ماذا يحدث للجسم بعد حرمانه من النوم؟

ليما علي عبد

عمان- يمنح النوم جسمك المجال للالتئام وترميم نفسه بنفسه، بالإضافة إلى تمكينه من أداء وظائفه الحيوية الأساسية بسلاسة، وهذا بناء على ما أشار إليه موقع "www.healthline.com" الذي أوضح أن البالغين يحتاجون لنحو 7-8 ساعات من النوم كل ليلة، لكن ظروف العمل والعوامل المرتبطة بنمط الحياة قد تعيق إمكانية الحصول عليها.اضافة اعلان
عندما لا تحصل على عدد كاف من ساعات النوم أو لا تحصل على أي نوم، فإنك تواجه حالة "الحرمان من النوم"، وعلى الرغم من أن حدوث هذا الحرمان لمدة قصيرة وبشكل متقطع غالبا ما لا يدعو للقلق، فاستمراره لمدة طويلة قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية خطرة. فهو قد يسبب، على سبيل المثال، تراجع القدرات المعرفية ويضعف قدرة جهاز المناعة على العمل. كما أنه يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة في حالة استمراره المطول.
مراحل تأثير الحرمان من النوم على الصحة
ينقسم الحرمان من النوم إلى مجموعة من المراحل بناء على عدد الساعات التي حُرِمَ خلالها الشخص منه. وتتناسب شدة الأعراض طرديا مع عدد تلك الساعات. وآتيا استعراض لتلك المراحل:

  • المرحلة 1 (بعد 24 ساعة): عادة ما لا يسبب الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة أضرارا كبيرة، لكنه يؤدي إلى الشعور بالإرهاق الشديد مع فقدان القدرة على مواصلة ممارسة النشاطات والوظائف الحياتية. كما قد تتضمن آثاره ما يلي:
    • الشعور بالغضب وسرعة الانفعال.
    • زيادة احتمالية الإصابة بالضغط النفسي.
    • تراجع الانتباه.
    • اختلال التناسق الجسدي والتركيز الذهني.
    • زيادة احتمالية ارتكاب الأخطاء والتعرض للحوادث.
    • الشراهة للطعام.
    • انتفاخ العينين وظهور الهالات السوداء تحتهما.
  • المرحلة 2 (بعد 36 ساعة): تصبح الأعراض أشد إن استمر الحرمان من النوم لمدة 36 ساعة، كما يشعر الشخص برغبة عارمة ومثقِلة بالنوم قد تفضي إلى استغراقه به لوقت قصير قد يصل إلى 30 ثانية بشكل متكرر من دون إدراكه لذلك. فضلا عن ذلك، فإن تواصل مناطق دماغية مختلفة معا يصبح أصعب، وذلك يُحدِث خللا كبيرا في الأداء المعرفي، مما يسبب أعراضا عديدة، منها الآتي: ضعف الذاكرة، صعوبة تعلم شيء جديد، تغيرات سلوكية، اختلال القدرة على اتخاذ القرارات، بطء ردود الأفعال، وزيادة احتمالية ارتكاب الأخطاء.
    كنا أن الشخص يصبح عرضة للآتي بعد مرور 36 ساعة: انفتاح الشهية، ضعف جهاز المناعة، والإرهاق المفرط.
  • المرحلة 3 (بعد 48 ساعة): يتحول تعريف الحرمان من النوم بعد مرور 48 ساعة عليه إلى "الحرمان المفرط من النوم"؛ إذ تصبح مواصلة الاستيقاظ أصعب، وتزيد احتمالية الاستغراق بالنوم لوقت قصير بدون إدراك حدوث ذلك. وقد يصاب الشخص بالهلوسة السمعية أو البصرية أو اللمسية. كما قد تظهر عليه الحالات الآتية أيضا: تبدد الشخصية، القلق، مستويات عالية من الضغط النفسي، سرعة الانفعال المفرطة، والإرهاق المفرط.
  • المرحلة 4 (بعد 72 ساعة): بعد ثلاثة أيام من عدم النوم، تزداد الرغبة العارمة به بشكل مفرط، كما يزيد تكرار نوبات الاستغراق بالنوم لوقت قصير بدون إدراك وترتفع مدتها. وفضلا عن ذلك، فإن الإدراك يتأثر بشدة، وتصبح الهلوسات أكثر تعقيدا. وقد تظهر وتزداد شدة الأعراض الآتية أيضا: اضطراب التفكير وتشوشه، التوهم، وتبدد الشخصية.
  • المرحلة 5 (بعد 96 ساعة أو أكثر): بعد مرور 4 أيام من عدم النوم يصبح إدراك الواقع مشوشا بشدة، كما يصبح الشخص غير قادر على تحمل الرغبة العارمة الملحة بالنوم. فإن أصبح غير قادر على تفسير الواقع وفهمه، فعندها تسمى حالته بـ"ذهان الحرمان من النوم"، وهي عادة ما تزول فور الحصول على ما يكفي من النوم.
    بإمكانك تجنب الحرمان من النوم من خلال الالتزام بالعادات الصحية المرتبطة بالنوم وإعطائه الأولوية التي يستحقها في نمط حياتك. أما إن استمرت لديك الصعوبات في الحصول على نوم كافٍ ومريح، فعليك باستشارة الطبيب.