إسراء الردايدة
عمان- في إطار حملة "16" يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، انطلقت أمس فعاليات "مهرجان أفلام المرأة" بعرض فيلم "مريم" للمخرج باسل الخطيب.
وتأتي هذه العروض التي تقام في الجامعة الأردنية بتنظيم من مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية وبالتعاون مع اللجنة الأردنية لشؤون المرأة والهيئة الملكية للأفلام وهيئات أخرى تعنى بشؤون المرأة محلية وعالمية.
أما فيلم "مريم" فهو يتتبع قصص ثلاث نساء سوريات عشن في حقب زمنية مختلفة جمعهن الاسم نفسه، وكل واحدة منهن تشهد صراعات مختلفة في التاريخ الحديث السوري، ولكنهن يتغلبن عليها وعلى أهوالها بالحب.
ويستعرض الفيلم ما يدور على حقيقته في بلد شردت الحرب سكانها، فيما اسم الفيلم يشير إلى "مريم العذراء" التي تعلم الحب والعطف في النصوص الدينية، كما يلخص تلك المعاناة والجروح التي تتحملها المرأة في المجتمعات التي تعاني من صراعات ونزاعات وقدرتها على التحمل.
وهؤلاء النسوة تنطلق قصصهن من العام 1918 وقت الإمبراطورية العثمانية حتى نهايتها، فيما القصة الثانية تكتشف آثار الحرب الإسرائيلية العربية في 1976 والفجوة التي خلفتها في المنطقة من خلال قصة أرملة رفضت مغادرة منزلها في القنيطرة وواقع الحياة في الحدود مع الجولان التي ما تزال قابعة تحت حكم الاحتلال الصهيوني، حيث هذه الحرب هدفت لتدمير المنازل والأرواح.
أما آخر جزء في الفيلم فيتناول الحرب الأخيرة في سورية والواقع المضطرب، حيث يتخلى أب عن حياته في مدينته وابن عن أمه، وحديث الذاكرة للحياة التي كانت وكيف أصبحت.
والألم في ذاكرة كل امرأة يعكس ألم ومرارة الحرب التي تمر وأكبر ضحاياه هن النساء في كل مجتمع دون أي تدخل دولي لحمايتهن أو تحريك أي ساكن.
فيما تضم العروض التي تستمر حتى الخميس المقبل، فيلم "أم أميرة" للمخرج ناجي إسماعيل، وأحداث تقع في القاهرة لأم تعمل لتأمين لقمة العيش وتأقلمها مع الواقع، حيث تعمل كمعيل وحيد لأسرتها نتيجة عجز زوجها.
فيما يأتي فيلم "ستة أيام" لمخرجته نيكوليتا غيلغرين ليتتبع شجاعة ثلاث نساء اجتزن حروبا صعبة يجمعهن حلم واحد، فإحداهن تعمل صحافية في العراق، وتدعم النساء اللواتي يتعرض للعنف في العراق، فيما تعمل أخرى في ليبيريا في جمعية لتمكين المرأة من خلال التعليم والتدريب المهني والعمل لكسب المال، وآخرهن رئيسة لمجموعة في أبخازيا الانفصالية التي تعني بصحة المرأة وحقها في الحصول على رعاية طبية للنساء والفتيات بالقرى النائية، في وقت يقمن كلهن بمناهضة العادات القديمة وكل ما يمس المرأة وحقوقها ويسيء إليها.
ومن الهند يبرز فيلم "استدعاء العدالة" للمخرجة ديبا دهانراج، ويتناول المرأة وحضورها السياسي في المجتمع الهندي، الذي يهيمن عليه الحضور الذكوري. ويتحدث عن تأسيس مجالس وجماعات خاصة لهؤلاء النساء على غرار المجالس الرجالية كتحد لهم وكسر القواعد الاجتماعية، ويتناول كذلك قضايا التحرش والعنف الأسري والطلاق ونزاعات الملكية.
هذا الفيلم يبرز تحدي المرأة للصورة النمطية في مجتمع ذكوري، حيث هي مضطهدة ومقهورة، من خلال رحلة يحققن فيها العدالة في محاكمهن الخاصة.
