سمير.."مهندس"عمليات الوحدات والمنتخبات وصاحب الأهداف التاريخية

نجم المنتخب الوطني أحمد سمير لحظة تسجيله في مرمى الإسباني دايفد رايا بالمباراة الودية مؤخرا-(الغد)
نجم المنتخب الوطني أحمد سمير لحظة تسجيله في مرمى الإسباني دايفد رايا بالمباراة الودية مؤخرا-(الغد)
مصطفى بالو – يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها “من الصفر”، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية. زاوية “من الصفر” تقف في جديد محطاتها، عند “مهندس” العمليات الهجومية في الوحدات والمنتخب الوطني أحمد سمير، الذي يزداد بريق نجوميته كلما تقدم بالعمر، والذي تحدث عن هدفه التاريخي في مرمى المنتخب الإسباني في مباراته الودية أمام “النشامى” مؤخرا، وصاحب رحلة كروية مميزة في الجزيرة والوحدات، وغيرها من الأمور تستعرضها “الغد”.

من الوحدات إلى الجزيرة

يروي النجم أحمد سمير حكايته مع كرة القدم، والتي بدأها في فئات الوحدات العمرية الكروية، قائلا:”كنت أبلغ من العمر 15 ربيعا، والوحدات طموح أي لاعب لتاريخه وجماهيرته، فاتجهت اليه بعد أن لمعت بالحارة والمدرسة، لكن لم تستمر رحلتي طويلا في الوحدات الذي لعبت لفئته تحت 16 سنة، ومن ثم توجهت إلى نادي الجزيرة ولعبت لفئات العمرية، وسرعان ما تم ترفيعي إلى صفوف الكرة الأول وأنا ابن 18 ربيعا”.

في الشياطين الحمر

عاش أحمد سمير محطات كروية جميلة وذكريات لا تنسى بالدفاع عن ألون الشياطين الحمر، شارحا:” وجدت نفسي ألعب إلى جانب أسماء كبيرة وانا في مقتبل العمر، وعاصرت 3 اجيال، بدءا من جيل إبراهيم السعدي وأمجد الشعيبي، مرورا بجيل قصي أبوعالية ومحمود شلباية وأشرف شتات، وجيل محمد الباشا ورفاقنا الذي خرجنا سويا في 2019-2020، حيث لعبت للجزيرة منذ 2008 -2015″. وأضاف: “في الجزيرة رغم الظروف المتعاقبة على الفريق، وإن مرت سنوات دعم واهتمام بالفريق، قدمنا مواسم للذكرى وزاحمنا القطبين على المقدمة، وخذلنا فارق الخبرة وقلة الدعم الجماهيري، إلا أننا امتلكنا مجموعة متجانسة، وكنا رقما صعبا في المنافسات المحلية”. وعن أجمل مبارياته مع الجزيرة، أجاب سمير: “في موسم 2011 قاد الفريق المدرب المصري محمد عمر، وكانت لدينا مباراة مهمة أمام الوحدات في مرحلة الإياب، بعد أن تعادلنا ذهابا بنتيجة 1-1، وفزنا في هذه المباراة بنتيجة 3-0، ووفقت يومها بتسجيل هدفين. وتابع:”واجد أن مباراة الإياب أمام الجيش السوري في كأس الاتحاد الآسيوي 2018-2019، كانت الأروع بالنسبة لي مع الجزيرة خاجيا، حيث خسرنا مباراة الذهاب بنتيجة 0-3، ونجحنا في تسجيل “ريمونتادا تاريخية في المسابقة القارية، حين فزنا في عمان بنتيجة 4-0، وتمكنا من الوصول للنهائي عن منطقة غرب آسيا امام العهد اللبناني، حين تعادلنا سلبا في عمان، وخسرنا بنتيجة 0-1 في لبنان”. وأردف قائلا:”وتخللت رحلتي مع الجزيرة، محطات احترافية محلية وخارجية، حيث لعبت للرمثا في موسم 2016، واحترفت في صفوف العروبة الإماراتي 2017، وعدت إلى الجزيرة في موسم 2018، وفي الموسم التالي غادرت مع مجموعة من زملائي الجزيرة، وتوزع نجوم الفريق على عدد من الاندية المحلية والخارجية، وانتهت حكايتي الجميلة مع نادي الجزيرة”.

