هل تصدق توقعات عالم هولندي بحدوث زلازل في غزة جراء القصف الهمجي؟

1699465958090415700
جانب من آثار القصف الهمجي على غزة أمس-(وكالات)

فيما أثارت تحذيرات عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتستثير من أن يؤدي القصف الصهيوني العنيف على قطاع غزة إلى حدوث زلازل، مخاوف كثيرة حول إمكانية ذلك، يستبعد خبراء حدوث زلازل أو براكين بسبب القصف، ويرجحون في المقابل تأثيرات جيولوجية عميقة على القشرة السطحية للمنطقة، لا سيما مع استخدام الصهاينة قنابل ذات أوزان ضخمة لم تستعمل من قبل.

اضافة اعلان


وفي هذا الصدد، أكد خبيران متخصصان في علم الجيولوجيا والمعادن لـ"الغد"، أن التأثيرات ستكون قاسية على البيئة المعمارية والقشرة الأرضية لقطاع غزة، فيما استبعدا حدوث زلازل أو براكين على المدى القريب في تلك المنطقة، نظرا لطبيعتها الجغرافية التي تخلو من الصخور التكتونية والصفائح المرتبطة بالمنطقة المجاورة.


وفي التفاصيل، أكد أستاذ علم الجيولوجيا والمعادن في الجامعة الأردنية الدكتور حسن الفقهاء أن القصف الشديد والمستمر له تأثير اهتزازي يشمل مختلف أنواع البنايات والإنشاءات لثوان معدودة، إلا أنه قد تكون لها أبعاد كارثية على المديين القصير والطويل.


وتابع الفقهاء: "يخلف القصف الصهيوني الذي يتعمد استهداف الأحياء والمباني السكنية في القطاع دمارا واسعا في البنية التحتية والقطاعات المعمارية، حيث تشبه هذه الاهتزازات التأثير الذي تحدثه الزلازل، إلا أنها تكون بقوة أقل ووقت أقصر، لكنها تشترك في التأثير السلبي والخطير".


وقال إن تصاعد العدوانات الذي جرت أعوام 2008 و2012 و2018 و2021، وكذلك في العدوان الحالي، ما يمكن أن يعادل زلزالا بقوة 6 أو 7 درجات على مقياس ريختر، مشيرا إلى أن هذا الرقم ليس بسيطا.


ولفت إلى أن هذا القصف من شأنه أن يؤثر على البيئة الطبيعية، ويقتل الكائنات الحية الموجودة في تلك المنطقة، وبالتالي يؤثر على النظام البيئي المتكامل، مرجحا أن يؤثر على الصخور الموجودة في تلك المنطقة ويسبب هزات أرضية أو زلازل.


وأضاف أن الغبار الذي يصدر عن تلك الغارات وعمليات القصف، بيولوجيا وإشعاعيا وكيماويا، يمكن أن يؤثر على بيئة المنطقة والمياه والإنسان والغطاء النباتي.


ولفت إلى أن عمليات الهدم والدمار يمكن أن تساعد على صهر الصخور وارتفاع الحرارة، وهذا يتسبب على المدى الطويل ببراكين وهزات أرضية وموجات تسونامي.


في المقابل، يرى أستاذ علم الجيولوجيا والمعادن في الجامعة الهاشمية الدكتور مصدوق التاج أن تأثير القصف يقتصر على الصخور السطحية، لافتا إلى أن غزة ليست لديها حدود تكتونية أو صفائح، مستبعدا حدوث زلازل إلا من خلال البحر المتوسط أو البحر الميت، إذ إن المسافة تبعد نحو 180 كم عن القطاع.


ولفت التاج إلى أن هذا القصف يسبب تصدعات في القشرة الأرضية للمنطقة، فضلا عن أن غزة ليست منطقة بركانية، بيد أنه يمكن أن يحدث تسونامي إذا كان الزلزال في البحر المتوسط، وهذا مستبعد.


غير أن الخطير، وفق التاج، أن عمليات القصف تساعد على تحطيم الصخور السطحية، بحيث تصبح منطقة غزة غير قابلة لإنشاء أبنية كبيرة أو مطارات، باعتبارها صخورا هشة، إلا بعد دراسة تمهيدية للتربة قبل البناء، مشددا على أن حدوث الزلازل جراء القصف هو أمر "غير علمي"، إلا أن التأثيرات الأخرى البيئية وعلى الصخور لا تقل أهمية وخطورة عن الزلازل.


يذكر أن عدوان العام 2014 على القطاع، تسبب بدمار أكثر من 89 ألف منزل، فضلا عن أعداد المباني المتضررة بشكل جزئي، وقدرت تكلفة إعادة الإعمار بنحو 4 إلى 6 مليارات دولار، بحسب الأمم المتحدة.


وفي العام 2021، أدت هجمات الاحتلال الصهيوني إلى تدمير 1500 منزل بشكل كامل، وبلغت تكلفة الترميم حينها نحو 497 مليون دولار.


وكان عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس حذر من إمكانية تسبب القصف الإسرائيلي العنيف على غزة بزلزال كبير.
وقال هوغربيتس في منشور على حسابه على منصة "إكس" إن "على العالم أن يجبر إسرائيل على وقف هذا الجنون، بصرف النظر عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، إذ سيكون لهذا القصف في النهاية تأثير زلزالي كبير على المنطقة".
وأضاف: "سيؤدي القصف إلى تسريع حدوث زلزال كبير على طول البحر الميت".


وسبق أن حذر هوغربيتس من احتمالية وقوع زلازل مدمرة، أبرزها الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 شباط (فبراير) الماضي، والذي خلّف أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، إذ توقع حدوث الزلزال قبل 3 أيام.


وفي المقابل، يصر العلماء على عدم إمكانية التنبؤ بوقوع الزلازل والهزات الأرضية على الإطلاق.


ويقع قطاع غزة في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني، محتلا مساحة 365 كيلو مترا مربعا بمعدل عرض 12كم، وطول 45 كم، ومن ثم فإنه جزء من السهل الساحلي للبحر المتوسط.


ويختلف قطاع غزة (والسهل الساحلي عموما) عن الأجزاء الداخلية من فلسطين، بوجود رسوبيات تمثل النيوجين وهي غير موجودة في الضفة الغربية جميعها مثلا.


وغطت الرمال الحديثة الناتجة أساسا عن حركة الرياح أجزاء كبيرة من السهل الساحلي الجنوبي، ومن ثم حجبت الرسوبيات التي تحتها، وأصبحت رؤية التكاوين الجيولوجية العميقة في القطاع صعبة إلا في الآبار. 

 

اقرأ المزيد : 

طائرة وقافلة مساعدات أردنية إلى غزة والضفة الغربية