فيلم يصور أناسا يتسلحون بالموسيقى لمواجهة الحرب في النيل الأزرق

مشهد من فيلم "على إيقاع الانطونوف" - (أرشيفية)
مشهد من فيلم "على إيقاع الانطونوف" - (أرشيفية)

تونس- يصور فيلم "على إيقاع الانطونوف" للمخرج السوداني حجوج كوكا، انكباب سكان منطقة النيل الأزرق وجبال النوبة على الموسيقى وجعلها سلاحا في مواجهة قصف طائرات الجيش السوداني على هذا الإقليم المتمرد.اضافة اعلان
ويشارك "على ايقاع الانطونوف" في مسابقة الفيلم الوثائقي في الدورة الخامسة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية التي تختتم في السادس من الشهر الحالي، ضمن 19 فيلما وثائقيا عربيا وأفريقيا.
والانطونوف هو اسم الطائرات الروسية الصنع التي يستخدمها الجيش السوداني في قصفه المناطق المتمردة.
وقال المخرج عقب العرض الأول لفيلمه في قاعة "أ بي سي" في العاصمة التونسية، إنه ذهب "في أول مرة إلى هذه المنطقة من السودان لتصوير الوضع الإنساني للسكان".
وأضاف حجوج كوكا الذي درس السينما في فلوريدا وأمضى عامين في تصوير عمله الأول هذا "أن فكرة المكان بقيت في رأسي وأردت تصوير واقع البلد في ظل الحرب الأهلية خاصة بعدما لمست أن هؤلاء الناس يعيشون رغم كل شيء نوعا من السعادة في يومياتهم، والسبب في ذلك كان ارتباطهم بالموسيقى وبتراثهم ولأن جذور الحرب انطلقت أساسا بسبب الصراع على الهوية".
ويركز هذا الفيلم على الموسيقى كقيمة أساسية يصحبها الغناء والرقص دائما، ويتمسك بها السكان في مواجهة قساوة يومهم وخلو حياتهم من أي تفاصيل أخرى مغرية. فهؤلاء اللاجئون سكان الخيام لا يملكون من دنياهم سوى آلاتهم الموسيقية البسيطة الجميلة التي يصنعونها بأيديهم بينما يؤلف الجميع كلمات الأغاني التي تتوالى في تنويعات لا تنتهي.
ويحاول السكان، بحسب ما تصورهم عدسة حجوج كوكا، التغلب على واقعهم عبر التمسك بتراثهم الموسيقي الغني والمتنوع وعبر الغناء بلغتهم الخاصة التي لا تعلم في المدارس، وهم يعملون على استعادتها وتدريسها ويعلنون عن انتمائهم للإسلام أكثر من انتمائهم للعرب في حين أنهم قبائل أفريقية لم تكن العربية لغتها الأم.
وبحسب المخرج، فإن سلاح هؤلاء السكان الحقيقي "ليس الكلاشنيكوف وإنما الموسيقى الخاصة بهم وانتصارهم هو حفاظهم على هذه الهوية".
ويقاتل متمردو الحركة الشعبية حكومة الخرطوم في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ العام 2011.
وغالبية سكان الولايتين من مجموعات غير عربية ويتهمون حكومة الخرطوم التي يسيطر عليها العرب بممارسة التفرقة العنصرية ضدهم وتجاهل مناطقهم.
ويتحدث عدد من الشخصيات عن سياسة حكومة الخرطوم تجاههم، في فيلم يصور الرقص والموسيقى.
كذلك يتحدث البعض عن سياسة عقابية برأيهم تمارسها الحكومة في حق مدنيي تلك المنطقة المتمردين على حكومة الخرطوم، ومن هؤلاء قائد محلي في الحركة الشعبية وباحثة موسيقية وآخرون ممن يحملون خطابا سياسيا واضحا ورغبة باستعادة الهوية.
ويقول المخرج "في الخرطوم هناك تعتيم إعلامي على ما يجري هنا ومعظم الناس في الخرطوم لا يعرفون بما يدور خارج العاصمة. كان همي الأول إيصال صورة ما يجري".
وسيعرض الفيلم أيضا بعد أيام ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الحادي عشر.
ويعلق المخرج على ما يثيره فيلمه من نقاش بالقول "دائما كنت أحاول أن أقوم بعمل يعلم ويدفع للنقاش في مسائل الهوية والانتماء والإنسان والفيلم يساعد على التفكير وعلى مناقشة هذه القضايا".
وحول الأعمال المقبلة له ومواضيعها، يقول "أعد لقصة روائية عن الحب، تنبعث من الواقع السوداني". - (أ ف ب)