مع الوحدات

ويصف “مهندس” العمليات أحمد سمير أن انضمامه للوحدات الأروع في مسيرته الكروية، والجماهير شكلت دائما الحافز لتقديم الأفضل لـ”الاخضر”، موضحا:”الوحدات فريق بطولات، وقطب مهم في معادلة الكرة الأردنية، ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة، لذا وجدت ما اتمنى في الوحدات الذي التحقت في صفوفه منذ العام 2019″. لاعب أردني يتجه للدوري الماليزي.. مقاعد البدلاء تلحق الضرر بأحمد سمير ويؤكد سمير أنه عاش تحت كنف الانجازات في نادي الوحدات، موضحا:”منذ ان التحقت بالوحدات، تذوقت طعم الانجازات وصداها في سعادة جماهيره، فقد شاركت زملائي بالفوز بلقب درع اتحاد الكرة 2020، وفي ذات الموسم توجنا بلقب الدوري، وفي الموسم التالي بلقب كأس الكؤوس، وتوجنا في الموسم الماضي بلقب كأس الأردن”. ويزيد المتألق سمير:”في الموسم الماضي عشنا تقلبات المدربين، وعدم الاستقرار الفني، ولعبنا فترة طويلة منه من دون مهاجم، حيث اضررنا بالبداية اللعب بالمهاجم الوهمي، قبل أن يتم التعاقد مع الفلسطيني شهاب القنبر، ورغم أن الجميع اجزم أن الوحدات كان في أسوأ حالاته، إلا أنه فقد لقب الدوري بفارق نقطة عن المنافس التقليدي، وهو ذات السيناريو الذي فقدنا فيه اللقب في الموسم قبل الماضي، بفارق المواجهات المباسرة مع الرمثا البطل رغم تساوينا بالنقاط، وأردنا الاعتذار لجماهيرنا التي تستحق الكثير وقاتلنا من أجل الفوز بلقب كأس الأردن 2022″. وحول ابرز مبارياته محليا وخارجيا مع الوحدات، أجاب سمير:”محليا اجد أجمل المباريات في موسم 2020 بقيادة أبوزمع أمام الفيصلي، فيما كانت أجمل اهدافي كانت في مرمى الحسين إربد في منافسات الدوري لذلك الموسم، وكذلك هدفي في مرمى الرمثا في نهائي مسابقة الدرع التي توجنا فيه، فيما أجد أن رحلتي فريق الوحدات في دوري أبطال آسيا 2021 و2021، مميزة على الصعيد الخارجي ومن أجمل اهدافي التي سجلتها في مرمى السد القطري، وكذلك في مرمى الفيصلي السعودي”.

شرف الواجب الوطني

ويؤكد أحمد سمير أنه سعيد بنيله شرف الواجب الوطني، والدفاع عن ألوان المنتخبات الوطنية وصولا للمنتخب الوطني الأول واصفا:”تشرفت باللعب لصفوف منتخب الشباب 2009، وخضت في صفوفه تصفيات كأس آسيا بالصين، وكذلك رحلتي مع منتخب تحت 23 سنة، والتي حققنا فيها انجازا رائعا بقيادة المدرب إسلام ذيابات، حيث خضنا تصفيات مجموعتنا في نيبال، وتصدرنا بالعلامة الكاملة، وأهلتنا إلى النهائيات في عُمان، التي تقلدنا فيها الميدالية البرونزية بعد الخسارة أمام السعودية في الدور قبل النهائي، وفزنا وقتها على كورية الجنوبية بفارق ركلات الترجيح”. واستطرد سمير:”تشرفت بالانضمام إلى صفوف النشامى 2012-2013، وخضنا وقتها التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات البرازيل 2014، بقيادة العراقي عدنان حمد، والذي استقال وتابع المهمة المصري حسام حسن، واقتربنا وقتها من الحلم بعد ان وقفنا بالملحق الآسيوي وتجاوزنا أوزبكستان إلى الملحق العالمي، وواجهنا وقتها المنتخب الأوروغوياني بعد ان كنا على بعد خطوة من مونديال البرازيل”. وأضاف سمير:” مازلت اتشرف بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني الأول حاليا، وانا املك 80 مباراة دولية، ونتأهب حاليا بقيادة الكابتن عدنان حمد لخوض النهائيات الآسيوية 2023، وللأمانة يملك المنتخب الوطني جيلا يعد الأفضل في تاريخ “النشامى”، لوجود الخبرة إلى جانب الشباب الذين يملكون الامكانات الفردية ويحترفون في دوريات مميزة عربيا، لذا أرى أن فرصة المنتخب الوطني كبيرة لتحقيق انجازا فريدا للكرة الأردنية في النهائيات القارية”.

