هل تشكل بطولة السلة التنشيطية أساسا لدوري متين مستقبلا؟

لاعب الأهلي أمين أبو حواس يتجه للتصويب تجاه سلة الأرثوذكسي في لقاء سابق - (تصوير: أمجد الطويل)
لاعب الأهلي أمين أبو حواس يتجه للتصويب تجاه سلة الأرثوذكسي في لقاء سابق - (تصوير: أمجد الطويل)

انشغلت أوساط كرة السلة الأردنية في الفترة الماضية، بقرار غالبية أندية الدرجة الممتازة، بالاعتذار عن عدم المشاركة في البطولة التنشيطية للرجال، والتي تعتزم "اللجنة المؤقتة" تنظيمها مع نهاية شهر رمضان المبارك، لتعويض اللاعبين عن تداعيات قرار تجميد بطولة الدوري للموسم الحالي، بإجماع الأندية كافة.

اضافة اعلان


ويتساءل عشاق كرة السلة، فيما إذا كانت اللجنة المؤقتة ستنجح في الوصول إلى صيغة توافقية مع الأندية المحتجبة عن المشاركة لثنيها عن قرارها وضمان إقامة البطولة التنشيطية لكسر "حالة السبات" على صعيد مسابقة الرجال، أم أن الأندية ستبقى متمسكة بقرارها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بقاعدة إعداد المنتخبات الوطنية للمنافسات المقبلة.


اعتذار فرق؛ الأهلي والأرثوذكسي والرياضي، عن عدم المشاركة بالبطولة التنشيطية، يفترض أن يمنح اللجنة المؤقتة والأندية فرصة الالتقاء معا وبحث المشكلة للوصول إلى حل مرض للطرفين، وسط تسريبات تتحدث عن إمكانية لجوء "السلة" إلى خيار الاستعانة بأندية الشركات لتعويض احتجاب الأندية الحاضنة للعبة، ولضمان مشاركة اللاعبين وتجنبيهم فترات الانقطاع الطويلة.   

 

ويقول رئيس نشاط كرة السلة بالنادي الأرثوذكسي إبراهيم عنصرة في معرض رده على استفسارات "الغد": "لقد اتخذنا قرارا بالإجماع بعدم المشاركة في بطولة الرجال خلال الموسم الحالي، لأن الوضع المالي صعب ونحتاج إلى حلول مستدامة، لا نريد صرف أو تحميل النادي المزيد من الأعباء المالية على مستوى الفريق الأول للرجال، اهتمامنا ينصب على الفئات العمرية والأكاديميات لجني الأرباح"، لافتا إلى أن النادي بصدد إعادة تشكيل فريق السيدات الأول، تأهبا لخوض الاستحقاقات المقبلة.


ويرى المدرب واللاعب السابق للمنتخب الوطني الأول لكرة السلة، سام دغلس، أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة يجب أن تضع المسؤولية على الأندية، من خلال وضع أجندة واضحة لسنوات طويلة، تضمن إقامة دوري الرجال بصورة منتظمة، فضلا عن فتح الباب أمام الأندية لتشكيل فرقها وجلب الرعاة بالطريقة التي تراها مناسبة لاستراتيجيتها وقدراتها وأهدافها من المشاركة.


وأضاف دغلس في حديثه الخاص لـ"الغد": "من الصعب أن يتم تنظيم دوري متوازن بالطريقة التي يريدها اتحاد اللعبة في الوقت الحالي، لذلك يجب أن تتم تعاقدات الأندية مع اللاعبين من دون ضوابط أو قيود، وأن يقتصر دور اتحاد كرة السلة على وضع التعليمات والأمور اللوجستية والتنظيمية"، مشددا على إمكانية قيام اتحاد السلة بتحديد سقف مالي للقيمة الإجمالية لتعاقدات الأندية، وتحصيله مبلغا ماليا من الفريق الذي يتجاوز السقف المحدد، وتوجيهه نحو دعم الفرق الأخرى.


