"خمسة ونص".. صراع على السلطة وحب اسطوري ينفصل عن الواقع

Untitled-1
Untitled-1

اسراء الردايدة

عمان– يجمع المسلسل اللبناني "خمسة ونص" بين قبضة السلطة والثروة وسطوة الحب، إذ جذب هذا العمل الكثير من المتابعين، بسبب حضور أبطاله الثلاث، وهم: قصي خولي ونادين نسيب نجيم ومعتصم النهار، بالإضافة لمشاهد العشق "الاسطورية الحالمة" التي تجمع بين البطلين خولي ونجيم.اضافة اعلان
مع بلوغ العمل منتصفه (المقتبس عن قصة أجنبية لم يعلن عنها صناع العمل، ولكن تم تكييفها لتناسب 30 حلقة، كتبتها إيمان سعيد، وقام بإخراجها فيليب اسمر)، ما تزال الأحداث تقع في قالب درامي لا يخلو من المشاعر المبالغ بها والعواطف الحالمة التي تقع على النقيض من بعضها البعض.
أجواء الحب الاسطورية
للنجمة نادين نسيب نجيم حضور درامي، إذ تعد من الممثلات الأكثر حضورا مؤخرا، وهي التي لعبت أدوارا مختلفة في المواسم الرمضانية السابقة على غرار دورها في: "طريق"، "الهيبة"، "سمرا"، "نص يوم" و"تشيللو"، هنا تلعب دور الطبيبة بيان نجم الدين، المتخصصة بالأورام السرطانية، وهي شخصية مختلفة عن أدوارها السابقة، فهي صعبة المراس، إنسانة مستقلة هادئة، تهتم لمرضاها وتعمل بشغف لتحافظ على إرث أبيها، وهو مستشفى يركز على علاج المرضى المحتاجين بالمجان قبل أن تقع ضحية تآمر زملاء لها وتبيع حصتها. وبذات الوقت تقع في غرام ابن البيك وهو عمار الغانم "قصي خولي"، الذي يتحدى كل شيء ويصر على كسب قلبها، والتي صورها المسلسل بمحاولات شبه مستحيلة ودرامية كثيرا تميل للأجواء التي تعكسها المسلسلات التركية بذلك الحب العميق البعيد عن أرض الواقع، واغراءات لا يتوانى عن تقديمها هذا الشاب الغني، ليقنعها بحبه بين أطنان من الورود وإغداق بهدايا فخمة وعشاء رومانسي في مكان ساحر. هذه الأجواء التي تدغدغ مشاعر المشاهدين عنصر درامي حيوي في أي عمل، لكنها تميل للمبالغة، خاصة أولئك المتعطشين للحب والحالمين بحياة وردية مثالية وحب اسطوري يكلل بحفل زفاف ضخم يميل للحكايات الخرافية التي تنالها الأميرات في القصص الخيالية التي تعيش في قصر فخم، وهو حال بيان هنا.
كما أن دور نجيم هنا يميل للهدوء والبرود ربما بطابع شخصيتها الهادئة المسالمة التي تعيش في حكاية لم تعرف بعد أطراف الصراع بها بعد، ذات حساسية عالية، ودموع تنهمر في أقل موقف، ما يجلعها ضعيفة برغم محاولاتها لإظهار العكس.
بخلاف دور الممثل خولي المركب، فهو شخصية الرجل المتمرس الخبير الرومانسي الوديع في صورته الأولى، وهو أيضا الرجل الذي عاد لينتقم من كل من كان له يد في إبعاده عن القصر، وخلف وفاة والدته. ويخوض حربا ليسيطر على الحزب الذي يترأسه والده "الغانم" أو البيك، وهو الممثل اللبناني القدير رفيق علي أحمد.
خولي بشخصيته هنا يجمع جانب الخير والشر، فهو في وداعته التي رسمها في بداية الحلقات حتى زفافه الضخم لم يخلو من الرومانسية الحالمة، الرجل المثالي الذي تحلم به كل الفتيات، وهي تلك المشاهد التي حصدت أعلى نسبة مشاهدة عبر منصات التواصل الاجتماعي آنذاك.
ويتغير حال غمار ليكشف عن وجهه الحقيقي، وهو ما بدأ بالظهور في الحلقات الثلاث الاخيرة، ليبدأ خطته الجهنمية في تدمير الارث الضخم ربما، والانتقام. ولكن، حتى اليوم لم يظهر للحارس الشخصي الوسيم جاد "الممثل معتصم النهار" أي تأثير رئيسي كما تظهره الشارة للمسلسل والتي خلقت أجواءا وتكهنات عن وقوعه في حب الطبيبة بيان، سوى نظرات عميقة وقوية.
السلطة والثروة
يقدم "خمسة ونص" صورة للمجتمع اللبناني بالعموم من خلال الحياة الحزبية والاتباع والقوة والحضور والتأييد، صراع الاقوياء على السلطة وإدارة المشهد السياسي والحزبي المستوحى من واقع الحياة اليومية للبنانيين.
ويحضر المشهد السياسي اللبناني أيضا من خلال الغانم ورجاله التي تمثل منطقة معينة وعشيرة كبيرة، ليكون أشبه بطائفة معينة وحزب، ويلعب الدور هنا الممثل رفيق علي احمد.
وتتقاطع الأحداث بتفاصيلها مع حوادث من الواقع التي هزت المشهد السياسي اللبناني منها حادثة موت ابن الغانم في بداية الحلقات، فضلا عن دور الممثلة رولا حمادة "سوزان" الزوجة المفجوعة على وفاة ابنها، وهي أيضا عقل مدبر في الاحداث القادمة والمؤمرات التي ترتبط بالتخلص من غمار. وتحضر السلطة هنا في الحضور الضخم المبالغ به بالتشديدات الامنية في القصر الضخم والحراس الشخصيين والسلاح والسيارات المصفحة بالمواكب غير الرسمية، وهي كلها تعبر عن سطوة المال في طبقة معينة، ومحاولات الاغتيال التي لا تنتهي.
"خمسة ونص"، حتى اليوم يفيض بتلك المشاهد المبالغ بها، بحضور ممثلين باتوا الأكثر متابعة في المواسم الرمضانية في السنوات الاخيرة، فإن لموهبتهم تحد كبير أمام تلك الحبكة التي تستخدم كل ما استطاعت لتكون شبيهة بالدراما التركية من حيث التصوير والرومانسية والعنف لتجذب المتابع العربي.. فهل ينجح في الحفاظ على وتيرة صراعه الذي حتى اليوم لم يقدم شيئا قويا بخلاف المبالغات الحياتية والرفاهية والمشاعر، أم أنه سيتغير؟