العقبة تكمل خطط مقاومة السيول وتستعد لاختبار الأمطار

1695997367560871700
أحد السدود الترابية لمنع وصول مياه السيول لمدينة العقبة -(الغد)

العقبة- مع الانتهاء من مشاريع حماية الاستثمارات بالمنطقة الجنوبية بالعقبة من خطر السيول، تبدو المدينة قد تحصنت بالكامل من مشكلة مؤرقة شهدتها خلال مواسم مطرية سابقة وألحقت أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة.   

اضافة اعلان

 
ويأتي الانتهاء من إنشاء عبارات وقنوات لتصريف المياه، إضافة إلى جسور في المنطقة الجنوبية، ضمن المرحلة الأخيرة من خطة حماية المدينة من خطر السيول، والتي شملت إنشاء 30 سدا ترابيا، وأنظمة تصريف المياه والمراقبة والإنذار المبكر ومحطات قياس المطر ومحطات لقياس جريان المياه بالأودية.


وتعد العقبة بمثابة صحن دائري، ما يشكل خطرا كبيرا في فصل الشتاء خلال تساقط الأمطار واحتمالية تشكل السيول والفيضانات، وهو ما تكرر خلال سنوات سابقة شهدت فيها العقبة إغلاق بعض الطرق الرئيسية والأنفاق، وداهمت السيول بعض المنازل وألحقت الضرر بالعديد من المشاريع الاستثمارية والعقارية والمينائية.


وقال المدير التنفيذي للشؤون الفنية في شركة تطوير العقبة المهندس عامر الحباشنة، إن مشاريع تصريف مياه الأمطار بمدينة العقبة منذ 4 سنوات تعمل بكفاءة عالية عبر قنوات التصريف المختلفة على امتداد شوارع المدينة، إضافة الى منظومة السدود المائية المكونة من 30 سدا مائيا بمنطقة وادي اليتم وتتن ووادي الجيشية بهدف حماية مدينة العقبة واستثماراتها من خطر سيول الأمطار، مشيرا الى العديد من الأعمال الإنشائية التي جرت خلال السنوات الماضية لحماية المدينة واستثماراتها من خطر تدفق السيول والفيضانات، خاصة بمنطقة ميناء الحاويات الذي يعد أبرز الشرايين المغذية للاقتصاد الوطني. 
وكانت شركة تطوير العقبة قد وضعت نظاما عالي التقنية للمراقبة والإنذار المبكر، وأقامت قناة مائية ضخمة من حول المدينة كحزام من جهة الشمال الشرقي، إلى جانب 30 سدا مائيا وترابيا لاستقبال السيول وكسر حدة تدفق المياه في أماكن مختلفة في محيط العقبة من جهة وادي رم والقويرة وحوض الديسة.


وتمثل نظام المراقبة والإنذار المبكر بتركيب 14 محطة لقياس كمية المطر، إضافة إلى 11 محطة لقياس الجريان بالأودية موزعة على كامل الحوض الصباب لوادي اليتم ووادي تتن، إضافة إلى 3 محطات مناخية لرصد عناصر الطقس من مطر وضغط جوي ورطوبة وتبخر وسرعة واتجاه الريح.


وبين الحباشنة، أن هذه الأجهزة عالية الدقة، تنقل المعلومة وبشكل آني من هذه المحطات إلى غرفة المراقبة، التي سيتم تجهيزها بالشركة، إضافة إلى ربط هذه المحطات بغرفة عمليات سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مشيرا إلى أنه يمكن رؤية المعلومات وبشكل فوري على الهواتف الذكية، مؤكداً أن المعلومة سواء كانت مطرية أو جريان الأمطار تنتقل بواسطة GSM أي شريحة الهاتف، ويمكن إعطاء إنذار عند وصول معدل الهطل والجريان إلى حالة العتبة التي يتشكل عندها الفيضان، مشيرا الى أنه وفي محاولة لتحسين جاهزيتها للمناطق المعرضة للفيضانات، قامت "تطوير العقبة" ببناء أنظمة متطورة لرصد الفيضانات والتنبؤ بها، على أمل أن تستطيع إنذار الجهات ذات العلاقة قبل وقوع الفيضانات.


ولفت الحباشنة، الى أن موقع العقبة المنخفض قياسا مع الجبال الشاهقة المحيطة بها من الشرق والشمال الشرقي، يجعلها عرضة لاحتمالية السيول، الأمر الذي شكل تحديا لدى المسؤولين، لتنفيذ خطة لحماية المدينة من خطر السيول بكلفة زادت على 30 مليون دينار، تشمل إقامة قناة مائية ضخمة من حول المدينة كحزام من جهة الشمال الشرقي، إلى جانب 30 سدا مائيا وترابيا لاستقبال السيول وكسر حدة تدفق المياه في أماكن مختلفة في محيط العقبة من جهة وادي رم والقويرة وحوض الديسة.


وكانت شركة تطوير العقبة؛ الذراع الاستثمارية والتطويرية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، قد أحالت على فترات متتالية عطاءات إنشاء 30 سدا مائيا في منطقة وادي اليتم وتتن ووادي الجيشية ضمن ثلاث مراحل، بهدف حماية مدينة العقبة واستثماراتها من خطر سيول الأمطار المتدفقة والفيضانات من الجبال والأودية المحيطة بها.


ويقول الحباشنة، إن العقبة تشبه الصحن المجوف تأتي إليه السيول والفيضانات من المنطقة الجنوبية، لتصب في خليج العقبة الضيق، مشيرا إلى أن مقاومة السيول ليست بالسهلة ويفضل أن تتم مقاومتها خارج المدينة وليس داخلها، وهو ما فرض فكرة إنشاء سدود ترابية خارج المدينة عند وادي اليتم ومناطق أخرى، مؤكدا أن وادي اليتم له قناة لتصريف مياه الأمطار والسيول، إضافة إلى إنشاء سدود ترابية بالقرب منه والذي يهدف إلى الحد من قوة تدفق المياه والسيول إلى المدينة.


وكانت محافظة العقبة شهدت، خلال الأعوام الماضية، فيضانات وعواصف مطرية غزيرة وغير مسبوقة تركت آثارا سلبية على البنية التحتية.


يذكر أن الهطل المطري الغزير في العقبة بدأ لافتا لانتباه المختصين طيلة السنوات العشر الماضية، الأمر الذي تم تفسيره بأنه ضمن التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة ويشهدها الإقليم بشكل عام.

 

اقرأ أيضا:

الخضيرات لـ"الغد": القويرة تعيش كارثة جراء السيول (فيديو وصور)