يسلط الكتاب الضوء على مختلف جوانب الموقف السائد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقدم في الوقت ذاته رؤية تحليلية معمقة للأوضاع المتغيرة والتقلبات الجارية بسرعة شديدة داخل المستعمرة، التي تمثل آخر احتلال على وجه الأرض.
يقع الكتاب الجديد الصادر عن دار حنين للصحافة والنشر، في نحو 650 صفحة من القطع الكبير، وهو يحمل الرقم 23 من سلسلة الإصدارات شبه المنتظمة للكاتب والمحلل السياسي، صاحب الاطلاع الواسع والخبرة المتراكمة، بفضل متابعاته عن كثب لمجمل الأحداث والوقائع الجارية في فلسطين والمحيط العربي المجاور، الأمر الذي يعطي هذه السلسلة من الإصدارات قيمة مضافة، ويكسبها وزنا تاريخيا معتبرا، وفوق ذلك نكهة سياسية ظلت تميز مقالات ومحاضرات حمادة فراعنة منذ أن خط أول مقال له في الصحافة الأردنية قبل عدة عقود.
ويأتي هذا الإصدار متزامنا مع لحظة سياسية فلسطينية فارقة في تاريخ الكفاح المتجدد على طريق انتزاع المساواة والاستقلال والعودة لشعب يعاود الإمساك مرة بعد مرة بزمام التطورات التي تسابق نفسها بنفسها في القدس والضفة الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، ناهيك عن أراضي مناطق الاحتلال الأولى عام 48 مما يزيد من أهمية الوقوف على وجهة نظر كاتب عميق الرؤية شديد الملاحظة لسائر الوقائع المتصلة بكل من الحالة السياسية الراهنة في كل من الأراضي المحتلة عام 1967 والمستعمرة عام 1948، التي يبدو أنها قد خرجت عن طورها تماما بعد أن أمسك اليمين الفاشي بمقاليد السلطة في تل أبيب، منذ الانقلاب الأول عام 1977، حينما تولى مناحيم بيغن إدارة حكومة المستعمرة مرورا بقادة الليكود إسحق شامير، وارييل شارون، ويهود اولمرت، ونتنياهو، إلى الانقلاب الثاني بنتائج انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، وتولي التحالف بين أحزاب اليمين السياسي المتطرف وبين الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة.