نظام المكافآت المالية.. تقدير متواضع مقارنة بحجم إنجازات الرياضيين

صورة تعبيرية تظهر عناقا بين اللاعب صالح الشرباتي ومدربه فارس العساف بعد الفوز بفضية التايكواندو في أولمبياد طوكيو - (من المصدر)
صورة تعبيرية تظهر عناقا بين اللاعب صالح الشرباتي ومدربه فارس العساف بعد الفوز بفضية التايكواندو في أولمبياد طوكيو - (من المصدر)

مع استمرار تواضع قيمة المكافآت المالية التي ينالها اللاعبون أصحاب الإنجازات من اتحاداتهم في الرياضات والألعاب الفردية والجماعية بشكل عام، تزامنا مع تسجيل كل إنجاز عربي أو قاري أو عالمي، يتمسك الرياضيون بالأمل والطموح في إيجاد طريقة محفزة ومنصفة لهم، تتلاءم مع حجم الإنجاز، بدلا من صرف الأموال في "زحمة الإخفاقات" التي تساهم في توسيع الفجوة.

اضافة اعلان


طموحات اللاعبين أصحاب الإنجازات في الحصول على جائزة مالية تساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، يضربها "اليأس" مع تدني قيمة المكافأة، والتي تتواجد شواهد كثيرة عليها بعد رفض البعض من مستحقيها استلامها، خصوصا وأنها تحولت إلى "قصة طريفة" تثير السخرية، وربما تدفع الرياضيين إلى "حفظ ماء وجههم"، المهدور في البحث عن ممر آمن لهجر اللعبة وسط النفق المظلم.


ويقول أحد لاعبي الرياضات الفردية من أصحاب الإنجازات – والذي فضل عدم الكشف عن اسمه :"إن نظام المكافآت المالية المتبع في أغلب الاتحادات الرياضية محبط لأي لاعب، خصوصا عندما تقترن المكافأة بتسجيل اللاعب إنجازا خارجيا كبيرا، باستثناء اتحادي كرة القدم وكرة السلة في اللعبتين الجماعيتين الأكثر شعبية بالأردن، والذي يبدو منصفا ومرضيا للاعبين عند تحقيق الألقاب الكبرى، والتي كان آخرها بحصول كل لاعب من "النشامى" على مبلغ 45 ألف دينار نظير تحقيق المركز الثاني في بطولة كأس آسيا، للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم الأردنية". 


ويضيف في حديثه لـ"الغد": "تواضع قيمة المكافآت يدفع أغلب الرياضيين للتساؤل حول الجدوى من إكمال رحلتهم الرياضية في الألعاب الفردية وحتى الجماعية، خصوصا وأن اللاعب يطمح إلى تحسن ظروفه المعيشية بعد تسجيل الإنجاز، وعندما يعود يجد نفسه يواصل السير في حلقة مغلقة، من دون الحصول على أي مكتسبات شخصية".   


من جانبه، أشار أمين سر اتحاد التايكواندو والناطق الإعلامي فيصل العبداللات في معرض رده على استفسارات "الغد": "نضع مكافآت رمزية تتراوح قيمتها بين ألف دينار و5 آلاف دينار للاعبين أصحاب الإنجازات في البطولات الرئيسية المصنفة، وهي بطولة العالم وبطولة آسيا وسلسلة الجائزة الكبرى بجولاتها الأربع، وهذه القيمة مربوطة بالميزانية السنوية المحدودة من اللجنة الأولمبية". 


وأضاف: "لاعبونا يقدرون حجم التضحيات وحجم الإنفاق من قبل الاتحاد لضمان مشاركتهم في البطولات المهمة وكذلك إقامة المعسكرات، لذلك نعتقد أن المكافآت جيدة وتتناسب مع حجم الميزانية، كما أننا نحاول تأمين دعم محدود للاعبين أصحاب الإنجازات من شركات القطاع الخاص، التي نأمل في أن تضاعف دعمها للرياضيين أصحاب الإنجازات في السنوات المقبلة".  


