"السوشال ميديا" تهيئ مقاتليها لـ"معركة" الفيصلي والوحدات

لاعب الوحدات محمد عبد المطلب يحاول المرور من لاعب الفيصلي نزار الرشدان في لقاء ذهاب السوبر - (تصوير: أمجد الطويل)
لاعب الوحدات محمد عبد المطلب يحاول المرور من لاعب الفيصلي نزار الرشدان في لقاء ذهاب السوبر - (تصوير: أمجد الطويل)

 مباراة الفيصلي والوحدات ليست معركة وتصفية حسابات، بل هي مباراة كرة قدم فيها الفائز والخاسر، ولا بد من تتويج فريق على حساب الآخر، كما هو الحال في المباراة المقبلة في إياب كأس السوبر التي تجري يوم الجمعة المقبل على ستاد عمان.

اضافة اعلان


الوضع في مواقع التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا) مختلف تماما، فالكثير ممن يسمون أنفسهم بالمؤثرين، يلعبون دورا سلبيا في تأجيج المباراة، وتحويلها إلى معركة وكسر عظم، حتى يخيل لمتصفح السوشال ميديا، أننا مقبولون على حرب لا بد فيها من ضحايا، وأن الفائز هو البطل الأزلي، وأن الخاسر لا يفقه في اللعبة شيئا، رغم أن الواقع والحقيقة يقولان إننا أمام لعبة مدتها 90 دقيقة، لا بد فيها لفريق أن يفوز على الآخر، سواء بالحظ أو التفوق الفني وما شابه من أسباب معروفة لمتابعي كرة القدم.


على مواقع التواصل الاجتماعي، نرى منشورات تثير النعرات وتستفز الجمهور، حيث يكون أبطال هذه "البوستات"، إما شخصيات لا تدرك ماذا تفعل، ولا تعي خطورة الكلمات التي تكتبها، وإنما يقودها حماسها وحبها لفريقها للتعبير عن ذلك بطرق خاطئة، أو أن يكون هناك أناس يستثمرون مثل هذه المباريات لتحقيق مآرب شخصية.


التاريخ والتجارب السابقة في مباريات القطبين، تؤكد دائما أنه سرعان ما تعود العلاقات بين مشجعي الفريقين إلى وضعها الطبيعي المحب والأخوي بغض النظر عن أهمية المباراة، وهذا يعكس طيبة وأصالة الأردنيين الذين يأخذهم الحماس أحيانا للانفعال والتعبير بشكل خاطئ ومؤلم خلال مجريات المباراة واللحظات التي تسبقها، وهذا يدفع للمناداة بضرورة العقلانية وعدم السماح للانفعالات اللحظية بأن تؤثر على النسيج الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب التريث والسيطرة على الانفعالات قبل أي كلمة أو أي منشور على مواقع التواصل التي أصبحت مواقع للقطيعة بسبب ما تحدثه من مشاكل وأحداث مؤسفة.


ويؤكد متابعون ومعنيون، في تصريحات لـ"الغد"، أن الأيام الحالية تشهد حالة احتقان ملحوظة على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل انطلاق مباراة إياب كأس السوبر التي تجمع الفيصلي والوحدات يوم الجمعة المقبل، وهذا مؤشر خطير وانعكاس لما قد نشاهده على المدرجات وفي الملعب، في حال لم ترتفع أصوات العقلاء والرياضيين.


ويؤكد اللاعب السابق والمدرب الحالي ماهر إسماعيل، أن مواقع التواصل الاجتماعي بإمكانها بث روح المحبة والتسامح بين الجماهير، وتهيئة المدرجات لمباراة جميلة وهتافات رياضية بعيدا عن القدح والذم، بدلا من بث خطاب الكراهية واعتبار المباراة بمثابة معركة.


وأضاف "في كثير من مباريات الفيصلي والوحدات، كانت الروح الرياضية سائدة بين الجماهير، ولم تخرج الهتافات عن النص، وهذا نابع من ثقافة وفكر المشجعين الذين كانوا يدركون في النهاية أن هذه مباراة ولا بد من فائز وخاسر، قبل أن تتبدل الأمور بعد ظهور مواقع التواصل التي باتت مسرحا للجميع، ما سمح بظهور الخطابات غير الرياضية التي عادة ما تؤجج الموقف وتخرج المباراة عن سياقها".


وتمنى إسماعيل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة التي تسبق مباراة القطبين، استثمارا إيجابيا لمواقع التواصل، من خلال المنشورات الإيجابية التي تبارك للفائز، مشيرا إلى أن مثل هذه المنشورات تسهم في ترطيب الأجواء وخلق حالة إيجابية بين المشجعين بدلا من الاستنفار وكأننا ذاهبون إلى معركة.


الدكتور محمد المومني المشجع لنادي الرمثا، كشف عن عشقه في سنوات خلت لمتابعة المباريات القوية مثل مباراة الفيصلي والوحدات، قبل أن يتراجع في السنوات الأخيرة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل في منشوراتها خطابا بعيدا عن الروح الرياضية، ولا يعكس الوجه الحقيقي للمشجع الأردني الذي طالما كان رياضيا ومتقبلا للنتيجة مهما كانت، إيمانا منه بمقولة (يوم لك ويوم عليك).


وكان مشجع وعاشق لكرة القدم، انفعل خلال حديثه مع "الغد"، مطالبا ومؤيدا لتفعيل قانون الجرائم الإلكترونية الذي تعتزم الحكومة تطبيقه (رغم اعتراضه على بعض بنوده)، ومناديا بملاحقة كل شخص يثير الكراهية على مواقع التواصل، حتى نصل لصفحات تحمل النقد الهادف البعيد كل البعد عن خطاب الكراهية والقدح والتشهير والذم.


يشار إلى أن عددا من مشجعي الفيصلي والوحدات، كشفوا عن تغيير موقفهم بشأن حضور المباراة في الملعب، بسبب الشحن الزائد الذي بدا واضحا على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضاً: 

ماهر إسماعيل.. من حارات البقعة إلى ميادين التدريب القطرية