جلبون تحت الحصار.. عشرة أيام من وحشية الاحتلال

أرشيفية
أرشيفية
 منذ عشرة أيام لم تفارق قوات وآليات الاحتلال منزل رافع رفيق أبو الرب في قرية جلبون شرق جنين، بعد تحويله لنقطة عسكرية، منعت عائلته من الوصول إليه.اضافة اعلان
واقتحمت قوات الاحتلال قرية جلبون ونصبت نقاط تفتيش على مختلف مداخلها، محولة إياها إلى سجن كبير، فيما جرفت آلياتها العسكرية الطرق الزراعية والشوارع الفرعية، ومنعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
يقول رئيس المجلس القروي إبراهيم أبو الرب "منذ 10 أيام يستمر اقتحام جلبون بشكل يومي، وعلى مدار 24 ساعة تتواجد قوات الاحتلال وآلياته في القرية، ويتم تبديل المناوبات بين الجنود بشكل مستمر".
ويصف أبو الرب حال الأهالي بالبلدة في ظل الاقتحام الصهيوني المستمر بـ"الصعب جداً"، فقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لا تتوقف، والجنود يمنعون الناس من الخروج من القرية، فيما يمنع المزارعون من الوصول إلى أرضهم على امتداد 5000 دونم على طول جدار الفصل العنصري المحيط بالقرية.
"قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) كانت قوات الاحتلال تقتحم القرية بشكل متكرر، وتبقى ليوم أو يومين ثم تغادر، لكن بعد السابع من أكتوبر أصبح الاقتحام بشكل يومي، وهي اقتحامات طويلة، يستولون على المنازل ويقيمون نقاطا عسكرية ونقاط تفتيش، كما يقومون بإلقاء قنابل الصوت والغاز السام ليلا ونهاراً".
 يقول أبو الرب: ليلة أمس قامت جرافات الاحتلال الصهيوني بتخريب الطرق الرئيسية في جلبون، إضافة لتجريف الطريق القريب من المستوطنات المحيطة بها وفتح طرق ترابية، فيما خربت الجرافات العسكرية أعمدة الإنارة، وطال الضرر جزءا من شبكة المياه الرئيسية التي تغذي القرية.
"في البداية دخلوا من الجهة القريبة من قرية فقوعة وجرفوا أشجار الزيتون والشارع المعبد الشرقي، ثم دخلوا من البوابة الشمالية وقاموا بشق طريق طويلة من أراضي الأهالي في القرية، وحتى الآن تم تجريف 60 مترا من الشارع الرئيسي" بحسب أبو الرب الذي أضاف أن جلبون قرية زراعية بالأساس، ومنذ بداية الحرب على غزة ومنع العمال من الوصول إلى عملهم، توجه قرابة 500 عامل من أبناء القرية للعمل في أراضيهم واستصلاحها وزراعتها لتوفير مصدر دخل لهم ولعائلاتهم.
 وبحسب مجلس قروي جلبون، فإن الاحتلال لم يبلغ الارتباط الفلسطيني عن موعد انتهاء اقتحامه للبلدة ومغادرتها، ما يعني أن يعيش الناس على أعصابهم طوال الوقت.
ويدرس في جلبون حوالي 1000 طالب موزعين على 3 مدارس، منهم 150 طالبة في المدرسة الثانوية التي تتركز عمليات جنود الاحتلال المقتحمة للقرية بالقرب منها.
ويحيط بجلبون ثلاث مستعمرات وهي: "معالي جلبوع، وميراف، والملك يشوع" وكلها أقيمت بعد عام 1976، كما أقيم جدار الفصل والتوسع العنصري على أراضيها عام 2004، بعد الاستيلاء على قرابة 1500 دونم من أراضي المواطنين لبناء الجدار الذي حرم غالبية أهالي القرية من أراضيهم.
 ويمنع الاحتلال أهالي القرية من إقامة أي نشاط عمراني في حدود الـ3000 دونم القريبة من الجدار، حيث تعرض عدد من منازل القرية للهدم في تلك المنطقة، كما أخطر عدد آخر بوقف البناء والعمران فيها.
 كما يمنع الاحتلال وصول المزارعين إلى أراضيهم الواقعة خلف الجدار، حيث يحرم الأهالي من دخول أراضيهم وزراعتها وإعادة استصلاحها والتي تبلغ مساحتها أكثر من 350 دونما مزروعة بأشجار الزيتون.
 ويقول أبو الرب: "في موسم الزيتون، يضطر الأهالي إلى إصدار تصاريح لدخول أراضيهم وجني ثمار الزيتون، وللأسف، لا يحصل كل المزارعين على التصاريح، ما يعني حرمان عدد من السكان من دخول أرضهم وجني ثمار الزيتون.
ويضيف: "لا يقتصر الأمر على المنع، فالمستعمرون يعتدون باستمرار على أشجار الزيتون ويسرقون ثمارها، كما يقومون بتكسيرها وحرقها، فضلا عن إفلات مواشيهم وأبقارهم عليها لتحطيمها".
ويبلغ عدد سكان جلبون 3500 نسمة، فيما بلغت مساحتها التاريخية 34 ألف دونم حتى عام 1948، وتم الاستيلاء على الجزء الأكبر من أراضيها لتصبح مساحتها بعد بناء جدار الفصل والتوسع العنصري عام 2004 حوالي 8 آلاف دونم فقط. - (وكالات)