2009 بالنسبة لهم وبالنسبة لنا

 

إسرائيل اليوم

يوسي بيلين

29/12/2009

العلامات التي تعطى لشخصيات سياسية في نهاية العام اشكالية ليس فقط بسبب التوجه الذاتي جدا لدى مانحي العلامات، وانما ايضا لوجود فرق بين العلامة التي تمنح للانجاز الشخصي لهذا الشخص وبين طابع تأثيره على المصلحة القومية كما يظهر في نظر مانحي العلامات. وعليه فها أنا اقترح ادناه تقديرين: الأول تقدير للانجاز السياسي الشخصي والثاني للتأثير.

اضافة اعلان

شمعون بيريز: ممتاز بالنسبة له وجيد بالنسبة لنا. بعد سنوات من الوقوف في قلب الخلاف الإسرائيلي للتأييد من هنا والشجب الشديد من هناك، تحول بيريز الى رمز للاجماع الإسرائيلي والاكثر حبا واعجابا. هو الممثل الابرز لإسرائيل في العالم. علاقاته مع كل قادة الحكم في إسرائيل رائعة وكلمته مسموعة. بالنسبة للمصلحة القومية – الفرصة الضائعة تكمن في انه عندما يصل رجل يسار صارخ لموقف الرئاسة يجد نفسه داعما لمواقف سياسية بعيدة عن قلبه. وهو يتنازل عن امكانية استخدام مكبر الصوت القومي حتى يعلن حقيقته ويا للخسارة.

بنيامين نتنياهو: علامة جيد جدا بالنسبة له وعلامة سيئ بالنسبة لنا. نتنياهو عاد الى منصب رئيس الوزراء بعد عشر سنوات من ولايته الأولى التي فشل فيها. ونجح في تشكيل ائتلاف وضم اليه حزب العمل. ونجح في الحفاظ على ائتلافه رغم اتخاذه قرارات غير مريحة لبعض اطراف هذا الائتلاف. وفي المواجهة التي حصلت مع اوباما نجح نتنياهو في الصمود على موقفه وعدم تجميد المستوطنات. بالنسبة لنا – مع بداية ولايته توقفت المفاوضات السياسية مع جيراننا، وتدهورت بسرعة مكانة إسرائيل في العالم، عدا عن حقيقة ان بعض الشخصيات البارزة تمتنع عن السفر الى عدة دول في أوروبا. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية كان تعيينا لا يتصف بالمسؤولية ومنح كل المناصب المتعلقة بسلطة القانون في الدولة والكنيست لاتباع ليبرمان ومقربي منه هو ضرر فادح.

تسيبي ليفني جيد بالنسبة لنا وجيد جدا بالنسبة لها. بالنسبة لتسيبي ليفني – "كاديما" برئاستها حصلت على عدد المقاعد الاكبر في الكنيست الا انها لم تتمكن من تشكيل الائتلاف واختارت ترؤس المعارضة. وقد نجحت في الحفاظ على مكانتها في إسرائيل والعالم كصوت يتصف بالمسؤولية وباعتبارها وزنا معادلا لنهج حكومة نتنياهو وقوتها في استطلاعات الرأي ما زالت محفوظة. اما بالنسبة لنا فحقيقة ان ليفني لم تقع في اغراء الانضمام للحكومة ولم تخضع وما زالت تشكل بديلا رغم الضغوط الممارسة عليها للانضمام للحكومة ضرورية لاحتمالات التقدم السياسي في المستقبل.

ايهود باراك: لا بأس بالنسبة لنا وسيئ بالنسبة له. بالنسبة له – رغم ان حزب العمل برئاسته وصل الى الدرك الاسفل في عدد المقاعد الا ان باراك نجح في استغلال اصرار نتنياهو على ابراز حكومته كحكومة وحدة ومنح كل اعضاء الكنيست تقريبا مناصب حكومية كما نجح في الاحتفاظ بمنصبه كوزير للحرب. وهو ايضا يواصل الحفاظ على شعبيته في هذا المنصب رغم ان حزبه يقترب في الاستطلاعات من نسبة الحسم. اما بالنسبة لنا – فحقيقة ان باراك قرر الالتفاف على كاديما من اليمين والانضمام لحكومة نتنياهو وليبرمان وبني بيغن هي تنازل عن احتمالية تشكيل البديل الاشتراكي الديمقراطي في إسرائيل.

افيغدور ليبرمان: جيد جدا بالنسبة له وفظيع بالنسبة لنا – ليبرمان حظي بانجاز كبير في الانتخابات – ونجح في خداع نتنياهو عندما دفعه للاعتقاد بأنه ان لم يحصل على مراده فسيتحالف مع ليفني وحصل على منصب بارز من دون ان تكون هناك حاجة للبرهنة على قدرته كاملة. وهو قائد حزب الصوت الواحد. من الناحية الاخرى افق ولايته آخذ في القصر وهو يرى لائحة الاتهام والحكم الذي سيصدر بحقه ويدرك انه وزير خارجية في الزمن المستقطع. وبالنسبة لنا – فحقيقة انه شخص برز طوال حياته السياسية كعديم للمسؤولية وليست لديه اية احتمالية للفوز بقبول العالم العربي المعتدل والذي يعتبر وجوده في وزارة الخارجية سببا في رؤية إسرائيل كدولة تفضل المناكفة على السلام – تحول تعيينه في هذا المنصب إلى ضرر فادح ولا داعي له.