ندوات فكرية وتعليمية هادفة تثري جمهور المهرجان بمواضيع تحت عنوان "شو الطبخة"

حضور متنوع "لمهرجان الفكر الجديد" - (تصوير: محمد مغايضة)
حضور متنوع "لمهرجان الفكر الجديد" - (تصوير: محمد مغايضة)

مجد جابر وسوسن مكحل

عمان- تظاهرة فكرية مختلفة جابت القرية الثقافية بحدائق الحسين مساء أول من أمس ضمن مهرجان الفكر الجديد، الذي يقام للسنة الثانية على التوالي تحت عنوان "شو الطبخة" لهذا العام.اضافة اعلان
وتضمنت سلسلة اليوم الأول من الافكار مواضيع متعلقة بالنجاح والتفكير السليم والصحة الجسدية والنفسية، رافقها جمهور غفير تفاعل بشكل مبهج بالندوات والمواضيع التي طرحها المفكرون.
وقدم المتحدثون مواضيعهم للجمهور الذي حضر المهرجان وواصل الانتقال بين حارة وأخرى للتعرف على "الطبخات الفكرية" المتنوعة. وتنوعت طرق تقديم المتحدثين لفقراتهم ما بين عرض تقديمي أو مقابلة مع أحد الأشخاص أو سكيتش مسرحي وطرق مبدعة أخرى.
ففي مطبخ الانترنت والتواصل تحدثت آية الفوارس الناشطة البيئية عن طرق توليد الكهرباء بالمنزل لتوفير فاتورة الكهرباء تحت عنوان "فاتورة الكهرباء بتزعجك؟" والتي راحت فيها تسرد قصة قصيرة حقيقية عن تجربة احد المواطنين بتوفير فاتورة الكهرباء بالطاقة الشمسية.
وتفاعل الحضور مع الفوارس في فقرتها التي تحدثت فيها عن قضية ارتفاع الكهرباء وطرق التخلص من الاعباء والتوفير الملائم على المدى القصير، وتعمل الفوارس كمهندسة تطوير الأعمال في شركة الكفاءة لحلول الطاقة والبيئة وهي مهتمة بكل ما يخص البيئة والطاقة المتجددة وتغير المناخ، فضلا عن أنها عضو منتخب بلجنة الاتصال في المجلس الأردني للأبنية الخضراء وسفيرة حوار الأديان في منظمة عالم واحد فتي العالمية، وتحلم بنوعية حياة أفضل لجيلها وللأجيال اللاحقة.
بينما تحدثت بسمة حمدالله، خبيرة تصميم المواقع الالكترونية في مطبخ التصميم، عن تجربة الابداع من خلال تجربتها وتحفيز الافراد على التعامل مع الفكرة والحلم ببعض المسؤولية تحت عنوان "تفضل واقعد"، واضافت خلال حديثها لأهمية التفكير والابداع ووضع الهدف امام الأعين وترتيب الأوليات والسعي نحو الافضل بتقييم اي عمل لتطويره نحو الافضل مبينة اهمية التقييم في التطور والانتاج والنجاح المستمر.
يذكر أن حمد الله حاصلة على درجة البكالوريوس في التسويق وإدارة الأعمال من جامعة نيويورك للتكنولوجيا، وعملت بسمة بعد الدراسة في مجال تصميم المواقع الإلكترونية والتصميم الجرافيكي، وانتقلت بسمة للعمل في مجال تصميم الأثاث، وأسست Basma Furniture العام 2012، حيث تقوم بتصميم قطع مميزة من الأثاث.
فيما ذهبت زينة صهيون بحديثها في فقرة "حاسس حالك تعبان" بمطبخ الجسد والعقل حول أهمية بناء التوازن الجسدي مع العقل بالتعرف على أهمية الفيتامينات اللازمة لجسم الانسان.
وتطرقت صهيون التي تفاعل معها الحضور عن النسب التي يفتقدها المواطن الاردني بما يتعلق بنقص الفيتامينات، مشيرة الى أن 41 % من الشعب الاردني يعاني نقصا في فيتامين (b12) والذي يعد أهم اسباب الخمول والكسل.
وناقشت صهيون مع الحضور الذي تفاعل معها أهمية الفيتامينات الأخرى لجسم الانسان وكيفية الحصول عليها من المواد الغذائية المتوفرة لدى عامة أفراد المجتمع.
من جهته تحدث الناشط الاجتماعي ومؤسس مهرجان الفكر الجديد ماهر قدورة في ندوة "بابا علي ماهر" التي أقيمت على المسرح الرئيسي، عن الفنان الراحل علي ماهر وحياته وانجازاته تكريماً له.
وابتدأ قدورة حديثه في الندوة بأن "رب العالمين وضع داخل كل انسان عملاقا يجب أن يخرج من داخله ليفيد الشخص والمجتمع ومن حوله، وأن المهرجان جاء لمساعدة الشباب على معرفة هذا العملاق الذي بداخلهم واخراجه".
وأشاد في الندوة بجهود 500 متطوع عملوا على هذا المهرجان واشتراك 20 مؤسسة فيه لانجاحه.
وتحدث قدورة في الندوة عن علاقته بالراحل علي ماهر الذي التقاه منذ ثلاثة أعوام ليزرع بداخله الفكرة للوصول الى مثل هذا المهرجان، مبيناً أن أكثر ما كان يميزه هو بساطته وعطاؤه وشبهه "بالأرض الخصبة".
وتم عرض فيديو كامل يحوي مقتطفات عن حياة الراحل علي ماهر وفنه وعمله وسيرته الذاتية. واختتم قدورة حديثه بقوله "ان المهرجان هو من وحي علي ماهر وهو من أول الأشخاص الذين حفزوني لنصل الى هذه المرحلة".
ويعتبر علي ماهر من بين النشطاء الفاعلين في الحياة الثقافية بالعاصمة عمان، وعرف عنه اهتماماته المتنوعة بالتشكيل وفنون العمارة والسينما وصناعة أفلام الكرتون، وهو مؤسس أول استوديو في الأردن للرسوم المتحركة والتصاميم الصناعية.
وأدى الراحل أدوارا متعددة في عالم صناعة الأفلام من خلال عضويته في مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وفي أعمال مخرجين محترفين مثل دوره في الفيلم الروائي الأردني الطويل "مدن ترانزيت" والفيلم التونسي "ثلاثون".
وحاضر علي ماهر في الهندسة المعمارية والفنون والتصميم في مجموعة من المؤسسات الأكاديمية والتعليمية بالمملكة، آخرها كانت الجامعة الألمانية الأردنية، وعمل مديرا لدارة خالد شومان للفنون، وهو صاحب شركة متخصصة بالإبداع الفني وجماليات هندسة العمارة.
أما مطبخ السياحة والمغامرات الذي تحدث فيه لليوم الاول المتسلق الأردني مصطفى سلامة ليسرد جانبا واقعيا عن تجربته في التسلق في ندوة تحت عنوان "تسلق السبع قمم حول العالم"، كونه أول أردني يخوض تجربة تسلق القمم ويصل الى قمة افرست متحدياً كل العقبات والصعوبات التي واجهته من أجل رفع اسم الأردن عالياً.
كما تحدث سلامة عن تجربته الأخيرة في حملة "من أخفض بقعة في العالم الى أعلى قمة من أجل الكفاح ضد السرطان" والتي كان الهدف منها جمع التبرعات لاستكمال مشروع توسعة المبنى الجديد لمركز الحسين للسرطان.