كيف ننشر بشكل فعال على المنصات الاجتماعية خلال أوقات الأزمات والحروب؟

المنصات الاجتماعية
المنصات الاجتماعية

 في الوقت الذي تشهد فيه غزة عدوانا وحشيا يحمل عنوان "الإبادة الجماعية"، تسانده في الخلف آلة رقمية تعمل بشكل ممنهج على محاربة المحتوى الفلسطيني والعربي، ومنحازة لرواية الاحتلال في فضاء منصات التواصل الاجتماعي، ينهمك المستخدمون العرب بالنشر بشكل عشوائي، مدفوعين بعواطفهم الجياشة تجاه ما يحصل من جرائم للأهل في القطاع المحاصر، ما يبرز أهمية الإلمام بطرق النشر السليم عبر هذه المنصات لتصل روايتنا بقوة في عالم منصات التواصل الاجتماعي التي يتابعها ويتفاعل معها حول العالم، قرابة الخمسة مليارات إنسان.

اضافة اعلان


وفي الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال، تعمد قطع الإنترنت لإبقاء "غزة" في جزيرة معزولة عن العالم تساندها، من الخارج منصات التواصل الاجتماعي لتقييد وحذف ومحاصرة الرواية العربية والفلسطينية للأحداث البشعة الحاصلة على الأرض، أعلن مركز "حملة"، المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، مؤخرا عن إصدار دليل للنشر السليم الفعال عبر منصات التواصل الاجتماعي في أوقات الأزمات والحروب، مع تسارع الأحداث الميدانية في فلسطين المحتلة ومحاولة المستخدمين متابعة الأحداث، فيما تقوم إدارات هذه المنصات بإجراءات متعددة للحد من وصول الرواية الفلسطينية.


وأكد المركز الفلسطيني، أن الفضاء الرقمي أصبح مؤخرا ساحة للحرب والمواجهة فيما يخص الرواية الفلسطينية، مشددا على أهمية التواجد والنشر بفعالية وبشكل سليم للاستفادة من انتشار هذه الشبكات وتأثيرها في الرأي العام العالمي، وهو ما بدأنا نشهده بالفعل خلال الأسبوعين الماضيين.


ومركز "حملة" هو: مؤسسة أهلية غير ربحية تعمل على مناصرة الحقوق الرقمية الفلسطينية بهدف الوصول إلى فضاء رقمي آمن وعادل وحر، ويعمل المركز من خلال إصدار دراسات وأبحاث حول النشاط الرقمي، والحقوق الرقمية والأمان الرقمي، على تدريب وبناء قدرات النشطاء والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، وتخطيط وإدارة حملات المناصرة المحلية والدولية.


وتضمن الدليل، الذي حمل عنوان: "قواعد النشر السليم على منصات التواصل الاجتماعي خلال الازمات والحروب"، خمس قواعد أساسية هي: التسلح بالمعلومة، المصداقية، الاتساق والانسجام، توضيح السياق وربطه بالقضية، التشبيك والتفاعل وبناء التحالفات.


"التسلح بالمعلومة"

في أولى القواعد وهي قاعدة "التسلح بالمعلومة" أكد المركز، أهمية أن يتسلح المستخدمون بالمعرفة العميقة للمواضيع وعدم تناول الأمور بقشورها والقدرة على الإجابة عن التساؤلات والاستفسارات بفعالية وسرعة.


وضمن هذه القاعدة أكد المركز، أن على المستخدم أن يدرس رواية وسردية وادعاءات الاحتلال والرد عليها بإجابات مبنية على معلومات رسمية.


وأكد المركز ضمن هذه القاعدة، أهمية الابتعاد عن التعليقات المستفزة وعدم اللحاق بها والتفاعل معها، وعدم التعليق والتفاعل أيضا مع المنشورات التي تحتوي على خطابات كراهية وتحريض حتى لا نساهم في نشرها أكثر.


وأكد، أن على المستخدم ألا يهاجم الناس بناء على العرق أو الجنس أو الدين أو القومية، أو أي من الهويات الأخرى.


"المصداقية"

وفي المحور الثاني الذي حمل عنوان "المصداقية"، قال المركز: "إن على المستخدمين العمل على تحديد الجمهور المستهدف بدقة ودراية، ومخاطبة هذا الجمهور بطريقة مناسبة لغويا وثقافيا ومعرفيا".


وأشار، إلى أهمية "تحري الدقة" وعدم التردد في نشر تصحيح إذا حصل خطأ ما أو كانت المعلومات المنشورة غير دقيقة.

