عثمان الحسنات.. متخصص "الصالات" ووجه مألوف في التحليل التلفزيوني

المدرب عثمان الحسنات-(الغد)
المدرب عثمان الحسنات-(الغد)

يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها "من الصفر"، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية.

اضافة اعلان


زاوية "من الصفر" تقف في جديد محطاتها، عند عثمان الحسنات، اللاعب المهاري الذي شق طريقه بحنكته في "المراوغة" والحلول الهجومية الذكية، عبر تجربة كروية ثرية في الفيصلي وشباب الأردن والبقعة والجزيرة، قبل أن يتابع مسيرته مدربا ومحللا تلفزيونيا.


من مدارس الوكالة

يشرح الحسنات، كيف قدمت منطقة جبل الأخضر وحاراتها ومدارسها مهاراته الكروية إلى الأندية، وقال: "كان أخي راتب الحسنات لاعبا في الوحدات، وكنت أرافقه في التدريبات والمباريات، وشاركت في دوريات مدارس الوكالة، وحزت على اهتمام المدرب القدير حامد اسماعيل، الذي أعتبره إلى جانب شقيقي راتب صاحب الفضل علي بعد الله، ولازمني في منتخبات مدارس الوكالة، وكان دائم التحفيز لي عبر توجيهي للانضمام إلى الوحدات، إلا أنني اخترت طريقا مغايرا في مسيرتي الكروية".


وعاش الحسنات في كنف الفيصلي حب الجماهير وبريق البطولات، موضحا: "تدرجت في فئات الفيصلي منذ منتصف التسعينيات، وقدم لي المدربون الراحلون مظهر السعيد، محمد اليماني، وخالد عوض النصائح الكروية، ومضيت أطارد حلم تمثيل الفريق الأول، الذي وصلته في نهاية التسعينيات".


وتابع: "شاركت الفريق الأول الفوز بلقب الدوري مرتين، وكأس الأردن 3 مرات، وكأس الكؤوس مرتين، ودرع اتحاد الكرة مرتين، في مسيرة اكتسبت منها الكثير من النجومية والجماهيرية، وزاملت نجوم الكرة الأردنية حتى مطلع الألفية الثانية".


محطة شباب الأردن 

ويوضح الحسنات، أنه عاش محطة لا تنسى في صفوف شباب الأردن، قائلا: "انطلق نادي شباب الأردن بحنكة رئيسه سليم خير بسرعة الصاروخ إلى دوري الكبار، وانتقلت للعب في صفوفه، وتدربت على يدي مدربين مميزين، أبرزهم شيخ المدربين عيسى الترك، وزاملت العديد من النجوم البارزين، وتمكنت مع رفاقي من الفوز بلقب كأس الأردن في العامين 2006 و2007، والدوري العام 2007، وتركنا بصمتنا على أول لقب خارجي بالفوز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي 2007".


وزاد: "بعدها لعبت لعدد من أندية الأضواء، حيث دافعت عن ألوان فرق البقعة، وقدمت مواسم مميزة مع الجزيرة، وبقيت في ملاعب الكرة حتى ودعتها العام 2009".


ويتذكر الحسنات أنه تشرف بالدفاع عن ألوان منتخبات الوطن في سنوات ذهبية، موضحا: "مثلت منتخبات الناشئين، الشباب، الأولمبي، والأول، في سنوات كانت الأعز على قلبي، وتميزت في المنتخب الوطني للصالات، الذي حملت شارة القيادة فيه لسنوات عدة، وحصلت على لقب أفضل لاعب في البطولة العربية للصالات التي جرت في مصر 2006".


مشوار التدريب

ويروي الحسنات كيف وجه طموحه إلى اقتحام التدريب والإعلام الرياضي، قائلا: "تخرجت في الجامعة الأردنية متخصصا في العلوم السياسية والاقتصاد، لكن شغفي الرياضي شدني إلى الإعلام الرياضي الذي نويت اقتحامه، إلا أنني ومن خلال عملي مع أمانة عمان في مدينة الملك عبدالله الثاني الرياضية، شجعني مديري وقتها م. ناصر البطاينة ونسبني إلى دورة تدريب لدى اتحاد الكرة، ومن هنا بدأت حكايتي مع التدريب".


وأردف: "اجتزت الدورات المخصصة لدى اتحاد الكرة، حيث حصلت على شهادات التدريب الآسيوية للمستوى المحترف (PRO)، والمستوى الأول (A)، والمستوى الثاني (B)، والمستوى الثالث (C)، وكذلك شهادة تدريب الصالات للمستوى الثاني".


وزاد: "وخضت التجربة العملية، حين توليت مهمة المدير الفني لفريق سيدات شباب الأردن 2011، وبعدها تم تعييني مديرا فنيا لفريق القادسية للصالات 2012، وتوليت مهمة الإدارة الفنية لقطاع الفئات العمرية في الفيصلي 2013، ودربت فريق الصالات في الجامعة الألمانية الأردنية العام 2014، وأشرفت على فريق الصالات في الديوان الملكي 2015، وتوليت مهمة الإدارة الفنية لقطاع الفئات العمرية بالجزيرة العام 2016، ومهمة المدير الفني لفريق السلط بالدرجة الأولى العام 2017، ومدير فني لفريق الأصالة دوري الدرجة الأولى العام 2018، وعملت مساعدا للمدرب التونسي نبيل الكوكي مرتين، الأولى في الرمثا العام 2017، والثانية في الفيصلي 2018، وتوليت مهمة المدير الفني لفريق الحسين إربد في إياب الموسم 2018-2019، وكذلك في الموسم 2020، وعدت إلى فريق السلط في الموسم 2022، ولم تخل تجاربي من تدريب المنتخبات الوطنية، حيث توليت مهمة المدير الفني لمنتخب الناشئين العام 2021".


التحليل في كأس آسيا

ويشير الحسنات، إلى أن اللعب والتدريب موهبتان مختلفتان، والأمر نفسه ينطبق على التحليل الرياضي، مفسرا: "خضت الكثير من تجارب التحليل، لكن وجدت تجربتي في تحليل مباريات كأس آسيا 2023، على قناة الكأس القطرية الأفضل، حيث حاورت متمرسين في التحليل والإعلام، ما زاد إلى تجربتي الكثير من الخبرة، وما ميزها الإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني، ونيله فضية آسيا عن جدارة واستحقاق".


وأضاف: "استمتعنا بالانتصارات الأردنية، وما زادها جمالية الجماهير وأبناء الجالية الأردنية في قطر، التي أضافت رونقا جميلا إلى أجواء التنافس الآسيوية".


وحول توقعاته عن حظوظ المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المونديالية، قال الحسنات: "لا شك أن المنتخب الوطني في البطولات المجمعة، أفضل من المباريات التي تقام على نظام الذهاب والإياب، وبالتأكيد المهمة صعبة لكن ليست مستحيلة، ويملك النشامى جيلا متميزا وقادرا على العودة بعد التعادل أمام طاجيكستان والخسارة من السعودية، وأعتقد أن رفع عدد المنتخبات المتأهلة إلى مونديال 2026 من 32 إلى 48 يضع المنتخب الوطني أمام إنجاز تاريخي جديد، وهذا يحتاج إلى مزيد من العمل، والتركيز وعدم التفريط بالنقاط منطلقا من لقاء الذهاب أمام باكستان".