقارنة مع فترة استعداد الأندية قال:" لاشك أن جميع أندية المحترفين تشترك بفترة الاستعداد القصيرة، واغلب الفرق بدأت استعداداتها بشكل متأخر، مما يشير إلى وجود خلل بالجهوزية البدنية والفنية، وهو ما يجعلني أتوقع غياب المستوى الفني المميز في مباريات البطولة، وإن كانت توقعات المنافسة تتجه نحو الوحدات، الفيصلي، الحسين إربد، بحسب سباقها في التسلح بأفضل اللاعبين المحليين والمحترفين".


وكشف عساف:" المفاجآت لا تغيب عن سيناريو "الدرع" و"الكأس"، فمثلا لو عدنا إلى منافسات الموسم الماضي، نجد الوافد الجديد وقتها فريق الجليل ظفر بلقب الدرع، لكنه في الوقت ذاته هبط إلى مصاف أندية المظاليم لنفس الموسم، فالمفاجآت واردة في هذه النسخة من درع اتحاد الكرة".


ويرى عساف: أن اندية المحترفين تواجه عدوا واحدا، والذي يتجسد في أرضية الملعب المصنوعة من "الترتان"، وهو الذي من شأنه أن يولد الإصابات، وتغيب فيه الإمكانات الفردية والجماعية لأي فريق، لذا كان من الواجب على اتحاد الكرة توزيع المباريات على ملاعب "العشب الطبيعي" مما يقي الفرق فقدان لاعبين مؤثرين، بسبب الاصابات، وهو ما يجعل الحذر يغلف أداء تلك الفرق مما يؤثر على المستوى الفني العام للمسابقة".


أسامة قاسم: خدعة إعلامية

على صعيد متصل، يصف المدرب الوطني أسامة قاسم بأن التصريحات المشتركة لإدارات ومدربي أندية المحترفين، بأن منافسات بطولة "الدرع" استعدادية، لا تعد كونه خدعة إعلامية، موضحا:" التلويح بأن المنافسات استعدادية، هو تصريح مشترك لدى اغلب مدربي الأندية، لكنهم في الوقت ذاته يبحثون جميعهم عن لقب البطولة، لذا تجده خدعة إعلامية، وحجة وقائية كسلاح يشهره أغلب المدربين، بهدف تخفيف الضغط الجماهيري، ولا يشكل فقدان اللقب ردة فعل لديها، وما يسحبه من الاحباط لدى الأجهزة الفنية واللاعبين في المسابقات التالية، فالأندية الجماهيرية والمعتادة على خطف الألقاب المحلية وجماهيرها، لا ترضى بغير اللقب، وإن لم تكن فرقها وصلت إلى الجهوزية المطلوبة".


وتابع:" انهاء أندية المحترفين لموسم 2021، وبدء الموسم 2022 بعد فترة وجيزة، لا يبشر بمستوى فني رائع في مباريات درع اتحاد الكرة للموسم الحالي، قد تجد مباريات قوية بين فريقين، ولكنها تخلو من المستوى الفني المطلوب، وماوجدته من خلال متابعتي لاستعدادات أغلب اندية المحترفين، ان هناك بعض الفرق لم يمض على تجمعها سوى اسبوع، وباشرت خوض المباريات الودية".

سوق الانتقالات في الموسم الكروي الجديد.. هل تتكرر الأخطاء؟


وأردف قاسم قائلا:" إقامة مباريات المسابقة على ملعب من "الترتان"، إلى جانب إلحاقه الضرر باللاعبين، نجده ايضا سببا مؤثرا على المستوى الفني العام للمسابقة، ويشكل معضلة أمام مدربي ولاعبي الفرق، سواء من حيث المهارة والتكنيك وأداء الجمل التكتيكية، وخشية الاصابات، وجميعها تحد من ظهور المستوى الحقيقي للاعب والفريق، مما ينسحب على المستوى الفني العام لمباريات المسابقة".


أبوعابد: تنافسية استعدادية

وقال المدرب الوطني جمال أبوعابد:" تقف النوايا التنافسية في ظل الهدف الاستعدادي لدى فرق أندية المحترفين، والتي أجدها تتباين في ذلك، فمثلا الفرق صاحبة الصولات والجولات والجماهيرية، وتلك التي اعتادت الوقوف في المراكز الـ5 الاولى في اغلب المواسم، يتقدمها طموح المنافسة عن الفكرة الاستعدادية، ومنها من يتحجج بالاستعداد لعدم محاسبته من إدارات او جماهير الأندية، لكن يبقى هدفها التنافسي أولا والاستعدادي ثانيا، فيما الفرق الأخرى تنظر إليها استعدادية ولكن ليس لديها مشكلة في الحصول على اللقب، والأغلب يعلن أن البطولة استعدادية ووراء كواليس المباريات يبحث عن اللقب.


واقترح أبوعابد:" كان من الأجدى في اتحاد الكرة ولجنة المسابقات، برمجة بطولات الموسم 2022 دون مسابقة الدرع، لإعطاء الفرق فترة أطول بالاستعداد، خاصة وأن المدة الزمنية بين انتهاء موسم وانطلاق آخر قصيرة، لذا تجد الغالبية العظمى من فرق أنديىة المحترفين، لم تصل إلى الجهوزية المطلوبة، خاصة في ظل تغيير أغلب الفرق لجلدها، الأمر الذي يؤدي إلى تذبذب المستوى العام، ويزيد من احتمالية تعدد الاصابات لدى الفريق الواحد، لنقص الجاهزية البدنية خاصة، مما يؤثر على مستوى الفريق الواحد، وكذلك اغلب الفرق مما يضر بالمستوى العام لمسابقة الدرع".


واضاف أبوعابد:" ستعاني جميع فرق المحترفين من سوء أرضية الملعب المغطاة بالترتان، ورغم الأصوات المنادية بخطر هذه الأرضية على نجوم ومستوى الكرة الأردنية منذ زمن بعيد، لتأثيرها على المستوى الفني سواء في المبارة الواحدة، أو في جميع مباريات الفرق المشاركة بشكل العام، وما تسببه من حالة إرباك للمدربين واللاعبين بسبب الاصابات".


وختم ابوعابد حديثه:" هناك مشكلة ملازمة ومشتركة لدى أندية المحترفين، تتمثل في المعاناة المالية المتفاقمة، وهذا يتطلب حلولا من اتحاد الكرة والأندية.