"وزير إعلام الحرب" لعمرو.. خلاصة واقع اليم نتج عن هزيمة حزيران67

Untitled-1
Untitled-1

عمان-الغد- صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع عمان-رام الله رواية "وزير إعلام الحرب"، للكاتب والسياسي ووزير الإعلام الفلسطيني الأسبق نبيل عمرو.اضافة اعلان
تمر أحداث الرواية التي جاءت في "196"، صحفة من القطع المتوسط،عبر 3 أيام هي خلاصة لواقع آليم نتج عن هزيمة حزيران 1967 ومنها صيغت احداث الرواية التي تبدأ بعنوان "وزير إعلام الحرب"، حيث يقدم لنا شخصية "عبدالشقي"، الذي اصبح وزير إعلام الحرب، فيتحدث عن نشأته ومناقبه ومآثره وعمله في القرية "كفر عرب".
وقال عمرو "استعدت وقائع هذا النص، من ذاكرتي، قمت ببعض التصرف بأسماء الأشخاص والأماكن، وكل ما عدا ذلك كان حقيقيا".
وبين عمرو أنه عاش كل ما حدث في تلك الأيام، ولم يكن مراقبا بل كان مشاركا، وانتظر الحرب مع المنتظرين، وراهن عليها بإلحاح يصل حد الشبق، وكان قلبه يهوي خوفا كلما سمع قولا يشي باستبعادها، وكان يرقص طربا كلما سمع ما ينبئ بحتمية وقوع الحرب، فالحرب عنده هي النصر الذي هو حقيقة تلقائية لم تكن قابلة للنقاش، وتأجيلها أو الغاؤها هو مزيد من التوغل في الكارثة، هكذا كان هو وكل الناس تفكر وتعتقد.
ورأى أن الاذاعات في تلك المرحلة كانت "مورد المسلمات اليقينية لوعينا وتقديرنا للحرب ومزاياها، ولم نكن لنفكر بما نسمع"، موضحا في ذلك الوقت كنت تلميذا "لم يعلمنا اساتذتنا كيف نفكر، كانوا يعلموننا كيف نحفظ، المتفوق منا من يؤدي المقرر المدرسي كمحفوظة".
وعن حرب حزيران 1976 قال عمرو "حين وقعت الحرب وافرغنا كل المكبوت في دخلنا في احتفالات جنونية، وجدنا انفسنا في حال آخر، كان يوما للفرح يليه يوم للشك، وجد القوم بعد تلكؤ الاذاعات في إعلان النصر انهم بحاجة للبحث عن اليقين في مكان آخر، فسرت بينهم عادة سرية لا يمارسونها إلا تحت لحاف سميك، راحوا يسترقون السمع لراديو العدو، وبدأت بواحد أو اثنين او ثلاثة، ثم انتشرت وعمت القوم كلهم، راديو صوت العرب للنهار، وراديو إسرائيل لليل".
وتحدث عمرو وهو شاهد على اغلب الأحداث تلك المرحلة قائلا "وقائع متناقضة عمرها 3 أيام، يوم استبد فيه الشبق للحرب، ويوم عاش فيه الناس نصرا مبينا، ويوم سقطوا جميعا في قاع الهزيمة، غير ان الأيام الثلاثة هذه لم تكن ساعاتها مجرد حساب للزمن بل صارات زمنا حكم ما بعده لخمسين سنة حتى الآن والغيب وحده من يعرف النهاية".
اما عن فكرت الكتاب فبين عمرو إنه "فكر في كتابة هذا النص بعد شهور من ذلك الحزيران، إلا أن الحياة التي اسلمتني لانتقالات وانشغالات، ابعدت فكرة الكتابة، بل انني مع كل مصيبة وقعت في حياتنا منذ ذلك الحزيران هي حلقات مصائب وكوارث، كنت اكتشف ان حزيران 1976، كان جذرا تنبت عليه غابة من حزيرانات اكبر وافدح".
وعن ابو عزيزي الذي احرق نفسه في تونس احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة التي كان يمر بها، وأدت إلى اطلاق ما سمي بالربيع العربي، بين عمرو "بعد أن مرت سنوات على ربيع البوعزيزي التونسي، امسكت بالقلم وشرعت في كتابة نهائية، كانت تلح علي فكرة التشابه بين ما حدث قبل خمسين سنة وما يحدث الآن. مقهى أبو علوان وساحة المسجد الذي لم يبن بعد والصالون العصري لصاحبه نعيم والمخاتير والسياسيون والمجانين والمخفر وعبد الشقي انتقلوا جميعا وتوزعوا على الميادين، كانوا في كفر عرب يعدون بالشعرات فإذا بهم في العواصم يعدون بالملايين، جذر ذلك الحزيران ما زال ينتج اشجارا وغابات".
كما تحدث عمرو بـ"كوميديا السوداء"، عن ذلك الحزيران وما انتجته قرائح الشعراء والموسيقيين وهم يرددون "يا اهلا بالمعارك"، ورأى أن الوضع لم يتغير الوضع كثيرا "ففي ربيع البوعزيزي ازدهرت قرائح الشعراء والكتاب ومؤلفي الاماني، وعدونا بربيع تتحقق فيه كل الامنيات بفعل عود ثقاب اشعله الشاب الذي فقد مصدر رزقه بطرفة عين، فاشتعلت النار في هشيم كان ينتظر لنكتشف أن فداحة الواقع اظهرت بؤس الوصف فالربيع كان متخيلا وحقيقته جحيما، بدا أمامه حزيران الأصلي طفلا ربما انتجته الخطيئة، أما حزيران البوعزيزي فقد انتج قدرا لا راد له، صار يؤرخ للأيام والشهور والسنوات بالجثث والهاربين إلى قاع البحر، ففيه امان أكثر مما في الاوطان".
وبكثير من السوداوية يقول عمرو "كان احمد سعيد في ذلك الحزيران القديم قد اصدر اوامره للسمك في البحر بالاستعداد لاستقبال الجثث، وبعد خمسين سنة عرفنا أي جثث استقبلها الحرب، الناس هم الناس والبلاد هي البلاد وحزيران ليس شهر ولا هزيمة ولا نكسه، هكذا فهمنا أول الأمر اما في زمن البوعزيزي فيبد انه قدر".
يذكر أن عمرو أكمل دراسته الأساسية والثانوية في مدينة الخليل، ثم درس الحقوق في جامعة دمشق، وتخصص في الإعلام في القاهرة، وصدر له العديد من المؤلفات منها "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا" الذي يروي فيه عن قرب فصولا من حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات وكيف كان الأخير يتخذ قرارته، "أيام الحب والحصار"، "صوت العاصفة"، "محمود درويش حكايات شخصية".