"الهجرة المختلطة": تغير المناخ يهدد السياحة والدخل والبحث عن وظائف بديلة

1715367959607614600
تغير المناخ

كشفت نتائج تقرير بحثي "أن تأثيرات تغير المناخ، تمثل تهديدا خطرا على تنامي قطاع الصناعة السياحية الذي يعتمد على نحو كبير على المصادر المائية، وهو من أكبر القطاعات التصديرية في المملكة، لكونه يمثل أكثر من 30 % من تجارة السلع والخدمات قبل وباء كورونا".

اضافة اعلان


وحذرت نتائج التقرير، الصادر عن مركز الهجرة المختلطة، من "تأثيرات المناخ على سبل عيش العمال، بدءاً من انخفاض الدخل إلى النزوح الكامل من الوظائف، كما أن سوق العمل المجزأ في الأردن، يعيق قدرة العمال على التنقل بين القطاعات للعثور على وظائف أفضل أو بديلة".


ولا تشير الأدلة إلى تزايد الهجرة الداخلية من الريف إلى الحضر، وهناك إجماع قوي على أنه من المرجح أن تشهد أحواض الأنهار الرئيسة، بما في ذلك نهرا الفرات والأردن نمواً سكانياً كبيراً، وفق التقرير الصادر مطلع الشهر الحالي.


ويتوقع بأن يؤدي الإجهاد المائي المتزايد، لخسارة كبيرة على نحو خاص في الأراضي الصالحة للزراعة في الأردن وسورية ولبنان والعراق واليمن، في وقت يقع أكثر من 50 % من هذه الأراضي في المملكة داخل المنطقة القاحلة التي تشهد معدل هطولات مطرية سنوية يتراوح بين 250 و300 ملم، لذلك فإنها تعد منطقة حساسة للغاية للتغير المناخي. 


وبالمثل، يعد الأردن من أكثر دول العالم فقرا في الموارد، بل وأكثرها جفافا وإجهادا بالمياه العذبة، بحيث يؤدي تأثير تغير المناخ إلى تفاقم ندرة المياه العذبة، وتدهور الأراضي الصالحة للزراعة، وزيادة نسب التصحر، والجفاف، والحرارة الشديدة، وفقدان التنوع البيولوجي. 


ويقيّم التقرير حالة المعرفة، حول تأثيرات تغير المناخ على التنقل في المنطقة، بما في ذلك البحرين وإيران، والعراق والأردن، والكويت ولبنان، وعُمان وفلسطين، وقطر والسعودية، وسورية والإمارات واليمن.


ويوجد العديد من السكان النازحين، الذين يعيشون على نحو رئيس في الأردن، بمناطق تعاني من وطأة التحديات المرتبطة بالمناخ، وعلى سبيل المثال، ينتشرون في الأراضي المعرضة للفيضانات أو الجافة، أو الفقيرة زراعياً، والتي كانت غير مأهولة في السابق. 


وفي الوقت نفسه، غالباً ما يُنظر إلى وجودهم على أنه يفرض ضغطاً كبيراً على الموارد الشحيحة، وأدى إلى تفاقم التدهور البيئي، وهذه العوامل تؤدي إلى زيادة حاجتهم للتنقل، ولكنها أيضا جعلت عدم قدرتهم على القيام بذلك أكثر حدة، وفق التقرير.


ورغم أن تلك العوامل، كانت بمنزلة عملية دفعت لعودة بعضهم إلى بلدانهم، لكنها غالبا أبقت السكان محصورين بالنزوح، وعدم القدرة على التنقل.


وبعيداً عن التأثير البيئي السلبي للاجئين في المخيمات والمناطق الحضرية، فمن الجدير بالذكر أيضا، أن بعض سياقات النازحين أظهرت إمكانية تنفيذ آليات للتكيف المناخي.


ومن الأمثلة الإيجابية التي أوردها التقرير على ذلك: مخيم الأزرق في الأردن، وهو أول مخيم للاجئين في العالم، يعمل بالطاقة المتجددة؛ ومخيم الزعتري الذي تحول إلى الطاقة النظيفة العام 2021 باستخدام الطاقة الشمسية.


ومع ذلك، فإن هذه الأمثلة الأكثر إيجابية، لا تفعل الكثير لإخفاء الحقائق السلبية للغاية، والمتمثلة بالنزوح الذي طال أمده، كما ورد في التقرير.


وفي الفترة بين 12 شباط (فبراير) و15 آذار (مارس) الماضي، أجريت 15 مقابلة مع أفراد من المنطقة، ممن لديهم فهم خاص لتأثيرات تغير المناخ، و/أو التنقل فيها؛ وثلاث مناقشات جماعية مركزة، نظمت خلال حدث لمنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية في المنطقة حول المناخ والتنقل البشري في الأردن. 


وضم الحدث 30 ممثلاً عن البلديات، شاركوا تصوراتهم حول الروابط بين تأثير تغير المناخ والتنقل. وشملت المواضيع الرئيسة التي تناولتها المقابلات، وجهات نظر حول التغيرات المناخية والبيئية، والروابط المحتملة بين تقلب المناخ والظواهر المتطرفة والتنقل، أو عدم الحركة، والطرق التي يجري عبرها وصف عمليات التنقل.

 

اقرأ المزيد : 

مليون دينار لدعم مشاريع صناعات غذائية