تمنيت وسجلت في إسبانيا

وحول تجربة “النشامى” امام الماتدور الإسباني الودية، وتسجيله هدفا تاريخيا في هذه المباراة، قال سمير: “بالتأكيد تجربة مهمة وثرية كرويا أن تلعب امام منتخب ونجوم عالميين في طريقهم للمشاركة في مونديال قطر حاليا، وللأمانة كنت تواقا للعب إلى جانب زملائي في هذه المباراة، وكنت أتمنى أن اسجل في هذه المباراة، وصراحة شعور لا يوصف عندما سجلت في المرمى الإسباني”. وعن فرصة المنتخب الوطني مع قرار “فيفا” في رفع اعداد المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم في نسخته المقبلة، رد سمير:”كما قلت المنتخب الوطني يملك الأدوات، بهذا الجيل والتوليفة المميزة من اللاعبين، والقادرة على تحقيق الانجاز القاري والوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، لكن بشرط خطة اعداد مثالية وغنية بالمباريات الاحتكاكية مع الدول المتقدمة كرويا، على غرار التجربة الإسبانية والتي من شأنها ان تفيدنا وتطور كثيرا في المستوى العام والفردي، خاصة وأن كأس العالم الحالية في قطر، ذابت فيها إلى حد كبير الفروقات بين المنتخبات الكبرى والطامحة، واكدت ان لكل مجتهد نصيبا”.

مونديال قطر

وحول متابعته لمنافسات مونديال قطر، ومنتخبه المفضل وترشيحاته، رد سمير: “اعتقد أن هذه النسخة في قطر، من أجمل نسخ كأس العالم على مدى التاريخ، وكما ابهرت قطر العالم بالافتتاح والامكانيات، جاءت المباريات غنية بالإثارة وجنون المفاجآت، ما يجعلك غير قادر على التكهن بالنتائج، في الوقت الذي ترفع فيه القبعات للمنتخب المغربي، وأتمنى لممثل العرب الوحيد الذهاب بعيدا في الأدوار المقبلة، وانا اشجع البرازيل، لكن ارشح إسبانيا للظفر باللقب.

عروض احترافية

ويشدد سمير أن اللاعب هو الحلقة الضعيفة في معادلة كرة القدم المحلية، مبينا:” ما زلنا لا نملك خريطة طريق عن الموسم المقبل، وعدم إعلان أجندة الموسم من قبل اتحاد الكرة، يبعثر افكار اللاعب الذي يعتبر “الكرة” مصدر رزقه، وهذا يربكنا في حساباتنا ووجهتنا المقبلة سواء محلية أو خارجية، وكذلك يؤثر على جميع اللاعبين من الناحية المالية ويبعثر أفكاره ويربك من الناحية النفسية، في الوقت الذي احافظ فيه على جاهزيتي من خلال برنامج تدريبات يومية”. وحول تلقيه لعروض احترافية في الفترة الحالية، رد سمير:”محليا بالتأكيد اعطي الأولوية لبيتي الثاني نادي الوحدات، ولا انكر انني تلقيت العديد من العروض الاحترافية الخارجية، لاسيما من الإمارات، وكذلك من النصر الكويتي، لكن بصراحة هناك عدد من الوكلاء يتدخلون بشكل يؤثر سلبي على مصلحة اللاعبين المحليين، مما يجعل تلك الأندية تبخس بالمبالغ المطروحة للاحتراف، وأنا أطالب زملائي اللاعبين المحليين التنبه لهذا الموضوع، وعدم التوقيع بمبالغ زهيدة للاحتراف”.اضافة اعلان