ارتفاع أجور الشحن الجوي.. ومصدرو خضار يلجؤون لمطارات مجاورة

figuur-i
figuur-i

حابس العدوان

وادي الأردن - دفع توقف الشحن الجوي وارتفاع أجوره بشكل مضاعف مستثمرين ومزارعين إلى التوقف عن تصدير انتاجهم إلى الاسواق الخارجية ما تسبب بخسائر فادحة لهم، في حين اضطر آخرون إلى التوجه للتصدير عن طريق مطارات في دول مجاورة اقل كلفة.اضافة اعلان
وكانت أجور الشحن قبل جائحة كورونا لا تزيد على 75 قرشا للكيلو الواحد، في حين وصلت حاليا إلى 2.1 دينار واكثر.
ويقول المزارع والمصدر عواد محمد، إن ارتفاع اجور الشجن الجوي مع تقليص عدد الطائرات الناقلة اصبح يشكل تحديا حقيقيا امام المصدرين خاصة للاسواق الاوروبية، موضحا ان عددا من المنتجين والمصدرين توقفوا نهائيا عن الانتاج ما ألحق بهم خسائر فادحة من تكاليف زراعة وكلف تشغيلية واجور عمال.
ويبين ان عددا منهم اضطر إلى تصدير انتاجه عبر المعابر الحدودية وصولا إلى مطارات دول مجاورة تقل كلف الشحن فيها بنسبة تزيد على 50 %، لافتا إلى ان المزارع او المستثمر الاردني او حتى مصدري الخضار والفواكه لن يسطيعوا المنافسة في الاسواق الخارجية في ظل الاجور الجديدة، الامر الذي قد يحرمهم من اسواق رئيسة جهدوا سنوات لفتحها وتعزيز ثقة مستهلكيها بالمنتج الزراعي الاردني.
ويرى محمد، ان الانتاج الذي يصدر إلى الاسواق الاوروبية معظمه زراعات تعاقدية كالورقيات والفراولة والباميا، مشيرا إلى ان بعض هذه الاصناف لا تجد اقبالا في الاسواق المحلية.
وشدد على ضرورة قيام الحكومة بالتنسيق مع الملكية الاردنية لتوفير طائرات للشحن الجوي او استئجار طائرة من شركات اخرى خاصة وان غالبية الطيران العالمية متوقفة عن العمل.
ويؤكد المهندس الزراعي علي يوسف، ان زراعة الورقيات كانت الاشد تضررا خلال الجائحة وتوقف النقل الجوي من مطار الملكة علياء، موضحا ان تكلفة شحن الكيلو الواحد ارتفعت من 2 دولار إلى حوالي 8 دولار، إذ إن الحيز الذي تأخذه الورقيات في الطائرة اكبر من انواع الخضار الاخرى وبالتالي يتم تحجيمها وحساب تكلفة الشحن بناء على ذلك.
ويؤكد أن المشكلة ظهرت مع توقف الملكية الاردنية عن الشحن بعد ارسال طائرات الشحن للصيانة وعدم توفير طائرات اخرى بديلا عنها، مبينا ان تأجير طائرة مخصصة لنقل الخضار من عمان إلى اوروبا يتطلب تحمل تكلفة الطيران كاملة بغض النظر عن الكمية التي يتم شحنها.
وأوضح أنه اذا لم تكتمل الحمولة يتم تقسيم الكلفة على البضاعة المشحونة، ما يزيد من كلفة شحنها بأضعاف مضاعفة ما يجعل من المنافسة في الاسواق الخارجية أمرا مستحيلا.
ويقول يوسف، ان"الخطر الاكبر هو خسارة اسواق مهمة للانتاج الزراعي الاردني اذ ان المستهلك حتما سيبحث عن اسواق اخرى لتأمين احتياجاته من الخضار الامر الذي قد يدمر جهود سنوات طويلة من العمل والثقة بين الطرفين"، مضيفا انه ومعظم المزارعين المصدرين تعرضوا لخسائر ثقيلة مع بدء الانتاج وعدم القدرة على تسويقه خاصة وان الوقت الحالي هو ذروة الموسم.
ويقول المصدر الزراعي وائل حدادين، ان التصدير الزراعي يمر بأسوأ أوقاته منذ عقود، لافتا إلى انه يعمل في التصدير إلى الاسواق الاوروبية منذ سبعينيات القرن الماضي وعملوا جاهدين على فتح اسواق جديدة رسخوا من خلالها ثقة المستهلك الاوروبي بالمنتج الزراعي الاردني، لافتا إلى ان جميع الجهود التي بذلها المزارعون والمصدرون ذهبت ادراج الرياح في ظل الاوضاع الحالية.