واستطرد: "يجب أن يتم وضع خطط تضمن استمرارية واستدامة اللعبة، اتحاد السلة يعمل بقدر استطاعته ويجب أن يلقي الكرة في ملعب الأندية، كما أن تجربة أندية الشركات السابقة أثبتت نجاحها وأضفت رونقا خاصا للعبة"، متمنيا على اتحاد السلة والأندية واللاعبين؛ الجلوس على طاولة الحوار لاتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة اللعبة بشكل عام، وتقديم المقترحات المتعلقة بالتطوير.


بدوره، يرى السوري عماد عثمان المحلل وخبير كرة السلة في مجلس الشارقة الرياضي، أن الحاجة لتنظيم بطولة تنشيطية للرجال، تبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، سعيا للحفاظ على نشاط اللعبة وإنقاذها من فترة "السبات" التي تهددها على صعيد مسابقات الرجال، فضلا عن الدور المهم الذي تلعبه البطولة في تطوير المنتخب الوطني عبر اكتشاف المواهب الجديدة وتطوير أداء اللاعبين الشباب، ما يساهم في رفد المنتخب الوطني بلاعبين مؤهلين لخوض المنافسات الدولية.


ويقول عثمان في حديثه الخاص لـ"الغد": "اللاعبون والأندية هم الأكثر تأثرا بغياب البطولات الرسمية، حيث يواجه اللاعبون تحديات كبيرة للحفاظ على مستويات لياقتهم البدنية والفنية، وتفتقر الأندية لمنافسات الدوري الممتاز، التي تعد جزءا حيويا من دورة حياتها السنوية"، مشددا على أن البطولات التنشيطية تمنح اللاعبين فرصة للتنافس والتطور وتوفر للأندية منصة لتعزيز الروابط مع المجتمع والمشجعين.


ويؤكد عثمان: "دعوة اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة لإقامة بطولة تنشيطية في الأردن، تعد نداء للعمل الجاد من أجل الحفاظ على سمعة وبريق كرة السلة الأردنية وتطويرها، ويجب على اتحاد اللعبة والأندية واللاعبين والمشجعين؛ العمل معا لتحقيق هذا الهدف وتوفير بيئة تنافسية تضمن استمرارية اللعبة وتطورها"، لافتا إلى أن البطولات الرياضية تعد محركا للنشاط الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات وتعزيز السياحة الرياضية، إلى جانب تعزيز الروابط الاجتماعية وتوفير فرصة للاستمتاع بالمنافسات الرياضية.


من جانبه، يقول لاعب المنتخب الوطني السابق والمعلق الرياضي أشرف سمارة: "إن فكرة إقامة أي بطولة للرجال بغض النظر عن مسماها، تمثل "شمعة الأمل" التي ستضيء كرة السلة مجددا"، معربا عن تمنياته بعودة عجلة دوري كرة سلة للدوران بقوة أكبر وخلال فترة زمنية أطول، تضم مختلف الأندية التي تمثل محافظات المملكة، لإفراز العديد من اللاعبين الشبان وتنمية المواهب الحالية.


ويشير سمارة في حديثه الخاص لـ"الغد": إلى أن "التفاؤل موجود تجاه اللعبة، والتي نأمل في أن تعود أقوى في بلد محب لها ومتعطش لمشاهدتها، وستكون البطولة التنشيطية فكرة جيدة ونقطة انطلاق نحو مد جسور الترابط مع الجماهير ووسائل الإعلام وعائلة كرة السلة مجددا، لكن يجب أن تكون مشروطة بخلق أجواء تنافسية تمهد مجددا لعودة بطولة الدوري الرسمية بنظم وتعليمات وقوانين جماعية، وبتعاون الجميع من خلال عقد ورش عمل خاصة، للوصول إلى صيغة توافقية مرضية للأطراف كافة، وبما يضمن شكلا أفضل للدوري".


ويرى مراقبون؛ أن الانقسام في مواقف الأندية قد يتسبب في تعقيد المشكلة، مطالبين أن تقوم الأندية بتأسيس رابطة للدوري لإدارة المسابقات بنفسها كما هو الحال في دول كثيرة، فيما يرى آخرون أن الأندية غير قادرة على إدارة شؤون فرقها الرياضية حتى تدير البطولات وتضبط إيراداتها ونفقاتها.