 

وأكد المركز ضمن هذا المحور، التركيز على المعلومات بطريقة مبسطة وواضحة بالاستناد إلى المصادر الرسمية أو شهادات الناس من أرض الواقع.


وشدد المركز، على أهمية عناية المستخدمين بنوضوعة الأمن الرقمي وحماية حساباتهم على المنصات من القرصنة والاختراقات، أو الهجمات السيبرانية والمحافظة على خصوصية البيانات الخاصة بأي فرد أو مؤسسة.


وضمن هذا المحور قال المركز: "هناك ممارسات يجب أن يحرص المستخدم على الابتعاد عنها، ومنها عدم نشر صور مؤذية للأشلاء والحفاظ على كرامة الضحايا".
وأكد، أهمية تجنب نشر محتوى من مصادر غير موثوقة.


وأشار، إلى أهمية عدم الانفعال وتبني ونشر مفردات مسيئة للتعبير عن الرأي في أي حال من الأحوال ونصح المستخدم، أن يتحلى بالقوة وعدم الخوف أو التردد في الإبلاغ أو إرسال تقارير تبيلغات عن المنشورات المحرضة والتي تحتوي خطابات كراهية من جانب الاحتلال.


"الاتساق والانسجام"

وأكد المركز في الدليل، أن محور (الاتساق والانسجام)، يرتكز بشكل أساسي على اعتماد مصطلحات واضحة ومبررة حقوقيا أو قانونيا في المحتوى المنشور.


وأشار، إلى أنه يجب على المستخدم التأكد من وجود نسق موحد في الخطاب والأرضية المفاهيمية.


وضمن هذا المحور، شدد المركز على ضرورة الابتعاد عن بعض السلوكيات في النشر ومنها عدم اعتماد لغة تشي بعداء مبني على الدين أو العرق أو غيرها من الهويات.


وأكد، أهمية عدم الوقوع في تناقضات تؤثر سلبا على المصداقية، لأن التناقضات في الروايات والمحتوى تفقد المنشورات مصداقيتها وبالتبعية متابعتها أو مشاركتها مع الآخرين.  


وأكد أيضا، عدم الترجمة الحرفية من العربية إلى لغات أخرى واعتماد ترجمة مهنية، تعكس المعاني الحقيقية في اللغات الأخرى.


"توضيح السياق وربطه بالقضية"

وفي محور آخر، أكد مركز "حملة" في دليله ضرورة (توضيح السياق وربطه بالقضية)، وذلك من خلال تحضير مادة توضح الخلفية وبالاعتماد على المعلومات الدقيقة والأرقام، حيث إن الأرقام دائما تدعم المحتوى المكتوب وتؤكده.


وفي هذا المحور، دعا المركز إلى أن تحتوي المنشورات عبر منصات التواصل على توضيحات بأن القضايا التي نتحدث عنها حيوية ومرتبطة ببعضها البعض، وتؤثر على حياة وحقوق الناس.


"التشبيك والتفاعل وبناء التحالفات"

وفي المحور الأخير الذي أسماه المركز (محور التشبيك والتفاعل وبناء التحالفات)، أكد أهمية التفاعل الإيجابي مع الحسابات الصديقة، والمجموعات أو الأشخاص الذين يشتركون معك في المفاهيم والأهداف.


وأكد المركز، أهمية التضامن مع الحلفاء والتفاعل مع القضايا ذات الاهتمام المشترك.


وأشار، إلى أهمية إيجاد القواسم المشتركة مع النشطاء في فلسطين وخارجها، ويمكن أن تكون هذه القواسم في الحقوق أو المجالات أو التخصصات أو الخبرات وغيرها.


ونبه المركز، إلى احترام الثقافات الأخرى والآراء المختلفة، واتباع قواعد التواصل الإيجابي العابر للثقافات.


وتظهر أحدث التقارير العالمية الصادرة عن موقع "داتا ريبورتال" العالمي، أن قاعدة مستخدمي شبكة الإنترنت بمختلف تقنياتها السلكية واللاسكية بلغ مع بداية العام الحالي في فلسطين، قرابة 3.96 مليون مستخدم، منهم حوالي 2.95 مليون مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي. 

 

اقرأ المزيد: 

هربا من قيود "ميتا".. نشطاء المنصات يتحايلون بطرق ونوافذ للتضامن مع فلسطين

الروايات الإسرائيلية وحصار "ميتا" على غزة

" ميتا" تمدد محاربة المحتوى الفلسطيني إلى " المسنجر"