ويشدد على ان الحل الوحيد هو التدخل الحكومي بالبحث عن بدائل حقيقية لتعويض الإخفاقات التسويقية الناتجة عن جائحة كورونا، سواء من خلال دعم الشحن الجوي لتصدير المنتجات الزراعية إلى أوروبا، وتوفير طيران مخصص للشحن للحفاظ على ما تبقى من تصدير زراعي.
من جانبه يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام، ان جميع دول العالم تدعم التصدير لما له من فوائد على الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى ان رفع أجور الشحن الجوي غير مناسب، ولا يلبي طموحات المزارعين والمصدرين ما يؤثر سلبا على المزارع والصادرات الأردنية.
ويبين ان الشحن الجوي هو السبيل الوحيد امام بعض الزراعات التعاقدية مع الاسواق الاوروبية، خاصة في ظل جائحة كورونا، التي عطلت خطوط الطيران لفترة طويلة، مؤكدا على ضرورة توفير دعم حقيقي من قبل الحكومة وشركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية للمزارع الاردني خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
من جانبه قال الناطق الإعلامي باسم الملكية الأردنية باسل كيلاني انه "من المعلوم أن الحكومة أوقفت كافة الرحلات الجوية لنقل المسافرين عبر مطار الملكة علياء الدولي منذ تاريخ 3/17/ 2020 في ضوء تفشي فيروس كورونا المستجد وسمحت بتشغيل رحلات الشحن الجوي فقط نظرا لحاجة المملكة الاستراتيجية لذلك".
وأضاف الكيلاني انه "من أجل الاستجابة لتلبية الطلب المتزايد على الشحن التجاري في هذه المرحلة ومنذ التاريخ المذكور، فقد وفرت الملكية الأردنية خيارا جديدا لوكلاء الشحن الجوي، حيث بدأت بنقل الشحن على عدد من الطائرات المخصصة للمسافرين من طراز بوينغ 787، في الوقت الذي لا يتوفر فيه مسافرين على الطائرات بسبب توقف حركة النقل الجوي كليا واغلاق المطارات، وبالتالي فإن كلفة تشغيل طائرات الركاب وتخصيصها لنقل الشحن يتم تحميلها كاملة على الشحن التجاري، بعد أن كانت الكلفة الكلية لتشغيل الطائرات تقسَم في السابق على المسافرين والشحن معا، وبما يخفض التكلفة على الجانبين.
واضاف "أما بالنسبة لأسعار الشحن الذي ينقل على طائرة الملكية الأردنية من طراز أيرباص 310 المخصصة للشحن الجوي فلم تتغير تلك الأسعار وبقيت كما كانت عليه قبل أزمة كورونا"، مؤكدا ان "هذا معروف لدى وكلاء الشحن جميعا، لكن توقف هذه الطائرة حاليا بشكل مؤقت لإجراء أعمال الصيانة اللازمة عليها يجعل خيار نقل الشحن على طائرات الركاب هو المتاح فقط في هذه المرحلة".
وقال الكيلاني "تؤكد الملكيه الأردنية‏ أنها تولي قطاع الشحن الجوي اهتماما خاصا لما يمثله من ‏اهمية كبيرة‏ للاقتصاد الوطني ودعما لحركة التجارة البينية والصادرات الأردنية، حرصا منها على إيصال المنتج الأردني المتميز إلى جميع دول العالم"، مشيرا إلى انه "ولطالما قامت الشركة بأداء هذا الدور الاقتصادي الريادي باعتبارها الناقل الوطني، لاسيما خلال الأزمات التي مر بها الأردن على مدى العقود الخمسة السابقة، وستظل الشركة تقوم به بكفائة عالية وبأسعار التكلفة، حاضرا ومستقبلا بإذن الله".‏
أما الناطق باسم وزارة الزراعة لورانس المجالي، فأكد ان "الوزارة لن تألو جهدا في بذل ما يمكن من جهود الذليل العقبات والتحديات التي تقف في وجه القطاع الزراعي، وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق وتسهيل انسياب البضائع إلى كافة الأسواق التصديرية بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة بما يسهم في دفع عجلة الإنتاج في هذه الظروف الاستثنائية ومساعدة المزارع الاردني في تحقيق المنافسة في الأسواق الخارجية".