وتتفاوت قيمة الجوائز للاعبين أصحاب الإنجازات في العديد من الرياضات الفردية بين 300 و700 دينار، رغم أن إحدى الميداليات الآسيوية المحققة في اتحاد لعبة فردية مؤخرا لم تتجاوز قيمة مكافآتها هذا الرقم، ما يعكس المعاناة المالية للكثير من الاتحادات، مع ضعف قدراتها التسويقية، واستمرار تراجع الدعم الحكومي.   


وتؤكد اختصاصية علم النفس سمر سفاريني في حديثها الخاص لـ"الغد": "ترتبط قيمة الجوائز الممنوحة للرياضيين الأبطال من قبل الاتحادات الرياضية بأمور عدة، من الناحية النفسية؛ خصوصا وأن اللاعب المتميز هو استثمار للوطن؛ ويجب أن يشعر الرياضي البطل بقيمته المعنوية لتشجيعه على تحقيق المزيد من الإنجازات والمشاركة بشكل أفضل في المحافل الرياضية، وعدم ترك المجال لأن يقارن نفسه بآخرين الذين حققوا إنجازه نفسه، ونالوا مكافآت ذات قيمة أعلى".


واستطردت: "لا نستطيع تشتيت اهتمام اللاعب بالقيمة المادية إلى جانب القيمة المعنوية للجوائز الممنوحة؛ خصوصا وأن النفس البشرية اعتادت على حب الثواب والتعزيز؛ كما أن الرياضي يلعب لتمكين بلده من الوصول إلى المحافل الرياضية الكبرى مثل، كأس العالم والألعاب الأولمبية وغيرها من البطولات، فضلا عن طموحاته بالتعزيز من أجل التمكين والقدرة على تطوير ذاته".


واختتمت: "تلعب قيمة الجوائز دورا مهما في تقدير اللاعبين لإنجازاتهم؛ ومن الممكن أن يؤدي ضعف قيمة الجوائز إلى الإحساس بقلة التقدير والاحترام وبالتالي، التوجه إلى اللعب في منتخبات دول أخرى عبر التجنيس، كما أن الجوائز الكبيرة قد تدعم الرياضيين ماديا وتساعدهم على الاستمرار في تحسين أدائهم وتطورهم؛ وتقديم أفضل أداء في المنافسات الرياضية".


وتتباين قيمة الجوائز التي تصرفها الاتحادات الرياضية عن تلك التي تخصصها اللجنة الأولمبية للاعبين واللاعبات الذين يصعدون منصات التتويج في دورة الألعاب الأولمبية ودورة الألعاب الآسيوية والدورة العربية والتضامن الإسلامي، والتي تتفاوت قيمتها طبقا لتصنيفات أهمية الإنجاز المسجل، علما بأن اللجنة الأولمبية قامت بتقليص قيمة المكافأة المالية المخصصة لحصول اللاعب الرياضي على ميدالية ذهبية أولمبية من 100 ألف إلى 50 ألف دينار، وذلك بعدما حقق اللاعب أحمد أبو غوش الميدالية الذهبية بوزن 68 كيلوغراما في منافسات التايكواندو للرجال بأولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل العام 2016، فيما يحصل اللاعب صاحب الميدالية الفضية على مبلغ 30 ألف دينار، مقابل 20 ألف دينار للاعب صاحب الميدالية البرونزية، مع تأكيد أن هذه القيم تتساوى مع ما يتم صرفه للاعبين أصحاب الإنجازات في الألعاب البارالمبية.


واصطدمت محاولات "الغد" في الحصول على التقرير المالي لنظام صرف الجوائز المتبع في اللجنة الأولمبية، برفض الدائرة المالية الإفصاح عنه، في ظل مزاعم عن توجه اللجنة الأولمبية لإجراء تعديلات على نظام الجوائز للاعبين أصحاب الإنجازات، والذي لم يتضح بعد فيما إذا كان يسير في منحنى تصاعدي نحو زيادته أو تخفيضه.

 

اقرأ أيضاً: 

مكافآت "النشامى" في آسيا...إحباط للاعبين الآخرين أم تحفيز؟

مكافأة مالية لأصحاب بطاقات الاحتراف في بطولة الأردن لبناء الأجسام

20 ألفا في "جيب" النشامى.. عموتة يصل المغرب.. أبو زمع يرفض عرض النجمة اللبناني