هل تستفيد كرة السلة الأردنية من عودة المعتزلين في الكأس والدوري؟

كبار السلة الاردنية
كبار السلة الاردنية
خالد العميري عمان – “الدهن في العتاقي”.. مقولة تؤكد أن الخبرة والنضوج باتا في أعلى مستوياتهما لمن بلغوا مرحلة عمرية متقدمة وهجروا أرضية الصالات الرياضية، لكنهم أصبحوا اليوم “هدفا” للكثير من الأندية المحلية، لإقناعهم بالمشاركة في الموسم السلوي 2020. ما بين استرجاع أمجاد الماضي والاستفادة المادية وترسيخ مفهوم “الانتماء”.. يبدو أن توجه بعض أندية الدوري الممتاز إلى إعادة “الحرس القديم” هذا الموسم، كان مفاجئا لأسرة اللعبة، خاصة وأنه قد يؤثر بالسلب على عملية بناء جيل جديد من اللاعبين لرفد المنتخبات الوطنية. “العمر مجرد رقم”، جملة رددها “الجناح الطائر” ناصر بسام، تعقيبا على خبر توقيعه على كشوفات النادي الأرثوذكسي لمدة موسم واحد، خاصة وأنه يبلغ من العمر (46 عاما)، بالوقت الذي ارتبطت فيه أسماء اللاعبين، سام دغلس مع النادي الأهلي، علي جمال مع نادي الجبيهة، بينما يبدو مستقبل موسى بشير غامضا حتى اللحظة، وقد تطول القائمة مع مرور الأيام. ومع تباين الآراء، يرى المدرب السابق للنادي الأرثوذكسي معتصم سلامة، أن عودة بعض اللاعبين من الاعتزال فكرة “غير صحية” ويتحمل مسؤوليتها الجهاز الفني والنادي، الذين يمتلكون رؤية خاطئة، لأن العمر الافتراضي للاعبي كرة السلة ينتهي في أواخر الثلاثينات. ويضيف: “هناك أهداف عدة لعودة اللاعبين القدامى عن الاعتزال وخوض الموسم، منها مادية وفنية وأخرى لاسترجاع أمجاد الماضي، لكنني من أشد المعارضين لهذا التوجه في بعض الأندية، لأنه من الأفضل أن نمنح الجيل الجديد فرصته الكاملة لخدمة المنتخب الوطني”. وبدوره، يقول معن عودة، أحد نجوم نادي الجزيرة أرامكس في حقبة التسعينيات وعضو اللجنة الفنية بفريق نادي الوحدات لكرة السلة: “تقع المسؤولية في هذا التوجه على الأندية ثم اتحاد كرة السلة، لأن المخرجات ستكون مضرة بسمعة كرة السلة الأردنية”. وما بين موقفه “الدبلوماسي” بتأييد ومعارضة توجه الأندية في إعادة بعض اللاعبين المعتزلين، يضيف: “أنا أؤيد أن يقوموا باستقطاب بعض اللاعبين الذين ما يزالون يحافظون على صحتهم ولياقتهم أمثال أيمن دعيس وسام دغلس، لكن هل يكون هذا القرار صحيحا ويصبح عادة يتم تبنيها من قبل الأندية؟، وهنا أصبح معارضا للفكرة، لأننا قمنا بسلوك الطريق السهل؟”. ويستطرد: “آخر إنجازاتنا الدولية على مستوى الفئات يعود للعام 1995 بعد تأهلنا لمونديال اليونان، وهذه مسؤولية مشتركة على الأندية واتحاد السلة بضرورة الاستثمار في الفئات العمرية دون العمل على نظام الفزعة، وبما يتماشى مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بتعزيز قدرات الشباب، بدلا من المساهمة في إخمادها”. وأكد رئيس نادي الرياضي أرامكس ومندوب الاتحاد الدولي لكرة السلة “فيبا”، فادي الصباح، أن توجه الأندية نحو إعادة اللاعبين القدامى والمعتزلين، دليل كبير على أن كرة السلة الأردنية تفتقد للاعبين مميزين في بعض المراكز، بسبب سوء تنظيم وإدارة ملف الفئات العمرية. ويتابع: “إلغاء بطولة تحت سن 20 التي كانت تزود فرق الرجال بلاعبين على مستوى جيد وإلغاء بطولة الفئات تحت سن 18 في العام 2008، ما تزال أنديتنا تعاني من نتائجهما السلبية حتى يومنا الحالي”. ويشير: “لم تشكل البطولة الصيفية التي أقيمت العام الماضي أي إضافة فنية، وذلك بسبب قصر فترة تجميع اللاعبين وإشراكهم بالمباريات دون فترة إعداد كافية، رغم أنهم كانوا يتدربون تحت مظلة أنديتهم على مدار العام”، لافتا إلى أن لاعب كرة السلة يستطيع اللعب لسن 40 وربما أكثر، خاصة وأن غياب البديل المنافس يجعل من عودته الآن أمرا سهلا. ويرى مساعد المدرب السابق للنادي الأرثوذكسي ومسؤول الإحصائيات والتحليل للمنتخب الأردني الأول لكرة السلة، سامر طه، أن توجه الأندية لإعادة اللاعبين المعتزلين رغم تاريخهم الحافل، يعيد عملية تطوير كرة السلة الأردنية، خطوة إلى الوراء. ويضيف: “لقد طالب خبراء اللعبة، بعمل بنية تحتية تشكل رافدا للمنتخبات الوطنية على امتداد الأعوام المقبلة، لكن بدلا من إعطاء الفرصة للوجوه الشابة من أجل إثبات موهبتهم، أصبحت الأندية تنفض الغبار عن اللاعبين المعتزلين لإقناعهم بالعودة”. وتمنى سامر طه على الأندية، أن تفكر بعمق قبل السماح بعودة النجوم المعتزلين، ووضع خطط جدية ببناء القاعدة التي ستخدم المنتخب الوطني، خاصة وأن “العملاق” أحمد الدويري باتت مشاركته مع المنتخب الوطني مرهونة بمزاجية ناديه فناربخشه التركي، فيما اقترب اللاعبون: موسى العوضي وأحمد حمارشة ومحمود عابدين وزيد عباس، من سن الاعتزال. ويتابع: “لم نشهد بروز نجوم جدد حتى الآن، باستثناء فادي إبراهيم (فريدي) وأمين أبو حواس، وكلاهما من الطيور المهاجرة كما هو حال المجنس الأميركي دار تاكر، لذلك إذا استمررنا على هذا النهج في الاعتماد على الجيل القديم والطيور المهاجرة، سيصبح منتخبنا من أضعف منتخبات القارة الآسيوية”، متمنيا أن يتم توجيه الميزانية لبناء بنية تحتية جديدة، واستقطاب خبير أجنبي بحجم سمعة كرة السلة الأردنية. اضافة اعلان

[email protected]