الفايز: أي تسوية للقضية الفلسطينية تعبث بالوضع التاريخي والقانوني للقدس مرفوضة

Untitled-1 copy
رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أثناء المحاضرة- (بترا)

أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن السياسة الأردنية، تقوم على مجموعة ثوابت، أساسها حماية مصالحنا والدفاع عن قضايا أمتنا، ومن هذا المنطلق يؤكد الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن أي حلول ومشاريع تسوية للقضية الفلسطينية، لا تحفظ ثوابتنا الوطنية أو تعبث بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، أو تمس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، حلول مرفوضة وعدمية، وسيتصدى لها الأردن بقوة.

اضافة اعلان


جاء ذلك خلال حديثه في الندوة الشهرية التي عقدتها دائرة المرافق والبرامج الثقافية في أمانة عمان الكبرى، أمس، حول ما يواجه الأردن وما يتعلق بالإصلاح في المملكة.


وأضاف الفايز، ان مفتاح الحل لصراعات المنطقة كافة، وعودة الأمن والاستقرار لها، تؤكد ان حل القضية الفلسطينية، يجب أن يكون عادلا وشاملا، على اساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.


وطالب الفايز، بسرعة تشكيل لجنة برلمانية عربية، تتواصل مع البرلمانات الدولية ومنظمات حقوق الانسان العالمية، لكشف ممارسات حكومة الاحتلال الاسرائيلي المتطرفة، وقطعان المستوطنين بحق الفلسطينيين، والهمجية والوحشية التي يرتكبونها.


وأكد الفايز، ان جلالة الملك عبدالله الثاني يقود اليوم مسيرة الاصلاح الشامل، بأبعاده السياسية والاقتصادية والادارية، لتمكين الاردن من مواجهة التحديات، بخاصة الاقتصادية، للنهوض بالبلاد، وقد باتت هذه الملفات تشكل اولوية وطنية لدى جلالته.


وبين أن جلالة الملك، أكد أن ما يواجهنا من تحديات في الأردن والمنطقة، يجب ألا يوقف تطلعاتنا لأجل أردن مزدهر يعتمد على ذاته، قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والفقر والبطالة، والنهوض بالخدمات، والقضاء على البيروقراطية في الادارة العامة.


وبين ان جلالته شدد على ان تكون عملية التحديث الاقتصادي عابرة للحكومات، وضرورة وضع خطط اقتصادية، قادرة على تجاوز اوضاع المنطقة الراهنة، وتعتمد أساسا على الموارد البشرية، وتحسين البيئة الاستثمارية، وفتح أسواق جديدة أمام الصناعات والمنتوجات الاردنية، للوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وتحسين النمو، وتوفير حياة كريمة للمواطنين.


أما بخصوص الإصلاح السياسي، فقد أجريت تعديلات دستورية، وأقرت تشريعات ناظمة للعمل السياسي، حرصا من جلالة الملك على تعزيز المسيرة الديمقراطية وبناء الأردن الجديد، والدفاع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، والمساواة والتسامح واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.


كما تهدف رؤية جلالة الملك، للوصول الى النموذج الديمقراطي الذي يمكننا من الوصول لحكومات برلمانية برامجية، وتعزيز المشاركة الشعبية والحياة الحزبية والسياسية، وتمكين المرأة والشباب، لتكون المئوية الثانية للأردن، أكثر قوة وحداثة ومنعة.


وأكد الفايز، أن الاستجابة لرؤى وتطلعات جلالة الملك، وتسريع تنفيذ وترجمة توجيهات جلالته السامية، للنهوض بواقعنا الاقتصادي، وتعزيز مسيرتنا، يرتب على الجميع الاندماج في العمل السياسي والحزبي والمشاركة الفاعله فيه، والابتعاد عن الجهوية والمناطقية، ومحاربة الفساد.


وقال "على الجميع مسؤولية تعزيز الثقافة الديمقراطية في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومناهج الدراسة، والتحلي بالقيم النبيلة، وقبول الرأي والرأي الآخر، ونبذ العنصرية والتعصب، وترسيخ الانتماء للوطن والولاء لقيادتنا الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك".


واضاف "ان تعزيز المشاركة في العملية الانتخابية، البرلمانية او غيرها، والاندماج بالعمل الحزبي، مسؤولية جماعية وتشاركية، تقع على عاتق الجميع، من حكومات واحزاب وجامعات، وأندية رياضية وشبابية، بالاضافة للأسرة والمدارس ودور العبادة، ووسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني، فعلى هذه الجهات، النهوض بدورها تجاه مجتمعنا بخاصة الشباب لبناء مجتمع واع، يمتلك القدرة في التعامل والتفاعل بوعي مع تحدياتنا، ومشروع التحديث السياسي للدولة".


وقال، إن الأردن ومنذ التأسيس واجه صعوبات مختلفة، كان يخرج منها اكثر قوة وتماسكا، وأبرزها بناء الدولة، وتشكيل الهوية الوطنية، ثم اللجوء والنزوح الفلسطيني، كما واجه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، المد الشيوعي والناصري واليساري، ثم جاءت حرب الخليج الاولى والثانية والحصار الاقتصادي على الاردن عام 1990 واحتلال الكويت.


وقال انه ومنذ تسلم جلالته لسلطاته الدستورية، واجه الاردن تحديات داخلية وخارجية لا يمكن تجاهلها، كالأزمة الاقتصادية العالمية 2008، وما يواجهه اليوم من ارتفاع للمديونية وانخفاض للمساعدات والمنح، وارتفاع لنسب البطالة والفقر، وتداعيات احتلال العراق، وتبعات الربيع العربي، وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي، والحروب الأهلية في دول عربية عدة، وانتشار الارهاب والتطرف والمخدرات، وجائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية.


وأشار إلى أن الأردن وبسبب موقعه الجيوسياسي، يواجه تحديات، تتمثل بالأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، وأبرزها إيجاد الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، في ظل تنامي اليمين المتطرف في اسرائيل وسيطرته على الحكم، ومحاولات بعضهم ايجاد تسويات للقضية الفلسطينية على حساب الأردن وثوابته، وثوابت الشعب الفلسطيني.


وبين انه وبرغم ذلك، تمكن الأردن بفضل حكمة جلالة الملك وحنكته السياسية ووعي شعبنا، ومنعة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، من الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، في ظل محيط ملتهب وفوضى عارمة.


كما بين أن التحديات ليست مقصورة على الأردن، بل هي دولية، في ظل ما يشهده عالمنا من صراعات سياسية وأمنية، والتصدى لها يتطلب إنهاء الصراعات، والتعاون الدولي المشترك لمواجهتها.


وقال إن مواجهة التحديات الاقتصادية للأمة، قضية محورية لا يمكن تركها للظروف، لذلك لا بد من إيجاد رؤية عربية تكاملية لمواجهتها، وايجاد تعاون عربي مشترك لبناء شراكات اقتصادية واستثمارية متنوعة.


وأوضح أن أي دولة عربية لا تستطيع وحدها تجاوز هذه التحديات، مشيرا الى انه طالب أكثر من مرة، بعقد قمة اقتصادية عربية موازية للقمة السياسية، يشارك فيها رجال أعمال وممثلون عن القطاعات الاقتصادية والمالية، لبلورة مشروع اتحاد اقتصادي عربي، يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية، فقيام هذا الاتحاد سيمكن الأمة العربية أن تكون قوة سياسية واقتصادية، وفي الوقت ذاته تحقق التنمية المنشودة.

 

اقرأ المزيد : 

الفايز: الأردن سيبقى الأقرب إلى فلسطين