فشل نسي أوباما أن يذكره

إسرائيل هيوم

بوعز بسموت

14/1/2016

تعلم اوباما على جلده هذا الاسبوع درسا في انكار الجميل الايراني. ساعات معدودة قبل خطاب وضع الأمة الاخير له أمام الكونغرس، حدثت دراما في الخليج. ايران ألقت القبض على سفينتين وعشرة ملاحين (منهم امرأة واحدة) للاسطول الاميركي. الفيلم الذي نشرته طهران في العالم حول الملاحين الاميركيين الأسرى وأيديهم فوق رؤوسهم، يوجد له فقط عنوان واحد هو "الاهانة". لقد أراد اوباما ارثا ايرانيا، وحصل عليه. اوباما أراد من الايرانيين اتفاقا نوويا لكنه حصل من طهران على ضربة على الرأس.اضافة اعلان
وجد الرئيس الاميركي طريقة ممتازة ليتطرق في خطابه الى الحادثة المحرجة – ببساطة تجاهلها. اولئك الذين يُشبهونه بكارتر يتذكرون كيف أن الايرانيين أهانوا كارتر المتصالح حينما أطلقوا سراح الأسرى الاميركيين فقط بعد أن ترك البيت الابيض. وجهز الايرانيون لاوباما احراجا في يوم الخطاب الأخير. هذا ما يتم فعله للمتصالح.
بدل ذكر الحادثة، وصف اوباما واقعا اميركيا ممتازا. هذا ذكرنا بـ اوباما 2008. المرشح الذي وعد بحل كل المشكلات. اوباما يُنهي بالضبط كما بدأ. يبث الأمل. إلا أنه في حينه كان واعدا لأنها كانت البداية، أما الآن فقد انتهى الامر. تحول الوعد الى كذبة.
اوباما، حسب الخطاب، يعتقد أنه نجح نجاحا كبيرا. هذه هي الحال عند العيش في واقع موازٍ. الرئيس الـ 44 مقتنع أنه نجح في البيت الابيض وفي السياسة الخارجية وفي الاقتصاد وفي المجتمع وفي كل شيء ممكن. لو أن الاميركيين يفكرون مثله. استطلاعات نهاية العام، بما في ذلك التي ظهرت في الصحيفة المؤيدة "نيويورك تايمز" تشير الى العكس تماما: اميركا اوباما، كما جاء في الاستطلاع، لا تسير في الاتجاه الصحيح.
داعش حسب اوباما لا يشكل خطرا. صحيح أنه تنظيم "خطير"، إلا أن اميركا أقوى من أي وقت. يبدو أن اوباما قد نسي أنه تسلم القوة العظمى الاكبر في العالم. وليس من الحكمة أنه بعد ثماني سنوات لا تزال اميركا الاقوى في العالم. المشكلة هي أنها تقود "من الخلف" وتزيد من الأعداء وتُضعف الاصدقاء. صورة الملاحين التي تحرج كل صديقة للولايات المتحدة هي بالضبط نتاج السياسة الضعيفة لاوباما تجاه الأعداء المعروفين لواشنطن.
قبل الخطاب بساعات معدودة هزت عملية اخرى لداعش مركز اسطنبول وقتل عشرة سياح هناك. داعش أو "مجموعة الاحتياطيين"، كما يسمي اوباما التنظيم، ينجح الآن في ضرب أي مكان يريده. وصديقات الولايات المتحدة – تركيا، فرنسا والمانيا – تتلقى الضربات. لكن المهم هو النجاح.
نسي اوباما في خطابه ذكر الخطوط الحمراء التي تجاهلها. نسي الحديث عن التساهل في سورية والتأثيرات الخطيرة لازمة المهاجرين (باستثناء المساكين الذين يغرقون في البحر، هناك ايضا نشطاء الارهاب والمغتصبون الذين يتجاوزون كل حدود).
ظاهرة ترامب تقلق اوباما. الليبراليون في اميركا أحبوا في حينه القول إن بوش كان سيئا الى درجة انتخاب شخص نقيض له، هو اوباما. قد يكون هذا هو تفسير صعود ترامب في الاستطلاعات؟ اوباما نفسه يعترف أن رأس الاميركيين ليس في خطابه بل في ولاية إيفا حيث ستبدأ هناك في الشهر القادم المنافسة على الرئاسة.
بعد خطاب الأمة تحول اوباما الى أوزة عرجاء. إلا أنه مطلوب منه الوقوف على رجليه من اجل رفع العقوبات عن الايرانيين. قد تكون هذه في نظره الطريق الافضل لشكرهم على العناية بالملاحين العشرة. حيث سيعتبر هو ووزير خارجيته كيري الحادثة انجازا دبلوماسيا.