الضباب وأحداث غزة تدفع "مليشيات المخدرات" في سورية لاستهداف الحدود الشمالية

1702406243317074000
مهرب مقبوض عليه قادم من سورية تسلل للحدود الشمالية يجثو وسط مواد مخدرة أمس-(بترا)

أظهر اشتباكان مسلحان مع عشرات مهربي المخدرات خلال محاولتهم التسلل من سورية إلى الأردن في الأيام الماضية، أن قوات حرس الحدود، وأثناء مواجهاتها لهم، هي  في حالة جهوزية عالية، برغم انتشار جزء منها على الحدود الأردنية المحاذية لفلسطين المحتلة، منذ بدء معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، بعد إطلاق الاحتلال الصهيوني تهديداته، بأنه سيعيد نكبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، بتهجيرهم الى الأردن.

اضافة اعلان


تحليلات عسكرية، كشفت أن حرس الحدود، كان يتوقع أنه خلال هذا الشتاء، وفي ظل الانشغال بحرب الاحتلال على قطاع غزة، ستحاول مليشيات تهريب المخدرات في سورية، العودة للتهريب  عبر الواجهتين الشمالية والشرقية، المحاذيتين للحدود مع سورية، مستغلة أولا حالة الاهتمام الرسمي والشعبي بوقف هذه الحرب، بالاضافة إلى انعدام الرؤية في تلك المناطق لتشكل الضباب الكثيف فيها، ما يتبع ذلك من انعدام للرؤية في كاميرات الرقابة الالكترونية الموزعة على الحدود.


وبينت التحليلات، أن حرس الحدود، كان مدركا لهذه المحاولات، فبقي متأهبا لأي مواجهة مع أي محاولة تهريب للمخدرات من سورية.


واكد مصدر مسؤول لـ"الغد"، ان ضبابا كثيفا بدأ بالتشكل منذ فجر أمس، ما تسبب بانعدام الرؤية إلى ما بعد الظهيرة، وقد وجدت عصابات المخدرات في سورية، فرصة سانحة باستغلالها للضباب والقيام بعمليات للتهريب، بيد ان محاولاتهم تلك لقيت مجابهة من قوات حرس الحدود، بعد رصدهم إذ جرى تطبيق قواعد الاشتباك، وجرى تبادل لاطلاق النار، مع عشرات من المهربين الذين رصدتهم القوات الحدودية، برغم تسللهم تحت كثافة الضباب وانعدام الرؤية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المهربين، ودفع من تبقى منهم إلى الفرار في العمق السوري، وفق مصدر عسكري مسؤول من القيادة العامة للقوات المسلحة.


وخلال هذه الاعمال القتالية، التي جرت عند الفجر، ارتقى الوكيل أول إياد النعيمي شهيدا، وأصيب زميله، في منطقة عمليات الواجهة الشمالية.


هذا الاشتباك مع عصابات المخدرات، يأتي بعد مضي أيام على احباط قوات حرس الحدود، محاولة تهريب لكميات كبيرة من المواد المخدرة، سبقها اشتباك مسلح، أسفر عن مقتل 3 مهربين.


وفي بيان لها عن عملية احباط عصابات المخدرات في الواجهة الشمالية والشرقية، أمس، أكدت القوات المسلحة في بيانها، على مضيها في التعامل بقوة وحزم، مع أي تهديد على واجهات المملكة الحدودية.


وفي البيان، أكد المصدر، أن حرس الحدود نفذ عملية نوعية على إحدى واجهاته ضمن منطقة مسؤوليته، أدت لإحباط محاولة تسلل وتهريب لكميات كبيرة من المخدرات، قادمة من الأراضي السورية.


وبين أنه خلال هذه العملية "عثر على 233 ألف حبة كبتاجون، و528 كف حشيش، وتحويل المضبوطات الى الجهات المختصة".


ويشار هنا، الى ان المملكة غيرت قواعد الاشتباك العسكري على الواجهتين الشمالية والشرقية مطلع العام الماضي، اثر اشتباك مسلح وقع مع قوات حرس الحدود ومئات المهربين القادمين من سورية، المحملين بكميات كبيرة من المواد المخدرة والاسلحة، اذ أدى الاشتباك لارتقاء النقيب محمد الخضيرات من مرتبات حرس الحدود شهيدا. 


وفي هذا الإطار، بلغ عدد المهربين الذي قتلوا العام الماضي اثناء محاولتهم تهريب المخدرات الى الاراضي الأردنية، زهاء 35 شخصا، جميعهم مجهولو الهوية، وذلك في أكثر من عملية اشتباك مسلح منفصلة.


وكإجراء دفاعي، استهدفت طائرات من سلاح الجو الملكي في أيار (مايو) الماضي، منزل مسؤول عمليات تهريب المخدرات من سورية الى الأردن، السوري مرعي الرمثان المقيم في قرية الشعاب بمدينة السويداء السورية، المحاذية للحدود الشرقية مع الاردن، ما أدى لمقتله.


وكانت محكمة أمن الدولة أصدرت ما يزيد على 10 أحكام قضائية بحق الرمثان، وايدتها بذلك محكمة التمييز، صاحبة أعلى جهة قضائية في الأردن.


وسبق للمملكة أن سلكت طرقا للتنسيق الأمني والارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية مع سورية، لمنع أعمال عصابات ومليشيات تهريب المخدرات من الأراضي السورية الى الأراضي الأردنية، وبغطاء من قوات عسكرية غير منضبطة من الجيش السوري، ومليشيات شيعية تتمترس بالجنوب السوري، لكن هذه الإجراءات لم تحقق نجاحات على أرض الواقع.

 

اقرأ المزيد : 

"جبهة رابعة".. هل بمقدور "الاحتلال المنهك" محاربة الحوثيين؟