كشفت المباريات المؤجلة من دوري المحترفين لكرة القدم، ومنافسات الأسبوع الأول من الدوري، عن تراجع ملحوظ وملموس للمستوى الفني للغالبية العظمى من الفرق، علما أن هذه المباريات جاءت مباشرة بعد نتائج المنتخب المتميزة في كأس آسيا التي حل فيها منتخب النشامى في المركز الثاني.
ويعتبر المراقبون والمعنيون أن هذا التراجع لم يأت مفاجئا أو غريبا، بل جاء نتاجا طبيعيا للأزمات المالية والإدارية التي تعيشها الأندية، والتي تسببت في التأثير على المستوى الفني، بعد أن شهدت فترة التوقف اضطرابا في التدريبات، واحتجابا للاعبين عن التدريبات لأسابيع، بسبب عدم قدرة الإدارات على توفير المستحقات المالية المتأخرة.
ويكشف لاعبون في أندية المحترفين، عن عدم حصولهم على رواتبهم منذ 6 أشهر، ما دفعهم للاحتجاب عن التدريبات لفترة طويلة، بل أن أحد أندية المحترفين لم يشهد أي تدريب للفريق لأكثر من أسبوعين، بسبب احتجاب اللاعبين والمدربين، نتيجة تفاقم الأزمات المالية والإدارية.
ويبدي متحدثون لـ"الغد" عن بالغ دهشتهم فيما يحصل في أندية المحترفين، التي يفترض أنها تعيش في فترة احتراف، ليكتشفوا لاحقا أن الاحتراف المطبق في الأردن لا يمت للاحتراف الحقيقي بصلة، وأن ما يسمى بدوري المحترفين، ما هو إلا دوري للهواة، يلعب فيه اللاعبون للاستمتاع واكتساب الفوائد الجسمانية والصحية، إلى جانب الحصول على الفتات من المبالغ المالية التي تأتي مقسطة وبعد جهد جهيد، فيما هناك قلة قليلة من اللاعبين ربما يكونون قد استفادوا ماديا من اللعب، نتيجة قوة نفوذهم في أنديتهم، وقدرتهم على الحصول على مبالغ "من تحت الطاولة".
ويؤكد مدرب فريق الجليل محمد العبابنة، أن دوري المحترفين ظهر بعد العودة من فترة التوقف بشكل متواضع فنيا، وهذا أمر متوقع في ظل ظروف الأندية المادية الصعبة والصعبة جدا، متوقعا مزيدا من التراجع في المستويات الفنية لاغلب الفرق في ظل استمرار المصاعب المالية.
ويقول العبابنة : المشاكل المالية تضرب التفاصيل الفنية، فاللاعب لا يملك أي رغبة في التدريب في ظل معاناته من عدم القدرة على استلام راتبه منذ أشهر طويلة، ما يؤثر على مستواه الفني في المباريات، وظهر ذلك بشكل واضح في العديد من الأندية في الأسبوع الأول من مرحلة غياب دوري المحترفين. ولفت مدرب الجليل إلى أن إدارات الأندية ربما لا تتحمل كامل المسؤولية، في ظل غياب الدعم الكافي من اتحاد الكرة، وغياب الداعمين والشركات الراعية، ما وضع الإدارات في مواقف صعبة أمام اللاعبين، متمنيا أن تشهد المرحلة المقبلة انفراجا كبيرا، سواء من خلال دعم اتحاد الكرة، أو من خلال استقطاب الشركات والمؤسسات الراعية ورجال الأعمال.
لاعب المنتخب الوطني السابق والنادي الفيصلي قصي أبو عالية، أكد أن الظروف المالية الصعبة للأندية، تضرب المستويات الفنية، وهو ما نراه حاليا، حيث عدم قدرة أغلب الإدارات على توفير الرواتب في زمن يفترض أنه زمن الاحتراف، الأمر الذي يضرب معنويات اللاعبين الذين يذهبون إلى المباريات كتأدية واجب فقط، دون الرغبة في العطاء.
واعتبر أبو عالية، أن الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني في كأس آسيا الأخيرة في قطر، يفترض أن ينعكس إيجابا على الكرة الأردنية، من خلال استقطاب الداعمين، وزيادة دعم الأندية من قبل اتحاد الكرة، إلى جانب دور الإدارات في ضرورة تسويق نفسها بشكل أفضل، متمنيا من المسؤولين ضرورة البناء على إنجاز كآس آسيا، لتطوير الكرة الأردنية في المرحلة المقبلة، خاصة على صعيد الأندية.
يشار إلى أن الوضع المالي السيئ جدا للأندية في هذا الموسم، دفع رؤساء أندية للتصريح بصعوبة استكمال الموسم الكروي الحالي، في حال عدم القدرة على تأمين مبالغ مالية للاعبين الباحثين عن رواتب متأخرة منذ شهور طويلة.
اقرأ أيضاً:
عزوف الجماهير عن "دوري المحترفين" يضرب الأندية ماليا وفنيا
محترف أجنبي في دوري المحترفين يحطم رقما ماليا قياسيا.. الصغير غاضب من الوحدات ويعتزم تقديم شكوى
