التعدي على شبكات المياه بالأغوار.. سلوك فردي وضرر جماعي

1690732347021746300
كادر من مديرية مياه الشونة اثناء متابعته لحالة تعد على الخطوط-(الغد)

الأغوار الوسطى– التعدي على شبكات المياه في مناطق الأغوار، حالات متكررة، تمتد أضرارها لتطال أحياء بأكملها، يجد سكانها أنفسهم ومن غير ذنب مجبرين على تحمل تبعات سلوكيات فردية تتسبب بعدم وصول المياه لمنازلهم.

اضافة اعلان

 

  ومع بداية كل صيف في مناطق الأغوار الجنوبية، ترتفع أصوات السكان بضرورة إيجاد حلول جذرية لشح المياه، وسط تطلعات البدء بتنفيذ مشروع تأهيل الشبكات للحد من معاناتهم، في وقت تؤكد مصادر أنه سيتم تنفيذ مشروع تأهيل الشبكات في لواءي الشونة الجنوبية وديرعلا بمنحة تبلغ 85 مليون يورو، ما سيسهم في معالجة كافة المشاكل والتحديات التي تواجه قطاع المياه.


ووفق المصادر، فإنه تم إحالة مشروع حفر الآبار وخزانات المياه وسيتم لاحقا إحالة مشروع تأهيل الشبكات ومن المفترض المباشرة بالمشروع العام الحالي.


وبحسب مصدر مطلع في قطاع المياه فإن حالات التعدي على الشبكات خلال شهور الصيف تتراوح ما بين 30 - 40 حالة شهريا، ناهيك عن التعديات على الخطوط الناقلة والحالات التي لا يتم ضبطها، موضحا أن غالبية حالات التعدي التي يتم ضبطها تكون في المناطق التي تشهد شكاوى متكررة.


ويرى سكان أن كثرة التعدي على الشبكات والخطوط الناقلة والعدادات تشكل تحديا أمام وصول المياه لكافة المشتركين وعائقا أمام جهود كوادر المياه في معالجة مواضع الخلل، موضحين أن بعض الأحياء لم تصلها المياه منذ أسابيع.


ويؤكد عمر سالم أن نقص مياه الشرب يسبب معاناة للأهالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة والحاجة المستمرة والملحة للمياه، مبينا أن عددا من المنازل لم تصلها المياه منذ أسابيع وأخرى تصلها بشكل ضعيف بشكل لا يكفي لتعبئة خزاناتهم المنزلية.


ويبين أن عدم وصول المياه أو ضعف وصولها يدفع الكثير من المواطنين الى التعدي على الشبكات والعبث بالعدادات أو على الأقل استخدام المضخات الكهربائية للحصول على كمية كافية من المياه، الأمر الذي يؤدي على الأغلب الى انقطاعها عن الآخرين، مشيرا إلى أن كميات المياه المتوفرة تغطي احتياجات جميع المواطنين، إلا أنها تختفي عند إسالتها إلى المناطق ما يؤدي إلى كثرة الشكاوى من قبل الأهالي.


ويرى محمد العجوري أن قدم الشبكات واهتراءها يؤدي الى ضعف وصول المياه إلى أحياء بأكملها، خاصة في المناطق المرتفعة والتي تحتاج قوة ضغط كافية لوصول المياه، مشيرا إلى أن غالبية الشبكات تحتاج إلى إعادة تأهيل بدءا من الخطوط الناقلة إلى شبكات التوزيع لضمان وصول المياه بعدالة.
ويؤكد أن إدارة منظومة المياه في مناطق الأغوار تحتاج إلى كادر وآليات كافية لمتابعة عملية التوزيع ومراقبة شبكات المياه وفحصها باستمرار للكشف على التعديات، مضيفا أن عدم وجود آليات أو مراقبين وموزعين بقدر كاف يحول دون مراقبة الأمور بالشكل المطلوب.


ويؤكد موسى علي أن معاناتهم تتجدد كل صيف نتيجة شح مياه الشرب، في حين أن غالبية سكان الأغوار من ذوي الدخل المحدود وظاهرة شح المياه تشكل تحديا كبيرا كون معظمهم يضطرون إلى شراء المياه من الصهاريج وبأسعار تفوق مقدرتهم المادية، لافتا إلى أن هذا الأمر يجبر البعض على اتباع أساليب غير قانونية للحصول على حصصهم المائية، إما بالتعدي على الشبكات أو العبث بالمحابس أو استخدام المضخات الكهربائية لسحب أكبر كمية ممكنة من مياه الشبكة، فيما تكون النتيجة إلحاق الضرر بكافة المشتركين. 


ويؤكد مواطنون أن مشكلة نقص مياه الشرب وعدم وصولها بشكل كاف باتت الشغل الشاغل لأهالي الأغوار لما لها من تبعات اقتصادية، مطالبين المعنيين بضرورة العمل على تأهيل الشبكات وزيادة الرقابة على الخطوط ومتابعة التعديات على الشبكات كجزء مهم من حل المشكلة.


بدوره بين مدير مياه الشونة الجنوبية، المهندس وصفي الحوامدة أن المديرية تعمل جاهدة على إيصال المياه لكافة المواطنين من خلال تحديث بعض الشبكات وإدامة أعمال الصيانة اللازمة وتزويد المواطنين في المناطق المرتفعة بالمياه بواسطة الصهاريج التابعة للمديرية، موضحا أن كثرة الانقطاعات الكهربائية والتعديات على الخطوط الناقلة والشبكات يفاقم من مشكلة عدم وصول المياه للمواطنين ويثقل كاهل الكوادر الفنية.


ويشير إلى أن هذه الظاهرة تتجدد كل صيف في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه، اذ تكثر حوادث التعديات على الخطوط الرئيسة والفرعية والعبث بالشبكات والعدادات ما يشكل تحديا أمام الكوادر العاملة، مشددا على ضرورة تعاون السكان ونشر الوعي بينهم للحد من التعدي والعبث بالمنشآت الذي يتسبب بالكثير من الشكاوى خلال فصل الصيف تحديدا.

 

اقرأ أيضا:

الكرك: استمرار التعديات على شبكات المياه.. مسؤولية من؟