وادي الأردن.. الأمطار الأخيرة تطيل عمر المزروعات وتخفف كلف المكافحة والري

ارتفاع لمنسوب المياه المخزنة في سد الكفرين خلال الأمطار الأخيرة-(الغد)
ارتفاع لمنسوب المياه المخزنة في سد الكفرين خلال الأمطار الأخيرة-(الغد)

 أنعشت أمطار الخير التي هطلت على المملكة في الأيام الماضية آمال المزارعين بتحسن موسمهم، إذ أسهمت في زيادة مخزون السدود بنسب جيدة مقارنة بالسنوات الماضية، ناهيك عن تقليل كلف مالية كبيرة. 

اضافة اعلان


ويرى معنيون ومزارعون، أن الأمطار الأخيرة ستسهم في إطالة عمر المزروعات وتحسن من حجم الإنتاج وجودته وتوفر عليهم كلف المكافحة والري، إضافة الى انعكاساتها على أسعار البيع.


ويبين رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن الأمطار عززت من مخزون السدود وأسهمت في زيادة مخزون المياه الجوفية والسطحية، الأمر الذي يبشر بموسم زراعي جيد، مبينا أن نقص مياه الري وجفاف السدود خلال الفترة الماضية، كان مبعث قلق وخوف للمزارعين الذين عانوا كثيرا خلال فصل الصيف من شح مياه الري.


ويضيف أن تحسن الوضع المائي سيبدد مخاوف المزارعين من شح مياه الري خاصة خلال أشهر الصيف التي تشهد زيادة في الطلب عليها، مشيرا إلى أن الأمطار الوفيرة التي هطلت على المنطقة خلال الأيام الماضية ستعود بالنفع على المزارعين ويعيد لهم الأمل بموسم زراعي جيد ما سيعود بالنفع على القطاع الزراعي برمته. 


ويبين المزارع نواش اليازجين أن الأمطار التي هطلت على المنطقة في الأيام الماضية سيكون لها آثار إيجابية على القطاع الزراعي بشكل عام من خلال زيادة تخزين السدود والتي تعد شريان الحياة للقطاع الزراعي بوادي الأردن، إضافة إلى التقليل من الكلف التي يحتاجها المزارع لمكافحة الأمراض الفطرية والحشرية التي تصيب المزروعات التي عادة ما تشكل تحديا أمام المزارع، موضحا أن الأمطار الغزيرة تقلل من نسبة الملوحة في التربة وتزيد من خصوبتها.


ويرى المزارع وليد الفقير، أن الهطل المطري سيسهم في توفير كميات مياه كافية لري المحاصيل الزراعية في وادي الأردن للمرحلة المقبلة التي عادة ما تشهد انخفاضا في درجات الحرارة إلى مستويات متدنية تتطلب تكثيف الري لتفادي موجات الصقيع، لافتا إلى أن الأمطار ستعزز من مخزون السدود التي شهدت غالبيتها نقصا كبيرا الموسم الماضي.


ويبين أن استمرار الأمطار لفترة أطول سيقلل من استهلاك المياه للأراضي الزراعية كون معظم المزروعات وخاصة المكشوفة ارتوت من مياه الأمطار، مبينا أن الهطل المطري ستكون له آثار إيجابية حتى على أسعار البيع التي عادة ما تشهد ارتفاعا خلال المنخفضات بسبب تراجع عمليات القطاف. 


ويؤكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس ياسين العدوان، أن الأمطار التي هطلت في اليومين الماضيين على الوادي، كانت ذات فائدة كبيرة، سواء بتقليل حاجة النبات للماء عبر ترطيب سطح التربة، أو تقليل كلف مكافحة الآفات الحشرية التي عادة ما تشكل مصدر قلق للمزارعين، مع ارتفاع أثمان المبيدات، موضحا أن أمطار الخير تساعد على تحسين النمو الخضري للمحاصيل الشتوية المزروعة، وتقليل نسبة ملوحة التربة وبالتالي زيادة كفاءتها الإنتاجية وتحسين جودتها، إضافة الى تحسين النمو الخضري للأشجار والغراس الحرجية والطبيعية والمراعي، ما سيخفف العبء على مربي الثروة الحيوانية.


ويؤكد الخبير الزراعي المهندس عبدالكريم الشهاب أن الأمطار التي هطلت في الأيام الماضية تبشر بموسم زراعي جيد كونها سترفد مخزون السدود والمياه الجوفية، الأمر الذي سيدعم استمراريتها لفترة أطول، مبينا أن الأمطار ستقلل من الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين اذ ستقلل من عمليات الري وتحد من عمليات الرش والمكافحة، خاصة وأن هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة يسهمان بشكل كبير في تقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها واستدامة نمو المراعي ما سيوفر كلفا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية. 


ويبين أن الأهم أن ارتفاع منسوب المياه المخزنة في السدود سيساعد المعنيين على رسم سياسات مائية واضحة تمكنهم من ادامة عمليات ضخ مياه الري للأراضي الزراعية بشكل أفضل، إضافة إلى الحفاظ على المخزون الإستراتيجي للسدود والذي تم تجاوزه السنوات الماضية.


من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم وزارة المياه والري عمر سلامه إن كمية المياه التي دخلت السدود خلال المنخفض الأخير بلغت 2 مليون متر مكعب، ليصبح إجمالي مخزون السدود لغاية يوم الأحد الماضي 90 مليون متر مكعب بنسبة
31 %، من إجمالي سعتها التخزينية. 

 

اقرأ أيضا:

وادي الأردن.. انتهاء الموسم الزراعي على تدني الأسعار وتراجع الإنتاج