زينة رمضان بالمدارس.. أجواء مبهجة يعيشها الطلبة استعدادا للشهر الفضيل

تغريد السعايدة- زينة تتجمل بعبارات رمضان، وأهلة ورقية وأخرى مضاءة تملأ ساحات المدارس، ابتهاجاً بقدوم الشهر الفضيل، في خطوة من إدارات المدراس الحكومية والخاصة، وبمبادرات شخصية فردية، إلى إضفاء أجواء من البهجة والسعادة بين صفوف الطلبة الذين يتشوقون لقدوم رمضان. الكثير من الطلبة، متشوقون لصيام رمضان، وتأتي تلك الأجواء الاحتفالية كنوع من كسر الروتين وزيادة الفرح والسعادة بحلول رمضان، بوجود أصدقاء المدرسة وتبادل بطاقات التهاني بينهم، عدا عن المشاركة في تلك الزينة المفرحة. ومنذ أيام، رافقت الطالبة زين، في الصف الرابع، والدتها إلى السوق، لشراء بعض من إكسسوارات الزينة البسيطة، لكي تسهم في إضفاء أجواء رمضانية في غرفة الصف مع زملائها ومعلمتها. وتقول والدة زين، إنها سعيدة بتلك الإجراءات التي تقوم بها المدارس بشكل عفوي لهذا العام، وإنها متحمسة لما لاحظته من فرحة وحماس لرمضان في طفلتها، خاصة وأنها المرة الأولى التي تنوي فيها صيام رمضان كاملاً، ومعلمتها تساعدهم من خلال الاستعداد منذ أيام ما قبل رمضان، ويظهر ذلك جلياً في “زينة رمضان في المدرسة”. في حين أن لحظات المشاركة كانت بين ريتاج وزميلاتها في المدرسة مليئة بالحماس والفرح وهن يقمن بتزيين ممرات الصفوف بالرسومات وأحبال الزينة المضاءة بالنجوم والأهلة، فهي تمثل بالنسبة لهن فرحة قدوم رمضان المرتبطة بالروحانية والعبادات، ومن الجميل أن يعشنها داخل أسوار المدرسة. معلمة المرحلة الأساسية في إحدى المدارس سوسن الطريفي، قالت في حديثها لـ”الغد”، إن للمدرسة دورا مهما في غرس القيم والعادات الجميلة، وتعزيز القيم الدينية في نفوس الطلبة وتنمية مهارات الحواس الحركية والذهنية لديهم من خلال الأنشطة. وخلال الأسبوع الماضي، قالت الطريفي إن المدرسة تعمدت إحضار فرقة مخصصة للأطفال بأجواء مليئة بالمرح والتسلية، وفيها كذلك شخصيات كرتونية مرتبطة بشهر رمضان، وهي شخصيات “فنانيس”، حيث تم تخصيص تلك الفعالية للأطفال في الصفوف الأساسية؛ من أجل ربط رمضان لديهم بالفرح والسعادة والعبادة في الوقت ذاته. كما أن شهر رمضان، كما تبين الطريفي، يعد فرصة لتهذيب سلوك الأطفال وتعليمهم أمور دينهم عن طريق اللعب والترفيه والأنشطة، كما تعمدت المدرسة التي تعمل ضمن طاقمها الطريفي، بجمع الملابس والأغذية للأسر المحتاجة وترسيخ أهمية الزكاة ومساعدة الفقراء في شهر رمضان، حيث يقوم الطلبة بتوزيعها على الأسر المحتاجة. كل ذلك أضاف البهجة والسرور في نفوس الطلبة، خاصة وأنه تم توكيلهم بمهمة تزيين الصفوف والقسم بمشاركة المعلمات والإدارة، وقسم الأنشطة من خلال تزيين جدران الصف ووضع الفوانيس احتفالا بقدوم الشهر الفضيل، وهذا له أثر جميل في نفوس الطلبة ويجعلهم يشعرون بالفرحة بقدومه. كما قالت الطريفي “علينا ألا ننسى تذكير الطلبة بأهمية العبادة من خلال الإكثار من الدعاء والصلاة وحثهم على أداء صلاة التراويح في المسجد وتلاوة القرآن الكريم”، كما أن من عادة المدرسة عمل إفطار جماعي للطلبة في المدرسة، حيث يتشارك الطلبة في قضاء يومهم في المدرسة وإفطارهم مع بعضهم وأداء صلاة التراويح. وبمساعدة معلمة التربية المهنية، قامت ريتاج بإحضار مجموعة من الأوراق الملونة، والقصاصات التي تحمل عبارات ودعوات تتعلق بالشهر الفضيل، وقامت بالاستعداد لهذا اليوم الذي يسبق رمضان ببضعة أيام في سبيل المشاركة في بث أجواء الحماس والسعادة بقدوم الشهر، وتكون جزءا من المشاركات في زينة المدرسة التي تجذب الطلاب وتذكرهم بعظمته. أما معلمة الروضة دولة عبد الحفيظ، فقد تحدثت عما تقدمه الروضة من أجواء مفعمة بالسعادة والفرح، خاصة أن الأطفال في هذه المرحلة يرتبط لديهم رمضان بالسعادة والفرح والبهجة. وقالت إن الزينة لرمضان هي أكثر الأمور التي يقوم بها الأطفال داخل أسوار الروضة، وهذا أمر يسعدهم خاصة في زينة الصفوف. كما يتم عمل مسابقة خلال شهر رمضان، وفق المعلمة دولة، وتتضمن معلومات حول الشهر ويتم تسليم جوائز خلال نهاية الشهر، كما يتم الشرح للأطفال بشكل يومي عن شهر رمضان، كل يوم جزئية معينة لترسيخ فكرة الصيام لديهم، كما يمكن أن يكون هناك فكرة خيمة رمضانية لقراءة المعلومات؛ حيث تسهم المجسمات المتعلقة برمضان بإسعادهم وتشجيعهم، وتحوي الخيمة الأضواء والفوانيس أو المدفع أو حتى عمل شخصية مسحراتي داخل الروضة. الاختصاصي التربوي والنفسي الدكتور موسى مطارنة، يوضح أهمية أن تتهيأ المدارس لشهر رمضان المبارك كما هو الحال في البيوت، وذلك يأتي عبر فعاليات صفية وبرامج على الإذاعة المدرسية وبث الصور الإيمانية. ومن الأهمية، وفق مطارنة، بث الإيجابية في النفوس وتعزيز المبادئ الإنسانية والإحساس بالفقير من جوع وعطش وتذكر الحاجات الإنسانية، كما يجب أن نضع في نفوس الطلاب نوعا من التواصل والتعاون والتسامح، وأن ننثر في أجوائهم مظاهر الاحتفاء بالشهر الفضيل والصيام. ويقول مطارنة “إن الإنسان، كبيرا كان أم صغيرا، لديه شوق لكل الأشياء التي يفتقدها في شهر رمضان، من عادات كثيرة فيها الخير والعطاء والسعادة بفرحة الصيام والإفطار، وتعلم الهدوء والصبر”. كما ينوه مطارنة إلى أهمية استغلال الإذاعة المدرسية الصباحية لبث تلك الروحانيات، وعمل اللقاءات في الصفوف وتنظيم فعاليات رمضانية من زيارة المسجد والصلاة وطقوس الحج والكعبة ونشاطات كثيرة، مثل إفطار صائم وتقديم الهدايا والعيديات للأيتام. اقرأ أيضاً: اضافة اعلان